سقوط دولة الفنادق ونجاح شركاء الصمود في اليمن
أحمد عبدالله الشاوش
*جاء الإعلان عن الاتفاق بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه ضرورة وطنية وخدمة متقدمة وصدمة كبيرة لدول التحالف بقيادة العدوان السعودي ، وزلزالاً صعق حكومة ” الرياض” ، ومثل أيضاً نتاج طبيعي لمحطات من الصمود والثبات والصبر والمعاناة والمسايسة ، والطغيان السعودي والافلاس “الاممي” وسقوط السواد الأعظم من منظمات حقوق الإنسان ، والمنظمات الحقوقية والقانونية المستنسخة والمتاجرة بدماء الشعوب ، وبعد أن ” وأدت” حكومة الرياض عملية “السلام” في الكويت مع سبق الإصرار والترصد لاستمرار العدوان واستباحة الدماء وانتهاك السيادة اليمنية تحت مزاعم شرعية ” الغاب ” المنتهية الصلاحية ، هذا الإعلان بشر بمولود جديد وبداية حقيقية إذا صدقت النوايا والتفت الإرادات حوله لـ يمن “جديد” قلبه مفتوح لكل القوى السياسية والمشارب الفكرية الشريفة التي لم تتلوث أياديها بالدماء والعمالة والارتزاق .
ولم يكن هذا الاتفاق وليد اللحظة بل كان نتاج أكثر من عام ونصف من الصمود والثبات النادر والانتصار العظيم بالبندقية ضد قوى تحالف العدوان بقيادة السعودية في جبهات الكرامة والشرف ، وخوض غمار المشاورات السياسية لإرساء ” السلام ” في اليمن ، بدءاً من المحطة الأولى في سلطنة عمان ومروراً بـ مطبات ” جنيف ” وانتهاء بـ ” نسف ” عملية السلام في الكويت من خلال اختلاق الأعذار وتسويق الأوهام والشروط التعجيزية وضغط السعودية بتعيين وزراء يمنيين مرتزقة وتوقيع الاتفاق في ” مكة ” للهروب من تهمة العدوان ومجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في اليمن ، بعد أن حولت وفد حكومة الرياض التابع للفار هادي إلى مجرد ” ببغاء “ناطق وفاقد للإرادة والشخصية.
ومما شجع على نسف عملية ” السلام “في الكويت ذلك الموقف السلبي والمشين للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي أثبت أكثر من مرة ” تحيزه ” وعجزه تجاه جرائم الإبادة والدمار الممنهج في اليمن دون تنديد أو استنكار أو تحميل العدوان السعودي أي مسؤولية لجرائمه المروعة التي هزت الرأي العام العالمي بعد فضح الحقائق ، كما أن افتقاد المبعوث الاممي للمصداقية والحياد والاتزان في إدارة المشاورات والبيانات الاستهلاكية المضروبة ، جعلت الشعب اليمني يدرك بأن المبعوث الاممي مجرد ” دمية” وأداة في يد الخمسة الوحوش لمجلس الامن الدولي ، ينفذ سيناريو ” عبثياً” من خلال وسائل الإعلام الدولية قاصداً خداع الرأي العام الدولي بأحلام السلام الضائع ، إلا أن حقيقة الأمر أن جلادي الأمم المتحدة تعمدوا إفشال السلام في اليمن بعد أن فضلوا مصالحهم الإقليمية والدولية بعيداً عن العدالة والمواثيق الدولية التي كان يجب أن توظف في مصلحة الشعب اليمني العليا، لكنهم لهثوا وراء نزواتهم واستمروا بالمتاجرة في صراع اليمنيين الذين أشعلوه في وقت سابق وعملوا على تغذيته وأفسحوا المجال أمام داعش والقاعدة وحولوا اليمن إلى بركة من الدماء والأطلال ومقبرة من الأشلاء والعظام والجماجم .
ولو كانت الأمم المتحدة ” جادة ” ومنصفة وتسعى إلى إرساء السلام العالمي وتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن لقدمت حلاً صارماً وملزماً لجميع الأطراف وحافظت على شعبه وثوابته الوطنية وأوقفت توحش ” السعودية” .
وما إن أدرك الشعب اليمني زيف المنظمة الدولية وكشفت أزمة اليمن جميع تجار الحروب وشعاراتهم وديكوراتهم ويافطاتهم وأطماعهم ، حتى تولدت لديه ” قناعة” بأن الدول لا تدار من الفنادق ، وأن من يحكم على الأرض هو ” الأجدر ” والأقوى والأصلح أياً كانت تجاوزاته رغم أنها محل رفض واستنكار جميع الشرفاء ، مقارنة بالمرتزقة والعملاء ومصممي الإحداثيات وبائعي الأعراض والأوطان ، وإن وجود اتفاق لتيسير أمور الدولة وفقاً للدستور والاهتمام بالخدمات الأساسية للمواطن وحماية السيادة ومحاربة العدوان واستعادة هيبة الدولة ” خير ” من التفرج على انهيارها وسقوطها وانتهاك سياستها أو تحويلها إلى ولايات للسحل والذبح والسبي والتفجيرات تحت شعار راية الإسلام ومذاهبه أياً كان رغم أن الإسلام بريء من اعمال التوحش كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.