تعز/ سلطان مغلس –
رئيس جامعة تعز: اكتشفنا تجهيزات بملايين الدولارات متروكة في المخازن منذ سنوات
■ تعتبر الجامعة عقل المجتمع والرافعة نحو النهوض والتطور والازدهار وبالنظر لما تعانيه اليوم جامعاتنا اليمنية عموما من اضرابات مستمرة لدواع مختلفة تؤثر سلبا على المخرجات التي يتم الاعتماد عليها في بناء المستقبل الأفضل وتشييد بنيان اليمن الجديدجامعة تعز التي تضم أكثر من 30 ألف طالب وطالبة ونحو 9 كليات و10 مراكز علمية متخصصة ظلت فترة 68 يوما تحت سطوة الإضراب الكامل الذي شل الحركة تماما في مختلف ساحات ومرافق الجامعة من نقابتي الموظفين وأعضاء هيئة التدريس وتدعى كل منهما مطالب تصفها بالحقوقية والمشروعة حتى انفك مؤخرا بسعي حثيث وجهد مشكور لرئيس الجامعة أ.د. محمد الشعيبي وبدأت الحياة التعليمية تدب في الكليات والمراكز والطلبة يعودون لقاعاتهم الدراسية ومراجعة مقرراتهم التعليميةوفي هذا التقرير الميداني تستعرض «الثورة » مع قيادة الجامعة ونقابتي الموظفين وهيئة التدريس والطلبة وضع الجامعة في الوقت الراهن والحلول الممكنة للنهوض بالعملية التعليمية والارتقاء بها نحو الأفق المأمول ومعالجة مجمل الاختلالات التي تعاني منها :
> في البدء تحدث الطالب أيمن عبده سلطان المخلافي حيث أشار بأن مطالبهم في الوقت الراهن هو تعويضهم تعويضا مناسباٍ عن فترة الإضراب التي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر وخصوصا بعد حالة الإحباط واليأس التي وصلنا إليه.
وقال : للأسف أصبح الطالب الحلقة الأضعف والخاسر الوحيد منوها بأن وضع الجامعة يرثى له وفي حالة سيئة فلا معامل متوفرة ولا قاعات دراسية مناسبة وغيرها من الأساسيات التي يجب توفرها في أي جامعة مشيرا إلى أنهم طالبوا كثيرا إلا أنه لا جديد في الأمر سوى وعود لا واقع لهامبديا تفائله وبقية زملائه بقيادة الدكتور محمد الشعيبي للجامعة وإصلاح الاختلالات التي تعاني منهاوطالب أيضا بسرعة الدعوة لانتخابات طلابية لتشكيل كيان طلابي موحد يمثل جميع الطلبة ويلبي طموحاتهم وآمالهمودعا لسرعة اجتثاث الفساد والمفسدين من كل أزقة الجامعة.
الطالب هو المتضرر
> الطالبة هبة أحمد علي من جهتها أبدت تذمرها من الفترة التي منحتها الجامعة والنقابة كتعويض لفترة الإضراب التي استمرت لأكثر من 3 أشهروقالت : نفاجأ برفع الإضراب لتستأنف الدراسة في أسبوعين ونصف تعويضا عن تلك الفترة التي أضرب فيه أعضاء هيئة التدريس ثم يتم وضع الطالب على حبل مشنقة الاختبارات دون وضع أدنى اعتباراٍ لمكانته ولحقه المهدور والمنتهك ودون مراعاة لحالته النفسية والضغط الذي سيحاصره من كل جانب ثم يقال له ” صارع موتك .. لا خيار آخر لديك “واستدركت حديثها : هذه هي جامعة تعز إضراب يتلوه إضراب والطالب هو المتضرر الوحيد من كل ذلك العبث وحان الوقت ليدرك الجميع بأنه لولا وجود الطالب لما وجدت الجامعات وبأن الطالب اليوم واعُ لحقوقه مدرك لواجباته مطالبة رئاسة الجامعة ووزير التعليم العالي ورئاسة الجمهورية بالنظر للعملية التعليمية بجدية أكبر وحرص أكثر وحل مشاكل الجامعة والمحافظة على سير العملية التعليمية بعيدا عن المحاصصات الحزبية التي تقود الجامعة إلى الجحيممشيرة إلى أن مطالبهم في الفترة الحالية تتلخص بـ تمديد فترة الدراسة أقلها شهر كامل و تطبيق المواد العلمية وتوفير معيدين لتلك المواد علاوة على توفير الكهرباء وملحقات القاعة الدراسية وصيانة وتنظيف بيوت الراحة وتوفير المياه فيها وكذا صيانة المعامل في كل كلية وتزويدها بأجهزة حديثة وتغيير المناهج الدراسية وتعديلها بما يواكب تطورات العصر الحديث.
