يكفي
سارة عبدالغفور المقطري
يستيقظ اليمنيون كل يوم على أزمة جديدة في ظل الوضع الذي يعيشونه من قصف وتدمير وحصار جائر , وكأن اليمني ينقصه المآسي كي تضاف المزيد إلى قائمة أوجاعه اليومية .
10 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ,6 ملايين شخص مهددون بالمجاعة , 40 حالة وفاة بمرض الكوليرا .
أرقام لم تقدمها المنظمات الحقوقية هباء , ولا نستطيع تكذيبها أو إنكارها لكن المؤكد إن الإحصاءات والأرقام الحقيقية تفوق ذلك بالنظر إلى الوضع الراهن في البلاد .
يكفينا أن نشاهد طفلة من تهامة التصق جلدها بالعظم حتى لا نكاد نميز هل هو جلد أم عظام ذاك الذي يغطي جسدها نتيجة المجاعة في محافظة الحديدة وأمثالها كثر والبعض لم تمنحه الحياة المزيد من الألم فغادرها .
هنا نتوقف عند أمرين :
– الوضع الإنساني والمعاناة المأساوية الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان يختلف عليه اثنان ولا يساوم عليه اي طرف مهما كانت الخلافات لكن البعض يحاول إن يستغل هذا الوضع ليرمي باللائمة على الآخر ويشعل الصراع ويعمق الانقسام الحاصل في المجتمع .
– المنظمات الإنسانية تكتفي بحصر ورصد ونقل الأرقام المهولة حول تلك الأوضاع المأساوية وعد الحالات لكن أين هو دورها الحقيقي في التخفيف من تلك المعاناة وتقديم المساعدات والمعونات للمحتاجين والمتضررين بل وإدخالها إلى البلاد رغم عن الحصار الذي تفرضه قوى العدوان.
هنا نقول:
يجب ان نضع حداً لمناكفاتنا السياسية ونوقف تحميل كل طرف مسئولية ما يجري في البلاد ولنتحمل مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية تجاه بعضنا البعض ونقف صفا واحداً ونساند بعضنا البعض, فالوضع لم يعد قابلاً للتحمل , ولندرك أننا في حرب والحرب الإنسانية تحديدا ستحرقنا قبل أن يحترق الأخضر واليابس, وستدمر ما تبقى في قلوبنا من إنسانية قبل أن تدمر الجسور والطرقات والمنازل .
لذلك علينا أن نتكافل ونترك الصراعات والأحقاد السياسية جانبا .
وهي دعوة لجميع المنظمات الإنسانية والحقوقية والتي حملت على عاتقها رفد الإنسانية بمقوماتها وأسسها أن تقوم بدورها الحقيقي وان تمارس حقها الطبيعي في الضغط على العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد وان تمارس دورها الطبيعي في تقديم العون الإنساني والطبي والاقتصادي لكل اليمنيين .
الوطن بحاجة للجميع فإما أن نقف صفا واحدا ونحافظ على ما تبقى منه أو أن نموت شهداء على أرضه وذلك أعز من المهانة.