أميركا تشفُق على السعوديين

 

عباس الديلمي

من حق آل سعود وكل مواطن في مملكتهم أن يقلقوا  بل ويغشاهم الخوف والرعب جراء إصدار الولايات المتحدة
الأميركية لقانون جاستا المصدق عليه من الكونغرس بأغلبية كاسحة غير مسبوقة.. من حق بني سعود أن يخافوا ويرتعبوا
لما يتربص بهم ولتنكر السيد الذي ظلوا في خدمته باسم التحالف لما يقارب الثمانين عاماً ومن حق مواطني تلك
المملكة أن يخافوا ويرتعبوا من ضياع الترليونات من الدولارات التي ستذهب للتعويضات والمحاكم وشراء الأصدقاء بدلاً من أن تكون بمثابة احتياطي الأجيال.
نعرف أن أميركا البراجماتية تتنكر لأصدقائها أو من أوهمتهم بذلك من قبل شاه إيران مروراً بضياء الحق وإلى ما
بعد زين العابدين بن علي.. ولكن تنكرها لبني سعود أقسى وأفظع وقد يهلك الحرث والنسل .. ويثقل مملكتهم بالديون إلى ما بعد رحيلهم يضاف إلى ذلك أن القانون الذي اختصر
بالحروف جاستا معناه قانون العدالة لعقاب الدول الراعية للإرهاب وأن هذا معناه الصريح تعميد مملكة بني سعود كدولة راعية للإرهاب وإلا كيف سترفع عليها القضايا من
الضحايا والمتضررين؟
هذا ما يراه الكثير إلا أننا ورغم تسليمنا بذلك لنا رأى قد يكون مخالفا إلى درجة ما هذا الرأى ملخصه أن أميركا البراجماتية قد عملت على مراعاة الخدمات السابقة واللاحقة للمملكة أو من تعاقبوا على عرشها وكانت رحيمة
بهم إلى حد ما أو بقدر ما تستطيع .. أما أجابتنا على من يقول: وما الدليل على ذلك؟! فنوجزها بالقول: بذلك القانون الأميركي جاستا تم وضع المملكة أو تصنيفها كدولة راعية أو داعمة للإرهاب وهذا بمثابة تخفيف الحكم من إعدام إلى مؤبد مع الأشغال والنفاذ فكل من في هذا الكوكب من مفكريه وكتابه وساسته إلى المواطن البسيط ورجل الشارع يرى أن كل هذا
الإرهاب التكفيري بل وزعانفه الخبيثة من مذهبية وعرقية وطائفية واستباحية.. الخ قد خرج من تحت عباءة الفكر الوهابي الذي فرض في المملكة كمذهب بعد القضاء على كل
المذاهب الدينية التي كانت سائدة قبل التحالف السعودي الوهابي… وأن كل المراكز والمعاهد الدينية التي بثها المال السعودي في الدول الغربية والإسلامية هي من تفرخ التطرف الديني وعناصر الإرهاب الذين يلاحقون بالاغتيالات كلما تجاوزوا حدودهم كما حصل لصاحبنا أنور العولقي ومن تلاحقهم في اليمن طائرات الدرونز بدون طيار.
لكنني بهذا التدليل على أن أميركا قد رأفت بالمملكة مراعية للعشرة مكتفية بإرغامها على دفع ثمن التورط في
جرائم إرهابية بحق أميركا والأميركيين كدولة داعمة للإرهاب وليس كدولة صانعة ومفرخة للإرهاب ضحاياها لا تخلو منهم
دولة على وجه الأرض تخيلوا لو أنه كان قانون عدالة بحق ينصف ضحايا الإرهاب التكفيري في انحاء العالم وليس في أميركا وحدها كيف سيكون حال المملكة. اشهد أن أميركا
كانت رحيمة بهم وهذا مجرد رأي وفضول.

قد يعجبك ايضا