الموظفون : مطالبنا حقوقية
> من جانبه تحدث عضو الهيئة الإدارية لنقابة الموظفين بالجامعة حليم مغلس وقال: إن ما يطالب به موظفو جامعة تعز ضمن المطالب الحقوقية لموظفي الجامعات اليمنية والمتمثلة بإقرار لائحة الحقوق والواجبات بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 4 للعام 2012م بالإضافة لصرف الحافز الشهري أسوة ببقية الجامعات اليمنيةوأضاف : فوجئنا بهذا المطلب بوجود تمييز في الصرف لبعض الجامعات حيث تم اعتماد صرف حافز شهري لسنة كاملة لجامعتي صنعاء والحديدة بينما أقر اعتماد صرف الحافز لموظفي جامعة تعز لـ 8 أشهر فقط وهذا سيؤدي في الأشهر القادمة لظهور عجز ويجب على قيادة الجامعة العمل على تفاديه.
ويواصل حديثه قائلا : من ضمن مطالبنا أيضا جدولة تثبيت المتعاقدين إن لم تكن هناك إمكانية لتثبيتهم مرة واحدة كون ظروفهم المادية صعبة للغاية ويحصلون على رواتب ضئيلة جدا لا تفي بحق المواصلات لمقرات أعمالهم وعن ما توصلت إليه النقابة مؤخرا قال تم تكوين لجنة وزارية من وزارتي الخدمة المدنية والمالية لغرض دراسة لائحة الحقوق والواجبات ويجري حاليا متابعة هذا الموضوع ونأمل أن تنفرج الأمور بأسرع وقت مبيدا أسف النقابة لأبنائهم الطلبة على ما حصل ويحصل لهم من إضرابات متواصلة مضيفاٍ : للأسف اضطررنا للجوء إلى الإضراب الشامل للحصول على حقوقنا بعد لجوئنا للقنوات الرسمية طيلة 10 سنوات مضت مردفا : تم التعليق جزئيا للإضراب وهذه خطوة تعبر عن حسن نوايا ولا نريد أن نحمل أبناءنا الطلبة أكبر ما يتحملوه والأمور ستنفجر قريبا ونأمل من رؤساء الجامعات أن يعطوا الموظفين جل الاهتمام كونهم لبنة أساسية من تكوين الجامعة إضافة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة.
منارة اشعاع ثقافي
> رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة د.فتح المحضار قال: إن النقابة علقت الإضراب لاستئناف الدراسة والبدء بإجراء الامتحانات بعد عقد اجتماع بين أعضاء الهيئة الإدارية ورئيس الجامعة حرصا على مصلحة أبنائنا الطلبةوتفهم الأخ رئيس الجامعة مطالب الجامعة ووصفها بالمشروعة وتم الاتفاق على أن يستمر رئيس الجامعة بمتابعة إصدار القرارات الخاصة بنواب رئيس الجامعة خلال فترة تعليق الإضراب.
وأِضاف بأن رئيس الجامعة وعد بالكشف عن جوانب القصور والفساد الذي تطالب الجامعة التحقيق فيها علاوة على عرض قرارات التعين المخالفة للقانون والتي صدرت مؤخرا على المجالس المختصة وكذلك التوجيه للشئون القانونية بسرعة البت في القضايا المعروضة أمامها وإحالتها للجهات المختصة وإلغاء قرارات الابتعاث المخالفة للقانون وسحب القضية المرفوعة في النيابة بتهمة إغلاق مكتب النائب الأكاديمي وإعادة التأمين الصحي واستكمال توزيع أجهزة الحاسوب بحسب الأولوية منوها بأن النقابة اشترطت حقها في العودة للإضراب في حال عدم تنفيذ المطالب المتفق عليها وعلى رأسها تغير نواب رئيس الجامعة لافتا بأن النقابة ستواصل سيرها لتصبح الجامعة منارة إشعاع ثقافي وصرحاٍ علمياٍ يشار إليه بالبنان وقال : إن أستاذة الجامعة تجردوا من مصالحهم الشخصية ويقودون عملية التغيير نحو الأفضل وعجلة التغيير دارت ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها لافتا أن أبرز ما تطالب به النقابة إقالة النواب الحاليين وتطهير الجامعة من الفساد (حسب قوله ).
