هدنة على دخن..!!

عادل عبدالإله العصار

الهدنة في الحروب معناها إيقاف العمليات العسكرية لتتمكن المنظمات الدولية من إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية للمدنيين..
أما في مفهوم العدوان الذي تشنه على اليمن واليمنيين سبعة عشر دولة بقيادة الكيان السعودي وبدعم وغطاء أممي فإن للهدنة معنى آخر لا يقبل أي تفسير أو تأويل يتناقض مع إرادة الطرف المعتدي والتي يحرص وزيرا خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا على التعبير عنها ويجتهدان ومعهما الأمم المتحدة على ترجمتها وتجسيدها والتعبير عنها من خلال تبني مشروع هدنة يرتكز معناها ومفهومها على أن يتوقف الضحايا عن المقاومة ومنح المعتدي فرصة وزمنا، إما للاستراحة أو لتنفيذ سيناريو جديد من الاستهداف والقتل، وارتكاب المزيد من الجرائم في حق أبناء الشعب اليمني الذين اعتادوا سماع جعجعة الهدنات لكنهم لم يروا ولم يشهدوا سوى المزيد من المجازر والكثير من الدماء..!!
الخلاصة:
الهدنة في قاموس ولغة العرب الأولين تعني اللين والسكون والتخلي عن لغة السلاح والقتل وإراقة الدماء والانتقال إلى لغة العقل والتهيؤ للمصالحة والسلام، أما الهدنة في لغة الإعراب والمستعربين وكل من يدور في فلكهم فإنها تختلف عن الهدنة التي نعرفها ويعرفها العالم حتى وإن تشابهت مع ما نعرفه شكلا أو حملت نفس الحروف (هـ .د.ن.ة) إلا أن الهدنة في لغة الأمم المتحدة وقاموس العدوان تتم طباختها على نار أممية هادئة وبنكهة النفط والسقوط الأخلاقي الخليجي ولذلك فإن مضمونها لا يحمل ما نعرفه ونفهمه عن الهدنة الأمر الذي يجعلنا ندرك ان الهدنة التي يتحدثون عنها اليوم وكل ما سبقها من هدن ينطبق عليها المثل العربي القديم الذي يقول:
{هدنة على دخن..} أي هدنة ممزوجة ومبنية على فساد الضمائر والنيات..!!
(الدَخَن)ْ: الدخان السيئ الذي يفسد الطعام أثناء الطبخ..

adel4aaaa@gmail.com

قد يعجبك ايضا