خطوط حمراء

علي محمد قايد
بدون شك فهناك خطوط حمراء لا يجب تجاوزها مهما كانت الظروف والوطن وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومنجزاته ومكتسباته ونظامه ووحدته وتلاحم وتماسك وترابط مجتمعه تعتبر خطوطاً حمراء يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها, فالوطن ليس ملكا لأحد أو لجماعة أو لحزب حتى يتم العبث به ولكن مع الأسف الشديد تم تجاوز تلك الخطوط الحمراء وكانت النتيجة وصول الوطن إلى ما وصل إليه, ويتبين من ذلك أن هناك من تجاوزوا تلك الخطوط وارتكبوا مخالفات ليست كمخالفات المرور عندما يتم تجاوز الإشارة الحمراء ولكنها مخالفة جسيمة يدفع رسومها الشعب والوطن ونحن هنا جميعنا نتجرع كؤوس الحرمان والمعاناة بسبب كل ذلك, فهناك من تجاوزوا الخطوط الحمراء وارتكبوا مخالفات وخروقات جسيمة ونحن الشعب من يدفع الفاتورة غصبا عنا فقد دفعنا الكثير والكثير وتحملنا ما لا تقوى الجبال على حمله, فقدنا معنى الحياة الكريمة على وطننا والسبب هم أولئك الذين نهبوا الوطن وخيراته واستغلوا نفوذهم ومكانتهم في النظام السابق فغلبهم الطمع والجشع وعاثوا في الأرض فسادا حتى إذا ما سمعوا بثورات في تونس وليبيا ومصر اتخذوها فرصة للهروب من العقاب والحساب, فيما إذا نجحت ثورة الشباب عملوا على استغلالها وجمعوا لهم الصالح والطالح والمتردية والنطيحة وأعلنوها ثورة وصاروا رموز لها وتحقق لهم ما أرادوا وبعد تنفيذ المبادرة الخليجية والانتخابات الرئاسية ومشاركتهم في السلطة ظهروا على حقيقتهم وحصلوا على مراكز عليا في الدولة ولكن إرادة الله فوق إرادتهم فقامت ثورة لم يستطيعوا مقاومتها ففروا خارج الوطن لأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء وعبثوا بالوطن وزرعوا العنف والفوضى, وبالحديث عن ثورة 21سبتمبر فقد قوبلت بالانتقام من قبل الرئيس الخائن هادي والإخوان ورموزهم عن طريق الاستعانة بالسعودية والتي بدورها تحالفت مع دول أخرى وقامت بعمليات عسكرية عن طريق القصف الجوي والذي اقترب من العشرة أشهر بحجة محاربة التوسع الإيراني واستعادة شرعية هادي وقد نتج عن ذلك ضرب البنية التحتية والحصار الجوي والبحري والبري لتدخل اليمن مرحلة أشد صعوبة وكل ذلك نتيجة تجاوز الخطوط الحمراء من قبل المعارضة من مؤيدي عاصفة الحزم والرئيس الفار هادي وكل ذلك رافقه تعتيم إعلامي وصمت دولي تجاه الجرائم التي ترتكب في حق شعب لم يشف من جروحه الناتجة عن أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية منذ بداية ثورات الربيع العربي وحتى بداية العدوان وبدلا من قيام دول الجوار باستثناء الشقيقة عمان من تقديم المساعدات لجارتهم اليمن تم قصفهم بالطائرات متجاوزين بذلك التقاليد والأعراف وحقوق الجوار ومع الأسف الشديد نلاحظ حالات التمزق والصراعات والمواجهات المسلحة بين مايسمى المقاومة والجيش واللجان الشعبية مع وقوف التحالف مع “المقاومة” وتزويدهم بالسلاح والمال وكل ذلك من أجل نزيف الدم وقتل اليمني لأخيه ومما زاد الطين بلة تحول اليمن إلى ساحة خصبة للجماعات المتطرفة بما في ذلك داعش والقاعدة ولاندري هل يعي أولئك الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء بشاعة ما ارتكبوه في حق الوطن والشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا