برلين/وكالات –
أ◌ْرجئت إلى السادس من مايو القادم واحدة من أكبر محاكمات النازيين الجدد بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا¡ كان يفترض أن تفتتح اليوم للبت في تسع قضايا قتل أجانب وصفتها المستشارة انغيلا ميركل بأنها عار على ألمانيا.
وكان تنظيم المحاكمة وخصوصا توزيع الأماكن المخصصة للصحافة التي استبعدت وسائل الإعلام التركية منها بينما ثمانية من الضحايا أتراك¡ أثارت جدلا حادا في الأسابيع الأخيرة. وقد أمرت المحكمة الدستورية الالمانية في كارلسروه محكمة ميونيخ بتخصيص ثلاثة مقاعد إضافية على الأقل للصحافة الأجنبية التي تريد تغطية المحاكمة التي تقدم على أنها واحدة من أكبر القضايا المتعلقة بالنازيين الجدد بعد الحرب العالمية الثانية.
وقالت محكمة ميونيخ في بيان: نظرا لقرار المحكمة الدستورية¡ من الضروري اتباع إجراءات اعتماد جديدة لا يمكن تنظيمها قبل بدء الجلسات. وكان خمسون مقعدا خصصت مبدئيا للصحافيين حسب أولوية الوصول¡ في محاكمة المتهمة الرئيسية بياتي شيبي (38 عاما) التي يشتبه بمشاركتها في قتل ثمانية بينهم أتراك¡ وبينهم ألمان من أصل تركي¡ ويوناني بين 2000 و2006م¡ وقتل شرطية ألمانية في 2007م.
كما يشتبه في ضلوعها في عمليتين استهدفتا جاليات أجنبية و15 عملية سرقة مصارف¡ بحسب البيان الاتهامي.
ويمكن أن يصدر عليها حكم مشدøد بالسجن. اما شريكاها اوفي بونهارت (34 عاما) واوفي موندلوس (38 عاما) وهما المتهمان بالقتل فانتحرا في 4 نوفمبر 2011م¡ وشكل الثلاثة خلية للنازيين الجدد تحت اسم «سريøة القومية الاشتراكية».
كما يحاكم أربعة أشخاص يشتبه في تقديمهم مساعدة لوجستية لهؤلاء.
ويشكل حوالي 70 شخصا طرفا مدنيا في الادعاء بمواكبة 40 محاميا. وسيتم استدعاء 600 شاهد إلى المنصة. وقد تستغرق المحاكمة عامين ونصفا. وستسعى المحكمة إلى الاجابة على سؤالين يؤرقان ألمانيا منذ الكشف عن القضية: كيف تمكن هؤلاء النازيون الجدد الثلاثة الخاضعون لمراقبة أجهزة الاستخبارات منذ أواخر التسعينات من التحرك طوال هذه الفترة من دون قلق¡ وكيف بقيت عدة عمليات قتل بلا تفسير طوال أكثر من عقد¿
وقتل ثمانية مواطنين اتراك أو من أصول تركية ويوناني واحد بين التاسع من سبتمبر 2000م¡ والسادس من أبريل 2006م.
ووقعت عمليات القتل هذه في مقاهي انترنت ومحال للخضار والفاكهة ومطاعم كباب عبر البلاد وبالسلاح نفسه. لكن الشرطة لم تحقق في أي من هذه الجرائم بجدية في إطار سيناريو معاداة الاجانب.
وعلى العكس تم الاشتباه بعائلات الضحايا التي سيحضر بعضها المحاكمة¡ وخضعوا للضغوط والتهديدات. وقالت سمية سيمسك: طوال 11 عاما لم يكن لدينا الحق في أن نكون ضحايا. وقد قتل والدها أمام كشك للزهور يديره واتهمت والدتها لاحقا بقتله.
وخلال مراسم إحياء ذكرى الضحايا العام الماضي وجهت ميركل اعتذارات علنية من العائلات المتهمة خطأ. وصرحت أن تلك الجرائم عار على البلاد. وفي المحكمة في ذاك اليوم روى اسماعيل يوزغات كيف توفي ابنه البالغ 21 عاما بين ذراعيه برصاصتين في الرأس.
واتضحت معالم القضية أخيرا في نوفمبر 2011م¡ بالصدفة. فقد عثر شرطيون في مقطورة على جثتي بونهارت وموندلوس اللذين فضلا الموت على تسليم نفسيهما بعد فشل عملية سرقة مصرف. وبعد ساعات أحرقت المتهمة بياتي شيبي شقة المنتحرين¡ ثم أحرقت شقتها بعد أربعة أيام.
Next Post
قد يعجبك ايضا
