خواتم مباركة
عبدالمجيد التركي
في الخواتم المباركة يكثُر النبَّاحون. وتمارس المايكروفونات عملها دون أن تنال شيئاً من الصدقات التي تجمعها الجمعيات الخيرية..
يطلُّ علينا رمضان كما تطلُّ وردةٌ في أرضٍ يباب، ليصقُل نفوسنا ويهذِّب أرواحنا، ويوحِّدنا تحت كلمة الله الواحدة، التي كانت هي البدء، فالمحبة هي فاتحة كلِّ عمل يصعد إلى الله.
رمضان أشبه بحَلَبة لصراع الجمعيات الخيرية.. أيُّ خيرية هذه التي تزعمها وهي تخرج بروشورات العام الماضي وتلصقها على أبواب المساجد لإهانة المساكين والتشهير بهم!!
ألم تعرفوا أن الصدقة هي “فعل سرِّي”، ولشدة سرّيتها “أن لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك”؟
وفي رمضان أيضاً هناك من يدَّعون أنهم أحرص على الناس من خالقهم، ويريدون أن يقوموا بدور الله، وإظهار أنفسهم أنهم من فرق الإنقاذ التابعة لله، وأن الله أرسلهم لكي ينقذوا عباده.
هناك من يسفكون ماء وجوههم مقابل جالون زيت وكيلو تمر.
وهناك من يقوم بتصويرهم، والتسوّل باسمهم..
وهناك من سيعود في عيد الأضحى للبحث عن جلود الأضاحي.
داووا مرضاكم بالصدقة، وابحثوا عمَّن يستحقها، ولا تستمعوا لمايكروفونات الجمعيات الخيرية وبروشوراتها التي تهين المسكين وهي تقوم بتصويره وهو ممسك بجالون زيت وكيلو سكّر.
اللي عامل صورة بروفايله في الفيس بوك كيلو تمر.. واللي عامل صورة مسجد، واللي عامل صورة مصحف، واللي عامل صورة مائدة الإفطار، واللي عامل صورة مسبحة كبيرة معلَّقة على رأس مئذنة.
يا هؤلاء.. تجعلوننا نشعر أن رمضان موسم للنفاق الاجتماعي لا أكثر.
والأسوأ من هذا كله أن تجد طوابير طويلة على أبواب بعض الميسورين، ويطل كأنه منقذٌ ليوزع عليهم مائتي ريال، لا تكفيهم حتى أجرة الباص للعودة إلى منازلهم.. لكنها الدناءة والجهل بمعنى الإنفاق والصدقة، والجهل بكيفية توزيع الزكاة.