المنافقون
حمدي دوبلة
سيقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض بأن السعودية بلغت حد الكمال في المثالية والمصداقية أو كادت ..وإنها وصلت قمة النبل والأخلاق باعترافها بارتكاب مذبحة القاعة الكبرى.
لن يستغرب أحد من قول المرجفين والمرتزقة ممن باعوا ضمائرهم وبلادهم لقاء حفنة من المال السعودي ..ومن عساه يتعجب وقد قالوا ما هو أبعد من ذلك وأسرفوا في الدفاع والتبرير للجرائم والمجازر المروعة التي اقترفها النظام السعودي بحق الشعب اليمني.
السفاح السعودي قال في بيان اعترافه بعد أن قام هو نفسه بالتحقيق في جريمته بأن معلومات مغلوطة عن حضور قيادات كبيرة لمراسم عزاء القاعة الكبرى قادت إلى وقوع هذه الإبادة الجماعية وكأنه أراد أن يقول بأن قتل قرابة ألف إنسان برئ سيكون أمرا شرعيا وأخلاقيا ومقبولا إذا ما كانت تلك المعلومة صحيحة عن وجود قيادات كبيرة وبالتالي فإن “الأسف” على نتيجة الفعل الإجرامي فقط وليس على الجريمة ذاتها.
هذه هي عقلية ومستوى تفكير العدو السعودي المشبًعة بالغرور والكبر والاستعلاء والاستخفاف بأرواح الناس ليس ذلك فحسب بل أن ما تقيأ به اسود الوجه والقلب واللسان المدعو عسيري ناطق “تحالف العدوان”عقب نشر التحقيق “المزعوم” يعطي جانبا أكثر وضوحا عن شخصية نظام أسرة سعود وحقيقة التجبر والغطرسة التي باتت تتحكم في سلوكياته العبثية تجاه بني الإنسان.
هذا المسخ الماجور -واقصد عسيري- اعتبر مذبحة القاعة الكبرى والفتك بمئات اليمنيين في مجلس عزاء آل الرويشان بمثابة الانجاز الكبير إذن انه الخطأ الأول حسب زعمه بعد قرابة العامين من القصف الجوي السعودي المتواصل ولعله أراد القول بأن قصف مجلس العزاء في حي سوق الهنود بمدينة الحديدة واستهداف حفلتي الزفاف بسنبان في ذمار وحجة في تعز وقصف سوق مستبا بحجة ومدينة المهمشين بصنعاء ومساكن عمال محطة الكهرباء في المخا والكثير الكثير من الجرائم المشهودة إنما كانت أهدافا حربية مشروعة أو لربما اعتقد هذا المخلوق العجيب بأن الشعب اليمني قد أصيب بالنسيان وتعرضت ذاكرته لفيروس من نوع”جوستا” لدرجة انه لم يعد يتذكر إلا جرائم اليوم فإذا غابت شمس ذلك اليوم تركها لينتظر مذبحة أخرى تشغل فكره عن ما سبق من الجرائم وهكذا دواليك في علاقة طردية لا تنتهي أبدا.
لن نخوض طويلا في ترهات وسفالات ما جاء على ألسنة المرتزقة والعملاء من المحللين والإعلاميين والخبراء ممن رأوا في الإقرار السعودي بالجريمة انجازا أخلاقيا فريدا وغير مسبوق وسنكتفي بالتأكيد بأن الشعب اليمني لا ينتظر الاعتراف ولا الأسف ولا التعويضات من احد وسيعرف كيف يأخذ حقه ويقتص لدماء شهدائه وجرحاه أما النظام السعودي الدموي ومحاولاته التنصل من مسؤولياته عن ما اقترفه من مذابح بحق اليمنيين عبر إلقاء اللائمة على عملائه ومرتزقته فهذا شأنه خاصة وقد بالغ في إكرامهم وتسمينهم بالمال والغذاء وأحسن إعدادهم لأيام سوداء منتظرة كهذه
لكني لا أرى أبدا أن بمقدور هؤلاء المرتزقة حتى وقد باتوا لا يملكون إلا السمع والطاعة وصاروا دمىً في يد القاتل السعودي أن يغنوا عنه شيئا وسيُساق في نهاية المطاف إلى القصاص وساحات العدالة وهو من الصاغرين.