نرفض المحاصصة
> فيما عبر د.حسين عشيش عميد كلية الطب والعلوم الصحية عن رفضه إخضاع المناصب القيادية في الجامعة للمعاير الحزبية أو السياسية وقال: نطالب بالعمل بقانون الجامعات وينبغي على رئيس الجامعة كونه المسئول الأول الرفع بأسماء أعضاء هيئة التدريس ذوي الأولوية في التعين بالسلك الأكاديمي ومن ذوي الكفاءة والقيادة والقدرة على العمل والعطاء وكما قلت يجب الاعتماد على المحاصصة والحزبيةداعيا زملائه أعضاء هيئة التدريس وأبنائه الطلبة إلى إبعاد السياسة عن الحرم الجامعي وتغليب مصلحة الجامعه والأجيال عن المصالح الأخرى.
مشيرا إلى أن مشاكل الجامعة تكمن في عدم تنوير نقابة أعضاء هيئة التدريس للأخوة أعضاء هيئة التدريس الجدد في اللوائح والقوانين الجامعية بدرجة أولىوعن مطالب نقابة أعضاء هيئة التدريس وإضرابها لأكثر من 3 أشهر قال : هناك مطالب حقوقيةوللأسف النقابة أضربت وتدعي أنها واقفة ضد الفساد وهناك لجنان تأديبية بالجامعة ولجان تحقيق في قضايا الفساد والمفسدين وإذا لم تستطع الجامعة حلها تحال للجهات المختصة القانونية وهي التي تقوم بتطبيق القانون على أي فرد.
مردفا : لكن للأسف هناك أشخاص في النقابة انجروا وراء المماحكات الحزبية والسياسية ولم يغلبوا مصلحة أبنائهم الطلبة مبينا أن العملية التعليمية لم تتوقف حتى لساعة واحدة في جمهورية مصر وفيها مظاهرات واضطرابات كبرى.
خطوات جادة
> اتجهنا نحو مكتب رئيس الجامعة والتقينا بـ أ.د. محمد محمد الشعيبي والذي تولى قيادة الجامعة منذ قرابة 50 يوما واستطاع بحنكته القيادية وخبرته الإدارية المتراكمة أن يعيد العملية التعليمية إلى مجراها الطبيعي واستعرضنا معه معاناة الجامعة وما الذي أنجزه منذ توليه قيادتها والمعوقات والمشاكل التي تواجه العمل ونقلنا له أيضاٍ مجمل ما يعانيه الطلبة ومطالب الموظفين وأعضاء هيئة التدريس حيث قال : استطعنا خلال الفترة الماضية أن نعيد المياه إلى مجاريها من حيث الإضراب الذي أصاب الجامعة في مقتل واستأنفت العملية الدراسية وبدأت الامتحانات في بعض الكليات ككلية التربية والآداب وستجري في الأسبوعين القادمين الامتحانات في الكليات الأخرى.
وواصل قائلا : لدينا توجه لإعادة العلاقة الطيبة بين أعضاء هيئة التدريس كخطوة أولى لتطوير الجامعة كونه لا يمكن إحداث تطوير شامل في ضل خلافات بين أعضاء هيئة التدريس ولا يمكن التطوير في ضل التسيب الحاصل في بعض الكليات وبدأنا خطوات جادة في إجراء تغييرات شاملة وسد فراغات معينة في عدد من الكليات والإدارات العامة وهذه خطوة نحو خطوات كثيرة .
ضمان الجودة
> وأضاف : سنبدأ في الشهر القادم الدخول في ما يسمى بضمان جودة الاعتماد الأكاديمي والتقييم في كل الكليات لأهميته في الإرتقاء بالعملية الأكاديمية وسنبدأ فيه رغم صعوبته وبدأنا أيضاٍ بصيانة الأجهزة والمعدات والمعامل في الجامعة واكتشفنا تجهيزات بمبالغ باهظة جدا لم يتم تفعيلها وهي مكدسة في المخازن في ظل مشاكل وشكاوى من عدم توفر معامل وللأسف لا يوجد هناك شعور بالمسئولية لدى البعض.
