الثورة نت/..
السابع والعشرون من تموز لهذا العام، هذا التاريخ سيُحفر جيداً في ذاكرة النجم العراقي كاظم الساهر، تاريخ حفلته في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الحادية والثلاثين في الأردن، حيث جاء محبوه من كل الأماكن بأعدادٍ لا حصر ولا عدّ لها، كلهم يدندنون أغانيه في كل أروقة وساحات المدينة الأثرية، فهنا من يُطرب نفسه بأحد مواويله القديمة، وهناك آخر يغني مع رفاق له قصائده الفصحى، و”سيدتي” تجوب وجوههم وتنقل لكم ما رأته من ذلك اليوم المميز.
جمهور “جرش” يحتفي بـ”الساهر” بحجم تاريخه الكبير
اكتفى النجم العراقي كاظم الساهر في تلك الليلة، بدخولٍ هادئ جداً، وحيى الجماهير الكبيرة بيديه، التي رفعته بأصوات هتافها بتحية أكبر وأعظم، ألقى عليهم مساءً رزيناً يشبهه مع بعض الإبتسامات، فكان ذلك كافياً حتى ينشر مواعيد الفرح على قلوب محبيه في مدرجات المسرح الجنوبي بالمدينة الأثرية.
وكأن الساهر تقصّد أن يبدأ ليلته متغزلاً بجمهوره الكبير، تعبيراً لهم عن امتنانه وحبه الكبيرين لهم، خاصة بهذه الليلة المميزة والمهيبة التي عاشها برفقتهم، فاستهل أولى أغنياته بـ”أراضي خدوده”، التي بإيقاعاتها المرحة والراقصة، وبكلماتها الخفيفة، استقبلها محبو الساهر برقص وفرح هائلين.
ولم تتوقف هدايا النجم العراقي عند هذا الحد، فقدم لهم أغنيته المنفردة الجديدة، وآخر أعماله الفنية “غرناطة”، عن قصيدة الشاعر العربي السوري الراحل “نزار قباني”، والتي لحنها الموسيقار السعودي “طلال”، فأعاد الجمهور من خلالها، إلى الغناء الجاد الحقيقي والطرب الذي يقترب بهم إلى فن العمالقة الكبار.
وأجبرت الجماهير الضخمة في المدرجات النجم العراقي كاظم الساهر على تغيير ترتيبه لأغاني هذه الليلة، بعد أن ألحّ عليه كثيراً وبصوت واحد أن يغني رائعته العالقة في بال الجميع “أنا وليلى”، فما كان من الساهر إلا أن يلبّي طلب أحبته بأن أخبر فرقته الموسيقية البدء بعزفها، وقدمها كاملة لحضور “الجنوبي”.
وبعد هذه الوجبة الدسمة والشعر والغناء والموسيقى، بدأت ألحان التراث العراقي “التشوبي” على كلمات أغنيته “الحلوة” تنشر الرقص والدبكة العراقية بكل أرجاء المدرجات، مقدماً وجبة أخرى من الفرح بدت ظاهرة على جميع وجوه جماهيره التي قطعت المسافات لكي تسمعه وتراه بينها.
وتوالت هدايا الساهر الجديدة، فقدم أغنية “كتاب الحب”، والتي هي “تتر” لمسلسل عربي جديد يحمل الإسم نفسه، يؤدي بطولته مجموعة من النجوم العرب من عدة دول، ويقدم النجم العراقي شكلاً جديداً فيه إذ غنى ولحّن كلمات الشاعر الراحل “القباني”، وأدى دور الراوي في العمل الدرامي الذي يخرجه “صفوان مصطفى نعمو” وكتباه كل من “نور شيشكلي” و”مازن طه”. وتعجب الساهر منذ أن بدأ بالغناء كيف استطاع الجمهور أن يحفظ كلماتها الصعبة بفترة قليلة جدياً، مبدياً إعجابه بهم.
وعاد الساهر إلى قديمه الذي لا يموت ولا يندثر، ولا يملّه محبوه، فقدم أغنية “كثر الحديث” التي يتغزل من خلالها ببغداد، كأنها حبيبته، التي لا تُقارن بأيٍ من النساء في الدنيا.
وبعد أن قدّم “ست الحلوات” بكلماتها الطريفة السلسة، ولحنها المرح الذي أسعد به الحاضرين، عاد مرة أخرى إلى قديمه، حيث لاقى موال “مبارحة بالحلم” هتافاً كبيراً من الجمهور، فأتبعه بالأغنية التي كانت أحد أسباب نجاحه “عبرت الشط على مودك”.
كاظم والشعر، لا ينفصلان أبداً، فكأنه قصيدة غنت نفسها على المسارح، وصبّت نفسها في قلوب محبيها، وهذه المرة النجم العراقي كتب ولحّن وغنى “لجسمك عطر” الجديدة، فكانت عملاً كاملاً يخرج من بين يديه، وأظهرت وجهاً جميلاً للساهر الشاعر والملحن والمغني.
