فعلاً علاقة قبيحة وليست طيبة
زياد السالمي
تمخض الخطاب الذي ألقاه سماحة السيد عبد الملك الحوثي عشية يوم القدس بهذه المناسبة عن رؤيا مستبصرة استقراءً للواقع الإسلامي على مر العصور حتى اللحظة ؛ مفنداً سقوط الأمة تاريخياً حينما مالت عن الحق ؛ واتخذت طريقاً آخر ينافي الخلافة الراشدة ؛ وأصبحت قضية الأسر الحاكمة هي القضية المحورية لأصحاب القرار ؛ بل سعت إلى تحريف الدين لما يخدم أطماع هذه الأسر ؛ وإن الذي يحدث الآن من تراجع ناتج تراكمات أصابت الأمة بالوهن ؛ وحدد أن ما نعانيه من تضعضع وانهزام ليس إلا إفرازات هذه الأنظمة ؛ بعلاقاتها مع الصهاينة وأن الحيرة التي تجسدت على محيا الأمة الإسلامية هي ما ولدته هذه الأنظمة المقيتة تنفيذاً بالتبعية للاستعمار والمخطط الصهيوني ؛
لقد لامس سماحته كبد الحقيقة حين وضح أن ما سعت إليه الأنظمة العميلة هو تجهيل الشعوب وطمس هويتها الدينية ؛ والعربية ؛ وتضاعف الوهن في جسد الأمة حتى نست في المقام الأول قضاياها الرئيسية ؛ المصيرية وهي قضية فلسطين ؛ باعتبارها قلب الأمة ووجهة من وجهتي الدين ؛ وحدد مكامن الوهن بالجهل وإشغال الناس بأمور ليست من الأمور المحورية ؛ الذي نتج عنه واقع متشظٍ غاب عنه الوعي ؛ وقائم على المعونات والمساعدات الإنسانية بدلاً من الاكتفاء الذاتي وتأهيل الشعوب لمواجهة العدو بل أصبحت نتيجة هذه التراكمات وسياسة هذه الأنظمة ؛ معاقاً لا يقوى على الحياة ؛
إن هذا الخطاب الرائع بما يحمله من إضاءات يفتح الكثير من التساؤلات ويعزز روح الوعي الأممي والشعبي ؛ ويسمو سمو الهدف الذي سعى للوصول إليه ؛ بل أنه إجابة لبعض أسئلة الناس منها : لماذا نحن على هذه الحال !!!
لقد وضع النقاط على الحروف وأذكى لمن وعى الهمة والتحفيز للمثابرة والبذل والتضحية للخروج من غيبوبة الأمة ؛ ووجه العيون إلى الخطر الحقيقي وهو الكيان الصهيوني ؛ ووضح كذلك أن ما يحدث لجناح المقاومة هو استهداف آخر رمق لحياة الأمة ؛ وقد أصاب ؛
أخيراً للجادين إن في خطاب سماحة السيد عبد الملك تتجلى معامل النضوج الفكري والحصافة في قراءة واقع الأمة وما تعانيه ؛ ووضع السبل التي من شأنها تكون مقدمة للخروج من الضياع ؛ لقد صدح بما سنح ؛ ونتمنى أن يصغي الكثير ويعي فحوى الخطاب وجدواه