الثورة نت/..
تراجع مؤشر سهم “دويتشه بنك” في 29 سبتمبر/أيلول الماضي إلى أدنى مستوى له منذ 34 عاما، حسب ما أفادت وكالة “بلومبرغ” العالمية الاقتصادية.
وذكرت بلومبرغ، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، أن هذا الانخفاض الحاد في مؤشر أسهم أكبر بنك في ألمانيا، أدى إلى تضاعف مشكلات الأعمال التجارية بين البنك الألماني وحوالي عشرة صناديق تحوط.
وفي منتصف الشهر الماضي طالبت وزارة العدل الأمريكية “دويتشه بنك” بدفع غرامة قدرها 14 مليار دولار لتسوية قضية اتهامه بالاحتيال والتلاعب في تعاملات أوراق مالية مضمونة بقروض عقارية، قبل تفجر الأزمة المالية الأمريكية في خريف 2008.
وشككت الوكالة بقدرة البنك على الخروج من هذه الأزمة التي يواجهها لعدم اليقين من الدخل.
ولا ينفرد “دويتشه بنك” بمشكلة عدم يقينه من الدخل الذي يحققه لحل مشكلته، بل تشاركه جميع بنوك أوروبا كبيرها وصغيرها، إذ سبق لواشنطن أن اتهمت بعض البنوك الأوروبية بالتلاعب في سندات الرهن العقاري مثل “باركليز” و”كريديت سويس” و”اتش اس بي سي” و “رويال بنك أوف سكوتلاند” وبنك “يو بي إس”.
ويعود السبب الرئيسي لهذه المشكلة، إلى بطء النمو الاقتصادي والنقدي للاتحاد الأوروبي، وكذلك انخفاض أسعار الفائدة بشكل كبير (نتيجة لجهود البنك المركزي الأوروبي لكبح التضخم) وهبوط الإيرادات، ما أدى إلى تراجع هائل في الهامش بين سعر الاقتراض وسعر الإقراض، على الرغم من أن البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة على الودائع إلى ما دون الصفر، إلا أن ذلك يتناسب فقط مع عدد قليل من البنوك.
وعلى الرغم من صعود مؤشر سهم “دويتشه بنك” في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بنسبة 20% عن أدنى نقطة. إلا أن محللين اقتصاديين صرحوا بأن أصول البنك انخفضت هذا العام إلى أكثر من النصف.
ووفقا لهم فإن احتياطات ” دويتشه بنك” من رأس المال أقل بكثير من المؤسسات المالية الأوروبية الأخرى. وربما سيسعى لتعويض نقص المال بالاستعانة بالمستثمرين وبيع أصول، على الرغم من أن البنك ينفي هذا السيناريو.
وما تزال إدارة البنك الألماني لم تستوعب سر هذه العقوبة المالية التي جاءت بعد استهداف شركتي فولكسفاغن وأودي لصناعة السيارات الألمانية بحجة أنها لم تحترم حجم الغازات السامة الصادرة من محركات السيارات الألمانية حماية للبيئة والمحيط.
وتتزامن هذه العقوبات الأمريكية على واحدة من أكبر المؤسسات المالية الأوروبية مع استعداد بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الاوروبي بشكل نهائي.
المصدر: وكالات