¶80% من اليمنيين باتوا محتاجين إلى العون الإنساني وتأمين الغذاء والدواء
الأسرة: زهور السعيدي
كل يوم يمر من عمر العدوان الذي يقترب من إتمام عامه الثاني يحمل براهين جديدة على أن هذا العدوان يستهدف اليمن أرضا وإنسانا ولا يوجد له أي أهداف سياسية وإنما يهدف للقتل بكل الأساليب والأشكال سواء بالاستهداف المباشر كما حصل الأسبوع الماضي في مجزرة صالة العزاء بصنعاء والتي خلفت المئات من الضحايا او عبر الحصار وتدمير المنشئات الاقتصادية والعمل على تجويع الناس وقتلهم جوعا:
أوضاع مأساوية وقصص إنسانية حزينة وظروف اقتصادية في غاية الصعوبة تعيشها الأسر اليمنية بسبب العدوان السعودي الجائر والحصار المفروض على الشعب منذ قرابة 20شهرا..
وتشير التقارير الأممية إلى أن 80% من اليمنيين باتوا محتاجين إلى العون الإنساني وتأمين الغذاء والدواء والمياه وخاصة بعد أن تعطلت أكثر من 4 ملايين فرصة عمل وفقد الملايين وظائفهم ومواردهم المالية التي كانت تعينهم على العيش وصعوبة الحياة وباتوا وأسرهم يفترشون الفقر ويلتحفون الصواريخ من السماء.
الكثير من أرباب العمل وجدوا أنفسهم مجبرين على ترك أعمالهم بعد أن تضررت من القصف وبعضها أغلقت أبوابها نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وظلوا يصارعون ظروف الحياة الصعبة والبعض الآخر خرجوا من ديارهم باحثين عن مناطق أكثر أمانا فلا مأوى لهم ولا مصدر دخل ووجدوا أنفسهم أمام مصاعب ومحن كثيرة تضاف إلى معاناتهم لضنك الحياة وآلآم التشرد والخوف على مصير أطفالهم الذين باتوا في ظل الظروف الحرجة أمام مخاطر جمة تتربص بحياتهم على كافة المستويات الصحية والتعليمية والغذائية وتتزايد وبشكل يومي مخاطر حدوث مجاعة شاملة في ظل إصابة أعداد كبيرة من أطفال اليمن بحالات سوء التغذية وإصابتهم بأمراض عديدة .
قصص مأساوية
ويروي كثير من الأشخاص ممن فقدوا أعمالهم ومصدر رزقهم قصصا مأساوية من الحالة التي وصلوا إليها مع أسرهم وخاصة أطفالهم وما واجهوه من ويلات ومواقف أليمة قبل أن يضطروا مجبرين على ترك وظائفهم بسبب توقف العمل أو تعرض مقر عملهم للقصف والدمار من قبل طائرات العدوان السعودي وحلفائها التي حولت مساكن وأعمال هؤلاء إلى أطلال ووجدوا أنفسهم أمام مصاعب الحياة وويلات الحرب والقصف ويقول محمد ساري الزبيدي انه اجبر على ترك عمله ومنزله بالقرب من ساحل المخا بعد أن تعرضت قريته هناك لقصف شديد وتدمير ممنهج لكل شيء من قبل طائرات وبوارج العدوان والى الآن لم يجد عملاً آخر بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانه وأطفاله أصبحوا يقتاتون ما يجود به عليهم الجيران .
الحالة الإنسانية
استمرار القصف والحصار يجعل سكان اليمن في حالة إنسانية صعبة وشاقة ويخلف معاناة شديدة مستمرة حيث يعيش سكان اليمن حالة كارثية وبحسب تقارير المنظمات الدولية يحتاج أكثر من 20 مليون مواطن يمني على الأقل لمساعدات غذائية وصحية بصورة عاجلة إذ يتعرضون لشحة الدواء والغذاء ويخضع ما لا يقل عن 4 مليون عامل للتسريح ألقسري وفقدان عملهم منهم 3 مليون عامل في قطاع المقاولات ومليون عامل في الوظائف الفنية والإدارية في القطاع الخاص .
وبحسب تقرير الأمم المتحدة فإنه نتيجة للحصار الشامل المفروض على الشعب اليمني وكذلك انقطاع الكهرباء وتعطل محطاتها في أكثر من منطقة وتعطل الخدمات الحكومية وتعثر الأداء للمكاتب الحكومية فضلا عن منع توريد المشتقات النفطية وكذلك الضربات الجوية مما يضاعف معاناة الشعب ويوجد وضعاً إنسانياً كارثياً يشمل البيئة والغذاء والدواء ومستوى الدخل مما يعرض المواطنين لانتشار الأمراض والأوبئة .
ويقول عادل ثامر من جمعية الهلال الأحمر أن أوضاع الناس في المناطق المتضررة أصبحت كارثية للغاية فلم يعد لديهم قيمة الغذاء أو شراء مستلزمات أطفالهم الضرورية وان المساعدات التي تقوم بها جمعية الهلال الأحمر أو غيرها من الجمعيات الأخرى لا تستطيع ان تستهدف كل المتضررين لأن القصف يحول بينها وبين الدخول إلى بعض المناطق حيث يتم قصف المارة والسيارات التابعة للجمعيات وان الهجمات المتعمدة على الأسواق والمنازل والتجمعات انتهاك واضح وصريح لقواعد القانون الإنساني الدولي وان السعودية وحلفاءها قد ارتكبوا جرائم حرب وإبادة بحق المدنيين في اليمن .
استهداف كل شيء
القصف الجوي الذي تشنه طائرات العدوان السعودي استهدف كثيراً من المؤسسات الحكومية والخاصة والطرق والجسور والمراكز التعليمية ومحطات التعبئة والوقود وكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة التي كانت تضم ملايين العمال مما أدى إلى تسريح الكثير منهم وأصبحوا يعانون ظروفاً اقتصادية في غاية الصعوبة ويصارعون الخوف والفقر والقصف والحصار .
وحذرت منظمة هيومن رايتس المعنية بحقوق الإنسان أن كثيراً من أطفال اليمن باتوا معرضين لخطر الموت بسبب الجوع أو نقص الدواء جراء الحصار الجوي والبحري و أن الأطفال المعرضين لخطر الموت بسبب الجوع ونقص الخدمات الصحية في اليمن أكثر ممن قتلوا بالقنابل والرصاص كما أكدت أن نقص الوقود اثر على عمل المستشفيات وأنها لا تملك ما يكفي من الوقود لتشغيل مولداتها مما يهدد بتوقفها عن العمل ويؤثر على خدمات الإسعاف وتوصيل المستلزمات الطبية التي انقطعت .
وأشارت منظمات حقوقية إلى أن معظم السلع الضرورية اختفت من مختلف المحافظات اليمنية وخاصة التي تعرضت للقصف والعنف وقالت انه يتعين على الدول الضغط لتسهيل توصيل الوقود وغيره من البضائع الضرورية لبقاء السكان وسلامتهم .