الطموح والواقع
زياد السالمي
النظر إلى الواقع وفق قوالب جاهزة ومعايير مسبقة يفقدك الرغبة في تقديم ما يجدي وينفع .. باعتبار أن ذلك الواقع يقتضي ملامسته والتعاطي معه بالأسلوب الموائم ما يضع اعتبار المعايشة كمزيج بين المستجدات الزمكانية القائمة على الاجتهاد وبين التجربة الناجحة في استكناه الحال . النظرية تهيئ لك الطريق وتعبده كاجتراح توصيف الحدث وديمومة المحاولة.. افتراض كونك متفانياً يجعلك أكثر جدية في رصد الواقع وربطه مع ما يقتضي عبوراً إلى التواصل والتطور والارتقاء والتجدد المستمر . ليس من العبث أن تتعب طالما الهدف يسمو بك كفاعلٍ وحيز عليه احترام وجوده وكينونته ويسعى إلى التميز ضمن منظومة تتعاضد أو فرد من مجتمع يبحث له عن موضع قدم .. إنما العبث أن تنغلق على ذاتك كفرد أو جماعة حتماً تؤول إلى الانقراض .. أو تضع حواجز تنتفي خلفها عن الآخر .. أو يواجه حلمك الإنساني بالقمع والرفض واللا مبالاة تكون حينها منعزلاً لا إرادياً .. اصمد وادفع بالتي هي أحسن أو قف متأملاً لا متأسفاً متأهباً لا متهيباً حتى تجد أفقك المناسب الذي يلبي طموحك .ولا تكن عدوانياً أو ناقماً على أحدٍ .. سوى ملابسات الظروف والأمور التي آلت إلى العدمية حال الانحصار والتذبذب والتوجس كإفراز معطيات انتفاء الوعي الفردي والجمعي . مهد ما استطعت من فكرة لقرع جرس الضرورة وبث أثير الأمل لعل لحظة هي الأهم تجد فيها متسعاً للإصغاء أو الإفاقة من السبات . هكذا إذن يأتي التعامل كتوليد ذلك التمهيد . تغدو لحظته أقرب إلى الصواب مع وجود احتمال العكس في نظر آخر .. المهم قرع جرس للمهتم قد يكون موفقاً في منح قراءة واعية ناضجة أو إيجاد سبيلٍ أكثر دقة في توصيف واستعمال الموقف يفي بمتطلبات البقاء . حريتك إذن ككائن في هذا الكون الملئ بالكائنات المؤطرة والمتكاملة هي الالتزام أمام وجودك في الحالتين كفرد ضمن منظومة أو منظومة ضمن سيستام أو سيستام ضمن وجود . بما يستوجب البذل والتفاني حتى تجد متنفسك الإيجابي ردماً لهواة القطعية التي دائماً ما تقف عائقاً أمام تطلعات الطامحين .