شفافية كشف ممتلكات الوزراء بين التندر والانزعاج

وكالات –
بموجب مشروع قانون سيطرح نهاية الشهر الحالي أمام البرلمان سيصبح لزاما على أعضاء الحكومة الفرنسية الكشف عن ممتلكاتهم في عملية شفافة تعد ثورة في العقليات بفرنسا.
ويأتي هذا الإجراء نتيجة تخبط الحكومة الفرنسية في ازمة تبعات فضيحة وزير المالية جيروم هوزاك وبالمقابل يثير هذا الإجراء انزعاجا◌ٍ بين اليسار واليمين الفرنسي على حد سواء وأصبح مثارا◌ٍ للسخرية والتهكم في بلد تعود وزراؤه ومسؤولوه على اخفاء مواردهم أكثر من كشفها علنا◌ٍ معتبرين مثل هذه القضية من المحرمات.
وتثير اولى عمليات كشف ممتلكات لا يمكن التحقق من صحتها ولا تخضع لعقوبات اذا كانت خاطئة¡ الفضول والاستغراب والتندر وخصوصا معارضة شديدة من البرلمانيين سواء كانوا من اليمين او اليسار لأنهم مدعوون أيضا◌ٍ الى كشف ممتلكاتهم كما ورد في مشروع القانون الذي سيطرح عليهم في 24 ابريل الجاري.
وشدد جان مارك ايرولت¡ رافضا الانتقادات¡ “سنمضي قدما في ذلك حتى النهاية” لان “هناك” حاجة الى الشفافية” واضاف ان “بلدان اخرى فعلت ذلك قبلنا ولم تتضرر”¡ وافاد استطلاع ان الفرنسيين يؤيدون بنسبة 63% كشف الممتلكات.
غير ان بعض الدبلوماسيين الاجانب الذين عاشوا عملية مشابهة يبدون تحفظا. وقال احدهم ان “مطلب الشفافية قد يكون بلا نهاية” متحدثا عن امر ضروري بالتاكيد في نظام ديمقراطي لكن الخضوع اليه “ليس صحيا جدا”.
وحتى الآن أقرت وزيرة واحدة انها تدفع الضريبة المفروضة على الثروات الكبيرة¡ وهي وزيرة الصحة ماري صول تورين بينما اعلن بعضهم انه يملك اريكة قديمة قيمة (ارنو موتبورغ¡ الوزير المكلف الصناعة) واخرون عن حلي وسيارة صغيرة تعود الى 13 سنة (سيسيل دوفلوه وزيرة السكن) ما اثار تساؤلات حول تسبب تلك السيارة في التلوث خاصة ان صاحبتها تنتمي الى حركة الخضر.
وينتظر الجمهور الفرنسي بفضول كبير كشف ممتلكات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المولع بالفنون والتحف الفنية.
وعلى غرار وزير الاقتصاد بيار موسكوفيتشي الذي تحدث عن “ممتلكاته المتواضعة” كشف العديد من نواب مجلسي النواب والشيوخ عن ممتلكات قليلة لدى مساهمتهم في جهود الشفافية¡ فاعلن رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون (يمين معارض¡ الاتحاد من اجل حركة شعبية) المولع بسيارات السباق انه يملك سيارة رباعية الدفع وسيارة عادية يعود كلاهما الى اكثر من عشر سنوات.
وعلق دبلوماسي اجنبي معتمد في باريس طالبا عدم كشف هويته وساخرا ان “برلمانيونكم اناس فقراء جدا”. متسائلا اذا لم يمكن من الضروري الزيادة في رواتبهم لتجنيبهم الميل الى الكذب.
ورغم ان آراءهما لا تتطابقان الا نادرا حذر كل من رئيس الجمعية الوطنية الاشتراكي كلود برتولون وزعيم نواب الاتحاد من اجل حركة شعبية (يمين) من شيوع “نزعة استراق النظر” التي يتوقعون شيوعها مع نشر تصريحات الممتلكات.
ومن بين المعترضين يبرر البعض مواقفهم بخصوصية حياة الاسر. وقالت وزيرة الوظيفة العمومية ماريليز لوبرانشو ان “زوجي لم يتزوج بالطبقة السياسية برمتها”¡ بينما اعرب البعض الاخر عن الاسف “لكشف” امور شخصية جدا مثل “ما ورثته عن جدتي وابي” كما قالت يمينة بن قيقي وزيرة الفرنكوفونية.
وفي موقف ساخر من عملية الشفافية التي تبادر بها الحكومة قال الناطق باسم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون انه مستعد لكشف ممتلكاته¡ دون كشفها حقا¡ ومقتصرا على كشف قياس رجليه وقامته وعرضه على موقعه.

قد يعجبك ايضا