ندوة نقاشية حول “الإعلام اليمني في ظل العدوان.. تقييم مرحلي ورؤية مستقبلية”

نظمتها الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان
الحماطي: على الإعلام الوطني بث روح التفاؤل والأمل بمزيد من الصمود والتصدي للعدوان
المنصور: الإعلام اليمني فرض إيقاعه على الرأي العام بتعريته جرائم العدوان وفضح أهدافه
الحبيشي: الآلة الإعلامية الوطنية أربكت العقيدة العسكرية للعدو وأصابتها بالاستلاب

الثورة/ حسن شرف الدين

نظمت الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان أمس بصنعاء ندوة نقاشية تحت عنوان “الإعلام اليمني في ظل العدوان.. تقييم مرحلي ورؤية مستقبلية” بحضور عدد كبير من السياسيين والإعلاميين والصحافيين والمحامين.
وفي الندوة التي قدمها الإعلامي عبدالله علي صبري ألقيت أربع أوراق عمل استعرضت جهود الإعلام الوطني في مواجهة ترسانة التضليل الإعلامي التابع لقوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني.
ورقة العمل الأولى تحت عنوان “السياسة الإعلامية أثناء وبعد العدوان” قدمها القائم بأعمال نائب وزير الإعلام أحمد ناصر الحماطي، والذي أشار خلال الورقة إلى أن الإعلام الوطني يتطلب خلال الفترة القادمة بث روح التكامل بين شرائح المجتمع وبث روح التعاون وإحياء التعاونيات وتقديم التضحيات بالعطاء بعيدا عن الأنانية وحب الذات والعمل على أساس المصالح العليا للوطن وليس المصالح الشخصية الأنانية للمستغلين والمتسلقين.. مؤكدا ضرورة العمل إعلاميا على فضح الفساد والمفسدين لكون الفساد هو سبب آخر لوصولنا إلى ما صرنا إليه.
وأضاف الحماطي: يجب أن يؤكد الإعلام الوطني للعالم أن شعبنا اليمني ينتصر ويجدد العزم للانتصار وبالتالي بث روح التفاؤل والأمل لمزيد من الصمود والتصدي للعدوان، باعتباره دورا هاما للإعلام الوطني لمحاربة الانكسار والتشاؤم لدى البعض والقلة القليلة للتأكيد بأن الكرامة والإباء والشموخ ضرورة ومصير وقدر وأن زمن العبودية قد ولى إلى غير رجعة وأن كل شعب يسترق هو للموت أحق.
وأكد القائم بأعمال وزير الإعلام أن المرحلة الحالية تتطلب سياسة إعلامية غير عادية، بمعنى أن تزدحم الأهداف معا وفي وقت واحد وهو ما فرضته أيضا ظروف الأمر الواقع والمعاش الذي يتلخص في فرض الهيمنة وقانون الغاب قانون الباطل الذي ينسف كل القوانين والمبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية من منطلق الطغيان والاستكبار، استعلاء قوى العدوان صاحبة الثراء الفاحش لدول تسلل إلى سدرة الحكم فيها عصابات وفي غفلة من الزمن عصابات أسرية ماسونية صليبية ويهودية الأصل والانتماء نازية المنهج والأسلوب والتوجه الذي يهدف إلى السيطرة والهيمنة والبطش والسلب والنهب وسفك الدماء وفرض عدوان غير عادي وهو ما يتعارف عليها بالعدوانية والسلب والنهب وسفك ونشر الدمار والخوف والذعر والخراب والهدم والإبادة لكل ما هو محيط بهم ضمن بروتوكولات صهيونية خططت منذ أمد ووزعت عصاباتها الأدوار فيما بينها مستغلة ثرواتها الخرافية التي تتحكم باقتصاد العالم وبنوكه واقتصاده.
من جانبه ألقى الأديب عبدالقوي محب الدين ورقة العمل الثانية عن رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة محمد المنصور والتي حملت عنوان “الإعلام الوطني اليمني في مرمى عدوان التحالف”.. أشار فيها إلى أن الإعلام اليوم يعتبر أحد عناصر قوة الدول وتفوقها العلمي، ويحتل اهتماما متزايدا في بناء الاستراتيجيات المستقبلية لتلك الدول.. ولأهمية وخطورة الإعلام الجديد الذي يستطيع نقل وتصوير وتوثيق الأحداث والوقائع سعت الدول ذات النزعة الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا إلى وضع قيود على حرية وسائل الإعلام في نقل مشاهد حروبها وغزواتها الخارجية.
