من سرية حزام إلى تحالف الحزم (5)

اليمن وآل سعود

عباس الديلمي
قلنا فيما سبق أن من أضلاع المثلث الذي لا يقبل به بنو سعود في اليمن، ألا يعتمد اليمن على قدراته الذاتية حتى يضمنوا ضعفه وتبعيته لهم .. ولهذا فقد قرن البعض ومنهم مؤلف كتاب “السعودية تبتلع اليمن” الاعتداءات السعودية على الحدود الشمالية في ثمانينيات القرن العشرين إلى انزعاج السعودية من الاكتشاف  النفطي في اليمن.
بقول المهندس يوسف الهاجري في كتابه المشار إليه صـ(128-129) ما نصه (وفي بداية العام1984م وقعت مواجهات حدودية بين البلدين، وقيل أن طائرات سعودية قامت بقصف مواقع داخل اليمن، كما قامت القوات السعودية باحتلال قسم من الأرض اليمنية ، وقالت صحيفة السفير “اللبنانية” في عددها الصادر يوم 17/1/1984م أن جنوداً كثيرين قد قتلوا أو جرحوا في الاشتباكات .. ولكنه تم تطويق المواجهات باتصالات رفيعة المستوى .. وقد أرجع سبب هذه المواجهة إلى القلق السعودي المتزايد من احتمال اكتشاف النفط في اليمن) الأمر الذي يجعل الأخيرة مستقلة سياستها عن السعودية.
هذا ما ورد عن اعتداء يناير 1984م في كتاب الهاجري وفي صحيفة السفير وفي 314م ibid وهو العدوان السعودي الذي لم تمر عليه ثلاثة أعوام وأربعة أشهر حتى أتبعه بنو سعود بعدوان أكبر منه وهو عدوان مارس 1987م الذي وثقته وسائل إعلام عربية ودوريات أجنبية منها صحيفة السفير ومجلة اليمامة السعودية ومجلة العالم ووكالات أنباء عالمية منها وكالة الأنباء الفرنسية، حيث حشد السعوديون قوات كبيرة لمهاجمة الحدود اليمنية واجتياح مناطق منها وأسر عدد من الفلاحين اليمنيين بحجة أنهم يقومون بالتهريب إلى الأراضي السعودية، وقيل أن الخسائر السعودية بلغت ثلاثمائة عسكري بين قتيل وجريح مقابل مائتين من الجانب اليمني، مما دفع بالسعودية عند اشتداد المعارك إلى جلب قوات باكستانية مرابطة عند حدود البلدين وإشراكها في القتال.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية اتهاماً يمنياً ( مهذباً) للسعودية باجتياح الحدود اليمنية ونقلت عن مصدر دبلوماسي يمني قوله ( أن مجموعة من السعوديين ” المسلمين” دخلت أراضي اليمن الشمالي يوم الاثنين الماضي واختطفت بعض الفلاحين بعد معركة معهم.. وقد أطلق سراحهم بعد أن ثبت أنهم لا يشاركون في تهريب المخدرات) وقد نقلت صحيفة السفير هذا التصريح في عددها الصادر يوم 28 مارس 1987م.
أما عن أسباب هذا العدوان فقد تناقلت الأنباء أن سببه ( الاكتشاف الحديث لاحتياطي نفطي في حقل ” ألف” في منطقة مأرب شمال اليمن قدرت بـ” 500 مليون برميل قابل للتضاعف” وأضافت القول أن السعودية تخشى أنه إذا ما تمكنت اليمن من تصدير نفطها أن تتحرر في سياستها وتتخذ خطأ مستقلاً..) أنظر السعودية تبتلغ اليمن صـ 137.
ومما يزيد من تأكيد هذا القلق السعودي أن الأمير – يومها – عبدالله عبدالعزيز، حسب ما ورد في جريدة المدينة بتاريخ 30مارس 1987م قد قام بزيارة مفاجئة إلى مدينة نجران حيث شهد التمرين التعبوي لقوات الحرس الوطني الذي سمي (التوحيد).
هذا ما ورد في جريدة المدينة وقد أشار المحللون إلى أن اختيار نجران لهذا التمرين يأتي لقربها من مأرب التي اكتشف فيها النفط والتي دار حولها خلاف تاريخي أما تسمية هذا التمرين بـ (التوحيد) فيهدف إلى كونه رسالة لليمنيين إلى ما قام به أبوه عبدالعزيز تحت شعار التوحيد للأراضي التي ضمها إلى مملكته ومنها (عسير، جيزان، نجران).

قد يعجبك ايضا