الثورة نت/
شهدت العاصمة صنعاء اليوم أكبر مسيرة جماهيرية ملايينية في تاريخ اليمن والمنطقة تأييدا ودعما ومباركة للمجلس السياسي الأعلى والاتفاق السياسي بين القوى الوطنية.
وتوافد الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين تقاطروا من مختلف المحافظات إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في هذه المسيرة الجماهيرية بميدان السبعين التي حضرها الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى والدكتور قاسم لبوزة نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس والأخ يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب والقائم بأعمال رئيس الوزراء الأخ طلال عقلان وأعضاء مجالسي النواب والشورى والقائمين بأعمال الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الإجتماعية والمشائخ وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والإتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدنية.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الوطنية واللافتات المؤيدة للمجلس السياسي الأعلى ورددوا الهتافات ” بالروح بالدم نفديك يا يمن .. نفديك يا صنعاء .. نفديك يا عدن” ، والمؤكدة على وحدة الصف والتلاحم الوطني ودعمهم للجيش واللجان الشعبية للذود عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
وامتلأت ساحة ميدان السبعين والشوارع المحيطة به والمؤدية إليه بالحشود الجماهيرية وكذا مداخل العاصمة صنعاء من القادمين من المحافظات التي تقاطرت منذ الأمس وساعات الفجر الأولى في أكبر حشد بشري في تاريخ اليمن .. مؤكدة صمودها وتماسكها في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي والتصدي للغزاة والمحتلين والدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة خيار الشعب اليمني الإستراتيجي.
وفي المسيرة الجماهيرية الكبرى أكد الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن تشكيل المجلس جاء تلبية لطموحات الشعب اليمني ونزولا عند رغباته التي تنبع من حس وطني عال يراعي مصالح الوطن فوق كل المصالح.
وقال ” إن المجلس السياسي الأعلى جاء لسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفوذ منها لتفريق هذا الشعب وتمزيقه بعد أن عجز عن تحقيق أي تقدم في الميدان”.
وأضاف ” يا جماهير الشعب اليمني يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامته وصموده .. أيها الحشد الكريم يا من أتيتم رغم الصعاب وقطعتم الوديان والسهول والجبال غير آبهين بحماقات العدوان وجرائمه وتهديداته وحصاره، جئتم مبادرين ومؤيدين وداعمين .. فأنتم من تكتبون الوقائع وأنتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الإنتصارات”.
وتابع “الصمود والمواقف البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية ما هي إلا نفحة من نفحات صمودكم وثباتكم .. فهم أبنائكم، إخوانكم، آبائكم وأقاربكم يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر، إنهم رجال اليمن وإنها القبائل اليمنية التي لم ولن تنحني يوما ما”.
وأردف” أيها الشعب اليمني العظيم من بين الحشود ومن بين أصوات رجال اليمن ونساءه وأطفاله نوجه رسائلنا للعالم أجمع أن هذا هو الشعب اليمني، هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الشرعية .. أين أبصار تلك الدول، أين أبصاركم هل أعماها النفط السعودي فلو كانت دماء أبناء اليمن تسيل نفطا لالتفتم إليها “.
ومضى بالقول ” ألا ترون الشعب اليمني، هذه الحشود التي ربما تساوي أضعاف سكان أربع من دول الخليج التي هي تشارك في العدوان على اليمن، من أنتم حتى تعتدون على الشعب اليمني، عار على من يرى ويسمع ثم يتآمر على الشعب اليمني مع ثلة لم تحمي نفسها ناهيك عن أن تدير بلدها، عار عليكم أن تتآمروا على شعب اليمن الذي لم يكن يوما يمثل مصدر قلق لا لدول الإقليم ولا للأمن والسلم العالمي “.. مضيفا ” أنتم عندما تتآمرون على شعبنا فأنتم تقتلون أنفسكم لأنكم تقتلون مهد العروبة وتقتلون مهد الحضارة “.
وخاطب رئيس المجلس السياسي الحكومات بالقول ” أيها الحكومات في مختلف دول العالم يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير، أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني، احترموا إرادة هذا الشعب، احترموا إرادة الشعب اليمني وخياراته الشرعية الديمقراطية ، فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشعب وتحترموا إرادته فإنكم غير جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يوما ما طال الوقت أم قصر “.
وأكد أن الشعوب لا يمكن أن تقهر .. وقال ” لكم في فلسطين عبرة رغم إحاطة الكيان الصهيونية وامتلاكه أفتك الأسلحة إلا أن أكثر من 50 عاما لم يستطع أن يركع الشعب الفلسطيني” .
وأضاف ” فهل طلع يوما في مخيلة النظام السعودي ومن يقف ورائه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يركعًوا هذا الشعب، لو لم يبق في هذا الشعب إلا أسر الشهداء وأقاربهم لكانوا كفيلين بأن تثأر لهذا الشعب ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء اليمن”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن العدوان السعودي الأمريكي لم يفهم أن هناك معادلة قوية جديدة بدأت تتشكل على الساحة اليمنية هي سلاحنا الرادع في مواجهة عدوانه وأنتم يا أبناء شعبنا ركيزته الأساسية وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء.
وتابع ” أيها الشعب اليمني الصابر المجاهد لا يخفاكم حجم التحديات السياسية الاقتصادية والأمنية العسكرية والاجتماعية التي خلفها العدوان السافر وهنا وأمام هذا الحشد نقول لكم إن المجلس السياسي الأعلى جاء ليلبي طموحاتكم وليعمل على خدمتكم وإخراج البلد من محنته”.
ومضى بالقول ” وأمام هذا الحشد نقول وبكل موضوعية حتى لا يظن البعض وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصى سحرية وباستطاعته أن يقضى على كل التحديات فورا، لا فهناك مصاعب جمة، ولكن ليس هناك شيء مستحيل فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارة اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي”.
وخاطب الأخ صالح الصماد الحشود المليونية ” إنني ونيابة عن إخواني أعضاء المجلس السياسي الأعلى نعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم وأن نعمل على بذل كل الجهود والطاقات وجعل أولوياتكم الاقتصادية وتلبية احتياجات شعبنا الضرورية في صدارة اهتمامات المجلس، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع في هذا المجال الاقتصادي الذي يراهن عليه العدوان في تركيع شعبنا وأن يحقق من خلال هذا التحدي ما لم يستطع تحقيقه في الميدان”.
وأردف قائلا ” نحن وأنتم وجميع مؤسسات الدولة معنيون بخطوات تكون أساسية للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد وبهذا نستطيع القيام بدور تكاملي كما سنعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية ومواجهة القاعدة وداعش والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب والمصالحة الوطنية ورأب الصدع والتواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم وكل هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في الأيام القليلة القادمة التي ستكون هذه من أولوياتها”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة إعلان الحكومة لتوحد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقر إذا أمكن والوصول إلى إجراء إنتخابات عامة .. داعيا الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب إلى معاودة جلسات البرلمان للمشاركة في مواجهة هذه التحديات.
واستطرد ” يا جماهير شعبنا اليمني الجسور والمناضل علمتم وأدركتم ما بذلنا وبذله وفدنا الوطني في الحوار والمفاوضات، قدمنا منتهى التفاهمات من أجل الوصل إلى حلول سلمية إلا أن العدوان تعمد إفشالها وعرقلتها وإمعانا منه في إذلال شعبنا وفي خطوة أظهرت عجز الأمم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ تعمد عرقلة وفدنا الوطني في العاصمة العمانية مسقط ومنعه من العودة إلى أرض الوطن بعد مشوار لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تعمد العدوان وبدأ المبعوث الأممي عاجزا عن أن يستصدر تصريح لطائرة الوفد الوطني لكي يعودوا إلى اليمن”.
وأكد الأخ صالح الصماد أن من كان عاجزا عن أن يخرج تصريح لطائرة الوفد الوطني فهو عاجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعاجز عن تحقيق أي تسوية سياسية .. وقال” من عجز عن انتزاع تصريح للطائرة لكي تعود بالوفد الوطني فهو أعجز عن إنتزاع حقوق الشعب اليمني وعن انتزاع السلام “.
وتابع ” لذلك ومن هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطلب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى البلاد والتشاور مع المجلس السياسي الأعلى فيما يجب أن يفعله “.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أنه وبالرغم من ذلك كله ورغم كل هذه العراقيل فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا للإستسلام، للعزة لا للإذلال، سلاما لا استسلاما، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات.
وأكد بالقول ” إننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني بإقامة علاقات مبنية على الإحترام والمصالح المشتركة بل سنذلل كل الصعوبات ونقدم كل التسهيلات لكل من يبادر إلى مد جسور العلاقة مع اليمن وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة”.
وعبر عن الشكر والتقدير لأبناء الشعب اليمني وقال ” كل الود والاحترام والامتنان والتقدير لهذه الجماهير الوفية التي وقفت في حر الشمس غير آبهة بالعناء من أجل أن تقول للعالم كلمتها كل الشكر والإحترام والإمتنان لكم أيها الجماهير الوفية لبذلكم وتضحيتكم أخص بذلك أسر الشهداء والجرحى والمفقودين فلهم منا كل العهد بأن نوليهم جل اهتمامنا ورعايتنا وبحجم التضحيات سيكون الإنتصار ” .
كما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن النصر سيكون مدويا بكم يا رجال ونساء اليمن .. وقال” أنتم على موعد مع نصر يخزي الأعداء والمتراجعين ويخزي المغرر بهم في القريب العاجل إن شاء الله “.
وأختتم الأخ صالح الصماد كلمته بالتحية والإجلال والإكبار لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الصمود والبطولة منذ بداية العدوان .. وقال” نشد على أيديهم ونعدهم بأننا سنبذل كل ما في وسعنا في تعزيزهم وتعزيز الوضع الميداني وهذا هو أملنا في شعبنا”.
من جانبه أعلن الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي محمد الزبيري، مباركة أحزاب اللقاء المشترك للإتفاق الوطني بين القوى السياسية، وإنضمامها لهذا الإتفاق لتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز صمودها.
وقال الزبيري في الكلمة التي ألقاها عن أحزاب اللقاء المشترك ” تبارك الأحزاب السياسية الخطوات التي نفذت وأهمها إعادة مجلس النواب كمرجعية دستورية للبلاد وتثمن مواقف أعضائه وحسهم الوطني العالي بالتفاعل والحضور ونشد على أيديهم لمواجهة التحديات المستقبلية وإيصال الوطن إلى بر الأمان”.
وأكد دعم ومساندة أحزاب اللقاء المشترك للمجلس السياسي الأعلى في أداء مهامه الإستراتيجية، واستكمال سد الفراغ الدستورية ووضع خارطة المهام لإيصال البلد إلى انتخابات محلية تشريعية ورئاسية .
كما أكد تمسك أحزاب اللقاء المشترك بالوحدة اليمنية كخيار إستراتيجي وقال ” ندعو إلى حل قضايا أبناء الجنوب حلا عادلا، وإدانة دعاة الإنفصال، والتمسك بالثوابت الوطنية والاستقلال والحرية والسيادة والعدل “.
ودعا الزبيري إلى رص الصفوف لطرد المحتلين الجدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، وإسقاط مشروع التطرف والحفاظ على ثقافة التسامح والتعايش، وكذا الوقوف ضد العدوان بكل أشكاله وأنواعه على اليمن .. مؤكدا وقوف أحزاب اللقاء المشترك مع كل الخيرين من أبناء الوطن في مواجهة العدوان.
وتابع ” يا جماهير شعبنا اليمني الأبي يا من اهتزت الأرض تحت أقدامكم وعانقت هاماتكم عنان السماء وأثبتم للعالم أنكم أولو بأس شديد بصبركم وثباتكم في مبادئ الوفاء والتحدي”.
وأضاف ” نيابة عن الأحزاب السياسية المنضوية تحت اللقاء المشترك نحييكم تحية النضال تحية المحبة إن حشدكم هذا يجعلنا نستحضر قيم الرجولة والفداء ومبادئ الحق والعدل والكرامة والحرية والاستقلال ووحدة الصف والموقف ومعاني الانتماء الوطني الذي اشتهر به اليمانيون وتوقد فينا بهجة الانتصارات والأعراس وتوقظ فينا إرادة التحدي والتغيير والنهوض لمواجهة الغزاة والطامعين والمحتلين الجدد “.
وأشار إلى أن العدوان خلف على مدى عام ونصف دماراً شاملاً لكل مقومات الحياة وحصاراً خانقاً خلافا للشرع والقانون الدولي واجهه الشعب بالصبر والثبات والعزيمة والمقاومة والاستبسال .. لافتا إلى أن ذلك أفقد العدوان توازنه وأعمى بصيرته فذهب يبحث عن تسويات لكنه أرادها بأجندته وشروطه وتحت سقف المفاوضات ظل يحشد مرتزقته في الجبهات والدفع بهم في زحوفات متعاقبة وتجول طائراته المحافظات وتستهدف كل شيء مرتكبة أبشع المجازر وتدخل المحتل إلى المحافظات الجنوبية.
وأكد الزبيري أنه وبعد صبر عام ونصف وفشل المفاوضات كان لابد من إعادة الاصطفاف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية من خلال إتفاق أنصار الله وحلفاؤهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه لتعزيز الجبهة الداخلية وإعادة جلسات المجلس التشريعي، لإعادة الدولة إلى وضعها الطبيعي وأداء مهامه الاستراتيجية التي تتطلبها المرحلة.
رئيس مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني خالد باراس بدوره أكد أن الاتفاق التاريخي بين القوى السياسية جسد إرادة الشعب اليمني في مواصلة نضاله وصموده في وجه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لأكثر من عام ونصف .
وأشار في كلمة الحراك الجنوبي في المسيرة الجماهيرية الكبرى إلى أن هذا الإتفاق وجه أقوى رسالة لتحالف العدوان بأن اليمنيين أصبحوا أكثر قوة وثباتا ووحدةً في مواجهة العدوان الذي كان يراهن على شق جبهة الصمود الوطني .
ودعا رئيس مكون الحراك الجنوبي الشعب اليمني إلى الالتفاف والتأييد والدعم للمجلس السياسي الأعلى لقيادة البلاد ومواجهة العدوان .
كما دعا المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب اليمني وخياراته الحرة وحقه في اتخاذ القرار المصيري وكذا احترام مؤسساته الدستورية وما يصدر عنها من قرارات .
وقال ” كما لا يسعني في هذا المقام إلا أن أوجه تحية إعزاز وإكبار لنواب الشعب ومجلسهم الموقر الذين كانوا عند حسن ثقة الشعب اليمني وتحية لمن لم يتمكنوا من الحضور وأعلنوا تأييدهم للمجلس السياسي الأعلى “.
وأضاف ” ولا يفوتني كذلك توجيه جزيل الشكر للجنة الثورية العليا وكافة أعضائها على ما قدموه في المرحلة السابقة في ظل الظروف الصعبة التي كانت تعيشها البلاد للحفاظ على مؤسسات الدولة من الإنهيار وعلى اقتصاد البلد من السقوط أمام ما يفتعله العدو من أزمات وحصار غاشم “.
وحيا خالد باراس في ختام كلمته بطولات وتضحيات أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف ميادين البطولة والشرف .
من جهته أعلن حسن محمد الشرفي في كلمة علماء اليمن تأييد العلماء للإتفاق الوطني والمجلس السياسي الأعلى وجميع القرارات التي تصدر عنه بما يوافق الشرع ويعزز اللحمة بين أبناء اليمن.
وأكد الشرفي أن العلماء سيعملون جاهدين من أجل بث روح الإخاء والمحبة والحوار والشراكة بين القوى السياسية وكافة أبناء الشعب اليمني .
وبارك عودة مجلس النواب للإنعقاد وممارسة صلاحياته الدستورية والقانونية ومباركته لتشكيل المجلس السياسي الأعلى ومنحه شرعية إدارة شئون البلاد في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل النضال الوطني.
وأشار إلى أن هذا الإتفاق جاء بعد تضحيات أبناء اليمن في كافة ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه في كافة جبهات العزة والشرف للدفاع عن سيادة الوطن وكرامة الشعب ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
ودعت كلمة علماء اليمن كافة دول العالم إلى إحترام إرادة الشعب اليمني وخياراته وحقه في تقرير مصيره التي عبر عنها مجلس النواب وكافة القوى السياسية الوطنية والنخب الثقافية والإجتماعية والعلماء كون الشعب هو المصدر الوحيد للشرعية.
وطالب الشرفي، المنظمات الدولية والحقوقية القيام بدورها في مساندة الشعب اليمني وإدانة ما يتعرض له من جرائم وإنتهاكات وجرائم ضد الإنسانية بسلاح الطيران السعودي الأمريكي الوحشي بحق النساء والأطفال والشيوخ.
كما دعا المغرر بهم الذين يقاتلون في صفوف العدوان ضد أبنائهم وشعبهم إلى مراجعة أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب .. مشيداً بالدور البطولي لرجال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الميادين والجبهات القتالية.
في حين دعا شائف عاصم في الكلمة التي ألقاها عن الوجاهات والشخصيات الإجتماعية، إلى إحترام إرادة الشعب اليمني وحقه في تقرير مصيره واختيار من يحكمه ويرعى مصالحه وإدانة كل من يحاول كسر هذه الإرادة الشعبية والتدخل في شأنها أو محاولة فرض رغباته عليها .
وجددت القبائل اليمنية الدعوة لأبناء الشعب لمساندة مؤسسات الدولة بكل تكويناتها والوقوف إلى جانب المجلس السياسي الأعلى ودعم ما سيتخذه لترتيب الأوضاع الداخلية والوقوف صفاً واحداً ضد العدوان ومساندة الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات ورفدهم بالمال والرجال .. مطالبا المغرر بهم العودة إلى جادة الصواب والرجوع إلى الصف الوطني .
وأشار شائف عاصم إلى أن هذه المسيرة الجماهيرية تأتي في منعطف خطير يمر به اليمن ويتعرض أبنائه لأبشع الجرائم التي لا تقرها الشرائع والقوانين والأعراف الدولية على مرأى ومسمع العالم الصامت دون حسيب أو رقيب.
وأكد أن هذا الحشد الجماهيري يجسد إرادة الشعب اليمني الرافض للعدوان السعودي الأمريكي وتأييداً للمجلس السياسي الأعلى، ومباركاً نجاح إنعقاد جلسات مجلس النواب المؤسسة الدستورية والتشريعية التي منحت المجلس السياسي الأعلى الثقة في إدارة الدولة.
وأدان المجازر التي ارتكبها العدوان بحق أبناء اليمن وآخرها استهداف مستشفى عبس الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمديرية حيدان بصعدة وكذا جريمة استهداف المدنيين في سوق المديد وقرية بني عاصم بمديرية نهم، وراح ضحيتها عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والاستهداف العشوائي لمنازل المواطنين بالمديرية وغيرها من المجازر البشعة التي يرتكبها العدوان.
فيما اعتبرت رئيسة إتحاد نساء اليمن فتحية محمد عبدالله، تشكيل المجلس السياسي الأعلى خطوة هامة في طريق التوافق الوطني لمواجهة العدوان .
وأكدت رئيسة إتحاد نساء اليمن في كلمة المرأة في المسيرة الجماهيرية المليونية، مباركة المرأة اليمنية للإتفاق السياسي .. داعية بقية القوى والفعاليات السياسية للإنخراط في هذا الإتفاق لما يحقق الشراكة وتحمل المسئولية.
كما أكدت حرص المرأة اليمنية على المشاركة في هذه المسيرة الجماهيرية الكبرى المباركة والمؤيدة لتشكيل المجلس السياسي الأعلى ليتولى إدارة شؤون البلاد ورسم السياسات العامة وإتخاذ القرارات السيادية.
وأضافت ” نحن النساء اليمنيات داعيات للسلام لا الإستسلام، رافضات للعدوان على بلادنا الذي يقتل الأبرياء والمدنين والنساء والأطفال ويدمر البنية التحتية ويحاول تركيع وإخضاع الشعب واستهداف هويته التاريخية الأصيلة “.
وأشارت رئيسة إتحاد نساء اليمن إلى أن المرأة شريكاً فعلياً في كل القضايا التي تعني البلد في الحروب والعدوان وفي السلم الإجتماعي والتنمية وتشارك في معركة النضال والدفاع عن عزة وكرامة الوطن.
وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إحترام إرادة الشعب اليمني الذي يقرر مصيره بنفسه اليوم .. مشددة على مشاركة المرأة في مواجهة العدوان وفضح ما يرتكبه من جرائم إبادة وحشية وتدمير للبلد أرضا وإنسانا في كافة المنتديات والمحافل.
وأضافت ” نبارك هذا الإتفاق الوطني السياسي التاريخي والذي يمثل تعزيزا لجبهة الصمود في مواجهة هذا العدوان الإجرامي الغاشم ونأمل أن تنضم كافة القوى والمكونات الوطنية تحت مظلته لتجنيب البلاد شرور وويلات ومطامع العدوان الأمريكي وحلفائه “.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية الكبرى بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء مباركة الإتفاق الوطني وتأييد المجلس السياسي الأعلى باعتباره الطريق لتوحيد الموقف الشعبي في مواجهة العدوان .
كما أكد البيان الذي تلاه عضو مجلس النواب عن الدائرة 28 بمحافظة عدن عبد الباري دغيش، أن الإتفاق وتشكيل المجلس السياسي الأعلى كقيادة شرعية للبلاد ضرورة ملحه لتوحيد الجهود وحشد الطاقات في مواجهة العدوان .
وقال البيان “يا جماهير شعبنا اليمني العظيم في الداخل وفي المهجر يا أحرار العالم أيتها الشعوب الحرة من هنا ومن صنعاء عاصمة اليمن الواحد ومن هذا الحشد المليوني المهيب حيث احتشدت فيه الجماهير وتقاطرت من كل محافظات اليمن ومدنه وقراه لتعبر عن تأييدها ومباركتها لقيام المجلس السياسي الأعلى” .
وأشار البيان إلى أن تشكيل المجلس السياسي الأعلى جاء تلبية للإرادة الشعبية والوطنية التي تعبر عنها هذه الحشود المليونية من كل محافظات اليمن شرقه وغربة وشماله وجنوبه ولتوجه رسالة إلى العالم أجمع بأن الشعب اليمني هو صاحب الشرعية الحقيقة ولا شرعية لمن يقتل أو يدمر.
واعتبر البيان، تشكيل المجلس السياسي الأعلى تلبية للإرادة الشعبية الطامحة إلى العزة والكرامة والاستقلال .
وأكد أن المجلس السياسي يستمد شرعيته من التوافق الوطني الذي جسدته الإرادة الشعبية والوطنية التي عبرت عنها المسيرات والإحتشادات الشعبية وبيانات القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية المؤيدة التى دعت المجلس السياسي الأعلى والقوى السياسية لإستكمال الخطوات اللازمة لما من شأنه تعزيز وحدة الموقف والصمود والثبات في مواجهة العدوان.
كما اعتبر بيان المسيرة الجماهيرية الإتفاق التاريخي وتشكيل المجلس السياسي الأعلى انتصارا لإرادة الشعب وشرعيته المستمدة من مظلوميته وأحقيته في الدفاع عن نفسه في مواجهة عدوان إرتكب جرائم بحق الإنسانية جمعاء وفي ظل موقف دولي وإقليمي يرتئي فرض رؤية الإستسلام على الشعب اليمني بدلا عن السلم والسلام وتحقيقا لمبدأ الشراكة في إدارة مؤسسات الدولة بين كل القوى الوطنية في اليمن.
وأشادت المسيرة الجماهيرية بالموقف التاريخي لنواب الشعب أعضاء مجلس النواب ورئاسته وعقد جلسات المجلس رغم المعوقات والإخطار والترهيب بما فيها منع حركة الطيران من وإلى صنعاء.
ودعا البيان كل شعوب العالم المحبة للحرية والسلام والرافضة للظلم والقهر والمنظمات والهيئات السياسية والإنسانية بالضغط على المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته لإحترام إرادة الشعب اليمني ومؤسساته وحقه في الدفاع عن نفسه وحريته واستقلاله.
وأعلن المشاركون تفويض المجلس السياسي الأعلى إتخاذ كل المواقف والإجراءات التي تنسجم مع قوة وصلابة الموقف الشعبي ووضع حريته وسيادة واستقلال اليمن فوق كل اعتبار.
وأشاد البيان بما يجترحه أبطال الجيش واللجان الشعبية من بطولات وانتصارات وتضحيات في جبهات القتال ما وراء الحدود وكذا بدور رجال الأمن في حفظ الأمن والاستقرار.
كما دعا البيان كافة أبناء اليمن إلى رفد جبهات الشرف والبطولة بالرجال والمال والتوجه نحو معسكرات التدريب والتجنيد والتحرك الشعبي الموحد لتعزيز جبهات الصمود والثبات والمواجهة حتى النصر .
وترحم البيان على أرواح الشهداء .. متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والحرية لكل الأسرى والنصر المبين لليمن واليمنيين والذل والخسران والهوان لقوى الإجرام والشر وأذنابهم ومرتزقتهم ولا نامت أعين الجبناء.
وألقيت خلال المسيرة الجماهيرية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد عبرت عن التلاحم الوطني وصمود أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم .
سبأ