وأضاف المنصور: سبق التحضير للعدوان السعودي الأمريكي التحالفي على اليمن عملية تحضير وتنسيق لا شك بأنها استنسخت التجارب الإعلامية للحروب والغزوات التي شنتها أمريكا وحلفاؤها على مدى العقود الأخيرة في مختلف مناطق العالم.. ولا سيما ما يتعلق بمنطقتنا العربية والإسلامية.. كما سعت من ناحية ثانية إلى محاولة حجب حقيقة الأحداث خلال غزوها أفغانستان والعراق وقيدت حركة المراسلين الإخباريين وحاولت فرض رواية أحادية تبريرية للحرب والمجازر والتدمير من خلال حصر مصادر الرواية الأمريكية للغزو والحرب بالمتحدثين العسكريين الأمريكيين في كل من افغانستان والعراق.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة: لقد سعت السعودية في عدوانها على اليمن باسم التحالف العربي المزعوم لمضاهاة واستنساخ تجربة العدوان والغزو الأمريكي لكل من افغانستان والعراق ورأينا ناطق العدوان السعودي المدعو “عسيري” يحاول أن يتقمص شخصية المتحدث العسكري الأمريكي خلال غزو العراق.. بينما فرض الإعلام الوطني اليمني بكل تنويعاته المرئية والمسموعة والمقروءة إيقاعه على الرأي العام اليمني وقطاعات من الرأي العام العربي والإسلامي فأحرج العدوان وعرى جرائمه ومجازره وفضح أهدافه ومراميه الاستعمارية الاستعبادية للشعب اليمني وفضح الأدوار الاستعمارية الأمريكية الصهيونية المشاركة في العدوان.
فيما ألقى ورقة العمل الثالثة رئيس المركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام الإعلامي أحمد الحبيشي والتي حملت عنوان “سلاح المعركة ولسانها”.. وقد أشار خلالها إلى أن الآلة الإعلامية الوطنية تعتمد على سلاح الصدق وهو أحد شروط الحرب النفسية الظافرة، الأمر الذي أربك العقيدة العسكرية للعدو السعودي وأصابها بالاستلاب لجهة الوهم بأن انتصار العدو أمرٌ سهلٌ ومضمونٌ خلال فترة قصيرة، بفضل التسليح الإلكتروني المتطور للجيش السعودي مدعوما بسياسة شراء الذمم بالأموال المدنسة.. كما أدت النتائج العكسية لمسار العدوان الخارجي إلى وضع العقل العسكري السعودي الأمريكي في حالة انكشاف، لأنه انطلق في هذا العدوان من استخفاف واضح بالشعب اليمني وقدراته وتقاليده الكفاحية.
وأضاف الحبيشي: لقد أغفل العقل السعودي الأمريكي الذي خطط للعدوان على اليمن حقيقة أساسية وهي الإيمان الواعي بالله والإيمان الروحي والنفسي العميق لمقاتلي الجيش واللجان الشعبية بالقيمة العظيمة للاستشهاد.. كما أن الإعلام الوطني أنجز دورا أساسيا في إحباط مخططات العدو من خلال ضخ روح الحماس بواسطة الزوامل والأناشيد والشعارات الدينية والوطنية.
واختتم رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام ورقة العمل بقوله: يمكن القول أن قيام الإعلام الحربي أثناء الحرب النفسية على العدو في عمقه الجنوبي بتصوير المعارك والدبابات الأمريكية المتطورة للجيش السعودي وبث صورها على وسائل الإعلام المحلية والعالمية أسهم في سقوط أحد أبرز القفزة والغطرسة لقوى العدوان وإجهاض مختلف عناصر القوى المادية للحرب النفسية التي رافقت العدوان السعودي على اليمن.
فيما ألقى ورقة العمل الرابعة والأخيرة الإعلامي محمد السراجي والتي حملت عنوان “دور مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في مواجهة العدوان”.. حيث أوصت ورقة العمل بضرورة توعية المجتمع في الداخل بدور وسائل وخدمات التواصل الاجتماعي وحقيقة الدور الهام والواسع الذي تلعبه في التأثير سياسيا على المستوى العالمي.. وتضمين وسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها وسائل إعلامية وضبط عملها وأدائها بميثاق شرف إعلامي ولوائح إعلامية ناظمة تصدر من وزارة الإعلام.
كما أوصى السراجي في ورقة عمله بضرورة إيجاد آليات تنسيق مشتركة بين الناشطين والمغردين على وسائل التواصل الاجتماعي بما يعزز من فعالية الأداء الإعلامي في مواجهة العدوان.. مقترحا عقد لقاء موسع للناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يشبه ورشة عمل تقدم فيها محددات وأساسيات وأهمية العمل الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي.

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا