التدخل الأمريكي في اليمن .. ما هو الجديد ؟
حسن الوريث
في خطوة غبية جديدة تؤكد غباء المرتزقة بدأ الكثير منهم يبشرون بتدخل أمريكي في اليمن ويطبلون لهذا التدخل ويفرحون له وكأنهم يريدون تخويفنا من أمريكا ومن مشاركتها في الحرب على اليمن ظناً منهم أننا سنستسلم خوفاً من أمريكا ولأنهم أغبياء أولاً ومرتزقة ثانياً فإنهم لا يحسبون أن أفعالهم هذه تزيد من سقوطهم الأخلاقي والوطني .
الشعب اليمني يعرف منذ بدء العدوان أنه عدوان أمريكي وكل الدلائل تؤكد ذلك فمنذ الإعلان عن خروج موظفي السفارة الأمريكية بصنعاء ونصيحة الأمريكان لكل الدول بضرورة سحب دبلوماسييها من صنعاء وصولاً إلى الإعلان عن بدء العدوان الذي أعلن من واشنطن في خطوة تؤكد بل وتدل على أن العدوان أمريكي إذ لا يمكن أن يقوم دولة بالإعلان عن حرب على دولة أخرى من عاصمة دولة أخرى ما لم تكن هذه الدولة هي الراعية لهذه الحرب وبالتالي فأمريكا التي أعلن بدء العدوان من عاصمتها مشاركة بشكل مباشر في هذا العدوان فالطائرات أمريكية والأسلحة أمريكية وغرفة العمليات التي تدير الحرب هي أمريكية والخبراء الذين يقدمون الاستشارات ويحددون المواقع التي يتم قصفها ويقدمون الإحداثيات عبر الأقمار الصناعية وبالتالي فما هو الجديد في هذا التدخل الذي يهللون له ويبشرون به ويخيفوننا به؟.
بالتأكيد أن الجديد في الإعلان وبشكل ملفت لهذا التدخل كما يروجون له ليس أن أمريكا قررت التدخل في اليمن فهي كما قلت أساس العدوان وإنما الجديد في الأمر أن أمريكا ونظام بني سعود أدركوا حجم الكارثة والجريمة التي ارتكبوها في القاعة الكبرى لذا فهم يحاولون لفت الأنظار عن هذه الجريمة البشعة إلى أمور أخرى ليشغلوا الجميع عنها للحديث عن التدخل وإلا فما معنى أن تتحدث أمريكا وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع عن محاولات وهمية وكاذبة لاستهداف مدمراتها وبوارجها الحربية في البحر الأحمر وتقول إنها سترد وبالفعل فقد أعلنت عن ضرب بعض المواقع للرادارات رداً على ذلك الاستهداف المزعوم مع العلم أن تحالف العدوان وناعقهم العسيري ومرتزقتهم أعلنوا منذ الأسبوع الأول للعدوان أنهم دمروا كل الرادارات في اليمن ولم يعد لها أي وجود وهاهي أمريكا تعلن أنها قصفت مواقع رادارات داخل اليمن في خطوة تبين الكذب والخداع والتضليل الذي يراد منه فقط صرف الأنظار عن جريمة بشعة جديدة ارتكبت في حق الشعب اليمني.
وهناك نقطة مهمة في هذا الموضوع هو أن المرتزقة الذين طبلوا للعدوان منذ اليوم الأول بل وطالبوا به ومازالوا يؤيدونه ولو كان على حساب دماء الشعب اليمني ومقدراته لديهم الاستعداد لتأييد إسرائيل في حال أنها قررت وأعلنت العدوان على اليمن وهؤلاء الخونة والمرتزقة والعملاء يمكنهم أن يتحالفوا مع الشيطان لتحقيق أطماعهم وأحقادهم وتدمير بلدهم فهؤلاء الذين باعوا المبادئ وحتى الشعارات التي كانوا يشغلون الدنيا بها لم يعد لها أي مكان بيننا مقابل ثمن بخس استلموه ولن يفيدهم فقد خسروا كل شيء خسروا الوطن وخسروا الشعب وبالتأكيد فإن العدوان حينما تنتهي مهمتهم سيرميهم ولن يقبلهم لأن الخائن لا مكان له حتى عند من خان بلده لأجله .
اعتقد أن هذه الخطوات التي أعلنتها أمريكا لصرف الأنظار عن جريمة القاعة الكبرى وجرائم العدوان التي ارتكبها في اليمن تدخل في نطاق الابتزاز الأمريكي للحصول على أكبر قدر من المال ونهب المزيد من المليارات وبالتأكيد أن ثمن هذه الخطوة سيكون باهضاً جداً على النظام السعودي الذي يعتبر في نظر الأمريكان وغيرهم دجاجة تبيض ذهباً أو بقرة حلوب وهذا شأنه أما أولئك المطبلين والمبشرين بالتدخل الأمريكي من المرتزقة فإننا سنقول لهم ونعلنها للجميع أن كل هذا لا يهمنا فقد استخدم التحالف العدواني الشيطاني كل ما لديه من أسلحة وأوراق بدء من العدوان العسكري البري والجوي والبحري إلى الحصار ومنع الغذاء والدواء والحرب الاقتصادية بكل أشكالها لكنه لم يحقق أي شيء ولم يعد لديه اي جديد يذكر ولن يقدر على أن يكسر إرادة الشعب اليمني وسيكتب التاريخ انتصارنا بأحرف من نور وفي أنصع سجلاته وإن غداً لناظره قريب.