وفي نهايات الحفل الذي استمر لأكثر من ساعتين، كان لقديم الساهر حصة كبيرة، فبعد كل ما قدمه من أعماله الجديدة، وبعد أن راقص الجماهير تارة، وشدّهم بإحساسه الكبير تارة أخرى، قدم “وين آخذك”، وراقصهم على “أكرهها”، وشدهم مرة ثانية بـ”ها حبيبي” و”سلمتك بيد الله”، وأعادهم للرقص على أنغام “أجمل ما في الكون” و”قولي أحبك”، وختم النجم العراقي حفلاً فنياً سيرافقه بذكرياته أينما غنا وأينما ذهب.
“الساهر” النجم المتواضع والفنان المتزن..
لم تغيّر الشهرة والنجومية الحافلة التي حظي بها كاظم الساهر، من طبيعته المتواضعة، وتعامله بودّ مع الجماهير والمنظمين من حوله، وكعادته دائماً يبدي وجهاً بشوشاً خالياً تماماً من غرور النجومية الساطعة، وهذا ما كان منه طوال مدة الحفل.
كما أن الساهر ما زال يثبت أن الفن المتزن والراقي الذي يقدمه خالد، ولا يمكن أن يموت أو يندثر، فإذا أراد أن يراقص الناس، كان يراقصهم باللحن والكلمة الخفيفة، وإذا أراد جذبهم من قلوبهم ومشاعرهم، ما عليه سوى أن يمد بالـ”آه” بأحد قصائده، فذلك كفيل بأن يسافر بجماهيره إلى عوالم أخرى، بدون الكثير من الحركة والرقص على المسرح، لأنه يتقن مراقصة القلوب.
كواليـــــــس..
– لا شكّ بأن حفل النجم العراقي كاظم الساهر في مهرجان جرش لهذا العام، كان من أكثر الحفلات التي شهدت “كواليس” رصدتها عين “سيدتي نت”، والحديث سيطول هنا عما جرى بالحفل بعيداً وقريباً عن الساهر.
* الجماهير..
كان هناك الكثير من المشاهدات التي تُروى عن الجماهير، وذلك بسبب الأعداد الهائلة التي حضرت حفل النجم العراقي، وكان أبرزها:
1- أعداد الجماهير الهائلة كانت قد ملأت مدرجات المسرح الجنوبي قبل بداية الحفل بـ 3 أو 4 ساعات.
2- بالرغم من امتلاء المسرح بشكل كامل وزائد أيضاً عن قدرته الإستيعابية، كانت الجماهير لا تزال تتوافد إلى الحفل، ويقدر عدد الذين دخلوا “الجنوبي” قبل أن يبدأ النجم العراقي ليلته بأكثر من 5 آلاف شخص، والجماهير التي كانت تنتظر الدخول تزيد عن الألفي شخص.
3- ومع بداية الحفل لم تتوقف أعداد الناس الذين يودون رؤية وسماع الساهر، فزاد الموجودون في المسرح عن الـ7 آلاف والذين في الخارج عن الألف، وكان هناك تقديرات اعترفت بها إدارة المهرجان أن الموجودين في ساحات المدينة الأثرية ويريدون الدخول تعدوا الـ12 ألف شخص، الكثير منهم لم يتمكنوا من الدخول.
4- منظمو المهرجان والأشخاص المسؤولين عن تنظيم الحضور في أماكنهم، لم يستطيعوا السيطرة بشكل كامل على الحضور، وذلك للأعداد الهائلة التي تواجدت في مدرجات الجنوبي.
5- من المشاهدت التي رصدتها عين “سيدتي نت” تفوق التواجد النسائي في المدرجات على الرجال بشكل لافت، فكانت أعداد السيدات والصبايا أكثر بكثير من أعداد الشباب والرجال.
6- كما رصدت عين سيدتي العديد من المشاهدات بين الجماهير من مشاجرات بالأيدي تعامل معها الأمن المتواجد بالمسرح وبين الحضور، إضافة إلى عدة حالات إغماء وحلات مرضية تعاملت معها كوادر الدفاع المدني الأردني بسرعة واحترافية.
* أمنياً…
1- رغم حديث “سيدتي” عن التشديدات الأمنية الغير مسبوقة إطلاقاً في مهرجان جرش لهذا العام في تغطيات سابقة، إلا إن الإجراءات الأمنية في حفل النجم العراقي كاظم الساهر كانت مشددة بشكل مضاعف أكثر، وذلك جراء الظرف الطارئ لأعداد الجماهير، ناهيك عن وجود أعداد كبيرة من كوادر الأجهزة الأمنية في كل مكان، أكثر بكثير من الحفلات الأخرى.