مستطرداٍ في كلية التربية فقط اكتشفنا تجهيزات بـمليونين و500 ألف دولار متروكة في المخازن لعدة سنوات بسبب مزاج البعض وعدم وجود المسئولية وهي تجهيزات من أرقى التجهيزات في الجامعات وأيضا اكتشفنا في كلية الطب جهاز خاص بالمختبرات الطبية هو الوحيد في اليمن وللأسف لم يتم استخدامه منذ سنوات وهناك تجهيزات في كثير من الكليات لم يتم العمل بها وسنبدأ بذلك في الأشهر القادمة بالتزامن مع البدء بنشر ثقافة الجودة والاعتماد الأكاديمي ومن خلاله سنثبت قواعد أكاديمية للفترات المقبلة.
مطالب النقابة
> وعن مطالب نقابة أعضاء هيئة التدريس قال : تمثلت بـ 3 مطالب المطلب الأول تغيير النواب والمطلب الثاني إلغاء القرارات غير القانونية الخاصة بتعيينات بعض الأكاديميين الجدد والثالث مرتبط بملفات فساد وما يخص الأمر الأول إجراءاته تسير وفي القريب العاجل سيبت بالأمر فخامة رئيس الجمهورية عبر قرارات جمهورية لتعيين قيادة للجامعة وفي المطلب الثاني التزمنا بعرض هذه الملفات على المجالس المعنية وعليها أن تبت بها وهي صاحبة القرار في ذلك مشيرا إلى أن النقابة تقدمت بعدة مطالب أخرى تم القبول بتنفيذها وهي مطالب قال رئيس الجامعة سنقوم بتنفيذها وقد بدأنا بها استشعارا من مسئوليتنا كقيادة جامعة دون مطالبة النقابة كالتأمين الصحي وقضايا أخرى متعلقة بملفات في النيابة بخلافات اعتبرها سياسية وليست جنائية.
مؤكدا أنه سيضع في مصلحة الجامعة فوق كل الاعتباراتوقال لن نتردد لحظة واحدة في عمل كل ما يلزم بالنهوض بالجامعة ولن نخشى أبدا من أي ردود أفعال من أي جهة وكفاية ما حل بالجامعة مسبقاٍ وعلينا أن ننهض بالجامعة حتى لا تضيع مستقبل أبنائنا الطلبة.
التعويض والامتحانات
> وعن احتجاج عدد من طلبة الجامعة عن الفترة التي أقرتها النقابة والجامعة كتعويض لاستكمال المقررات الدراسية والتي لا تتجاوز الثلاثة أسابيع قال رئيس الجامعة : الإضراب لم يكن شاملاٍ وهناك كليات كانت قد أنهت مقرراتها قبل الإضراب ككلية التربية التي بدأت الامتحانات وكلية الآداب وكلية الحقوق بعض الكليات وبعد تعين رئيس الجامعة بدأت تسير العملية التعليمية بشكل جزئيلافتا إلى عدم إجراء أى امتحان دون إكمال 75 % من المقررات الدراسية كحد أدنى منوها بأن فترة الثلاثة أسابيع التعويضية أعطيت لمن لم يقم بالانتهاء من المقررات الدراسية.
وأردف : لو أجلنا الامتحانات كثيرا سنواجه مشكلة كبيرة في الفصل الدراسي الثاني وعلى الطلاب أن يتحملوا نتيجة للظروف التي حصلت على اعتبار أنه لا بد من المضي قدما نحو إنهاء الفصل الدراسي الثاني مبينا أن أعضاء هيئة التدريس سيعملون أثناء الإجازة السنوية كتعويض على القصور الذي حصل بسبب الإضراب كون قانون الإضراب واضحاٍ وينص على أن من قام بالإضراب عليه التعويض بذات الفترة المضرب بها.
الابتعاد عن السياسة
> واختتم رئيس جامعة تعز حديثه داعيا الطلبة الانتظام في الدراسة والتحصيل العلمي والابتعاد عن السياسة وترك كل القضايا المرتبطة بها والاهتمام بالتحصيل العلمي كما دعاهم لتشكيل كيان نقابي طلابي يمثلهم شرعيا مؤكدا أن الطلبة هم محور العملية التعليمية وروح الجامعة وإذا تم الاهتمام بالأساتذة والطلبة والموظفين سنرتقي بالجامعة وسنتجاوز مجمل المشكلات التي نعاني منها.