إلاَّ هـــو

إبراهيم الهمداني

ماذا تبقى…؟ صدى يغتالُ مرآهُ
وبعضُ صمتٍ بنى للريح نجواهُ
وبسمةٍ علَّقت أطلال فرحتها
أنشودةً… بالأسى تزهو وترعاه
ليلٌ يعانق في أحجار وحشته
كآبة … في طقوس البرد تغشاهُ
مدينةٌ تملأ التاريخَ عفتُها
والموت عهرا كساها في حكاياهُ
للبندقية عري في روائحها
وللسلام اشتهاءٌ حين تلقاهُ
توضأت في شروق الحب واكتحلت
بالضوء، من عطرها تختال أمواهُ
فيها النوافذ والأبواب بسمتُها
تؤوي الغريب، وتهمي في محياهُ
ماذا تبقى..؟ سماوات مدججةٌ
من الضياع، وخوف ضلَّ مأواهُ

تكسرت في دجى الآهات أسئلةٌ
تشرد الحلم في أقصى بقاياهُ
مدينة الله تصغي ….. صوت قاتلها
يدنو..
***           ***         ***
صعبٌ هو المعنى،
رمادٌ مفعمٌ بالريحِ،
ثرثرةُ الصراعِ،
مدائنٌ ثكلى،
ضياعٌ يغمرُ الصلوات،
رمحٌ بانتظارِ الشمس،
شمسٌ ليس تشرق،
رغبة للبوح
يخنقها سعالٌ،
كل يوم
رحلةٌ تمضي،
سلاماً
أيها المارون
بين نهايتينْ.
صعبٌ هو المعنى،
وذاك اللحن مرٌّ،
ثمَّ أحجية……
هراءٌ شائكٌ.
بين الرصاصة والضحية
خيطُ حزنٍ
من تفاصيل الدخان،
تَسَاءل المعنى
– ضياعٌ متخم بالحلم –
عن طفل تمنى ذات يتم…..،
أيُّ أمنية ستنمو
يا جنون الريح
بين رصاصتينْ.
***           ***            ***
حكايةٌ غازلت شطآنَ فكرتِها
أمواجُها، لم تكن للريح أفواهُ
قالت: زمان سيأتي… للسماء به
طعم الغياب، وللأسماء أشباهُ
تفحمَ الماءُ..، ذابَ الجمرُ…، أمنيةٌ
للملح، تقتادها – في أسرها – آهُ
طوفان ليل..، حقول العمي يانعةٌ
من ريعها يستفيد الموتُ والجاهُ
منابرٌ أنبتت في كل قنبلةٍ
عبوةً، يستبيح العطرَ منفاهُ

نعم سيأتي… وفي كفيه أزمنةٌ
يغتالها النفطُ غيَّا في مسماهُ
في كركرات رماد الشمس..، لحيتُها
مطيةٌ، تمنح الدولار مسعاهُ
طعمٌ حريريُ.. فوحٌ قرمزيُ.. هوى
صلبٌ، سرابٌ يناغي التيهَ مرآهُ
الليل يذبح لحنا كاد يخنقه
في نكهة المحو أفشى الموتُ معناهُ
تَطرُّفُ الماء – قالوا – سوف تحرقهُ
مشاعر البحرِ، تغشى الرملَ أصداهُ
سيادةُ الرمل يدعو الريح…. “إن غداً لناظريه”…. ستأتي من مراياهُ
مدينة الله في أقصى توترها
وليس يدفع عنها الرملَ إلا هو
20/3/2015م