2- اضطر مسؤولي الأمن كمدير مخابرات محافظة جرش ومدير البحث الجنائي ومدراء أجهزة أمنية أخرى، إلى التعامل بشكل شخصي مع الكثير من الحالات الأمنية، كبعض المشاجرات بين الجمهور.
3- حصل الكثير من الشغب والفوضى خارج المدرجات تحديداً، ما دعا الأمن إلى التعامل بالقوة مع هذه الحالات والأشخاص لإنهاء الفوضى الحاصلة.
* تنظيمياً..
شهد حفل النجم العراقي العديد من المشاكل التنظيمية التي أدت الى فوضى عارمة قبل وأثناء وبعد الحفل، ومن أبرزها:
1- احتكار اثنتين من أكبر الشركات الخاصة بالأردن لأغلبية المقاعد الموجودة بالمدرجات من خلال توزيع وبيع تذاكر خاصة بهم، وأخذت هاتان الشركتان المقاعد الأهم والأقرب إلى المسرح، أما باقي الحضور الذين حصلوا على البطاقات الخاصة بالمهرجان من خارج هاتين الشركتين، فاضطروا إلى الجلوس بالمقاعد الأبعد عن المسرح، ومع الإكتظاظ الكبير للجماهير، وصعوبة السير والجلوس على المقاعد الحجرية الأثرية، كاد ذلك أن يهدد حياة الكثيرين بخطر السقوط وأمور أخرى.
2- منعت إدارة المهرجان تواجد أي نوع من كاميرات تصوير الفيديو، وخاصة التي تحتاج معدات كبيرة كالـ”كرين والشاريوت”، واستغلت أماكن تواجدها لإعطاء المزيد من الجماهير أماكن للجلوس.
3- محاولات عديدة لإدخال أعداد إضافية من الناس و”حشرهم” بأماكن ضيقة حتى يتسع المدرج لهم، ما اضطر منظمي المهرجان إلى وضع الناس بجميع المداخل والمخارج، لاسيما تلك المخصصة لحالات الطوارئ، ناهيك عن الأعداد الهائلة التي كانت تنتظر بالخارج.
* إعلامياً..
العديد من المشاكل تعرض لها الإعلامييون والصحفيون المتواجدون لتغطية المهرجان، على جميع المستويات كان أهمها تلك التي تتعلق بإدارة المهرجان وتعاملها معهم:
1- تعرضت عدة فضائيات إلى إعتداءات من قبل مجهولين، لا سيما بتكسير كاميرات بعض القنوات المتواجدة لتغطية الحفل.
2- حرم ومنع العديد من الإعلاميين والصحفيين الذين تواجدوا منذ بداية المهرجان لتغطية جميع فعالياته، من الجلوس في الأماكن المخصصة لهم، وكان الصحفي مندوب مجلة “سيدتي” أحد هؤلاء الذين حرموا من من أماكنهم لصالح آخرين.
3- طرد معظم الصحفيين من أماكن تواجدهم قبل بداية الحفل بدقائق قليلة إلى خارج المسرح بشكل كامل، ليفسح مجالاً لجلوس الأعداد الزائدة من الحضور.
* كواليس أخرى..
1- كان هناك تواجد خاص للسفير السعودي بالأردن الأمير “خالد بن فيصل بن تركي آل سعود”، بخيمة الضيوف التي خصصتها بلدية جرش، لدقائق قليلة فقط، مع عدد من الشخصيات الدبلوماسية الأخرى.
2- ببادرة جميلة من النجم العراقي كاظم الساهر بحفلته، أبدى خوفه على الجمهور، جراء الأعداد الهائلة المتواجدة بالمسرح، والأطفال منهم بشكل خاص، ما دعاه إلى قطع إحدى أغانيه، والحديث مع المنظمين قبل توجيه كلامه إلى الحضور قائلاً: “أنا والله خايف عليكم”.
3- ووصلت “سيدتي” شائعات من مصادر مختلفة تفيد بأن الساهر تقاضى مبلغ 100 ألف دينار مقابل مشاركته بالحفل.
4- ورصدت عين “سيدتي” حضور بارز للعلم العراقي بمختلف أنحاء المدرج الجنوبي، إضافة إلى حضور لافت للعراقيين المقيمين بالأردن وخارجه ممن جاءوا خصيصاً لحضور الحفل.
5- قامت بلدية جرش بجهد مشكور جداً باستقبال الضيوف والإعلاميين والحالات الخاصة من الجماهير في خيمتها، وقدمت لهم التقدير والإحترام الكبير بجانب الإعتذار عما تعرض له البعض من مشاكل، وأحسنت إكرام ضيوفها، خاصة رئيس البلدية الذي ظل متواجداً بالخيمة طوال الحفل.
المصدر : سيدتي