إن من معجزات هذا الدين ومن الدلائل على انه من عند الله وعلى انه الرسالة الخاتمة الخالدة سبقه للزمن وتخطيه للقرون بالاعتناء بعلاج مشكلة الفقر ورعاية الفقراء دون ثورة منهم ولا مطالبة من فرد أو جماعة بحقوقهم ولم تكن عنايته هذه عناية سطحية أو عارضة أو ثانوية في تعاليمه وأحكامه بل كانت من خاصة أسسه وصلب أصوله فلا عجب إن كانت الزكاة التي ضمن الله بها حقوق الفقراء والمساكين في أموال الأمة وفي عنق الدولة- ثالثة دعائم الإسلام واحد أركانه العظام وشعائره الكبرى وعباداته الأربع (( الصلاة- الزكاة-الصيام-الحج)).
والمتأمل في كتاب الله جل وعلا يدرك أن الله سبحانه وتعالى قد قرن التوبة من الشرك واشترطها بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وجعلهما عنوان الدخول في دين الإسلام واستحقاق أخوة المسلمين والانتماء إلى المجتمع الاسلام.
قال تعالى في شأن المشركين المحاربين(( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)).
وقال تعالى ((فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين).
فلا يتحقق لكافر الدخول في جماعة المسلمين وتثبت له أخوتهم الدينية إلا بإيتاء الزكاة التي هي الرابطة المالية الاجتماعية بينهم. ولقد جعل القرآن الكريم إيتاء الزكاة من أوصاف المؤمنين والمحسنين والأبرار والمتقين وجعل منعها من خصائص المنافقين والمشركين فهي محل الإيمان وبرهان الإخلاص وهي فيصل التفرقة بين الإسلام والكفر وبين الإيمان والنفاق وبين التقوى والفجور.
فبغير إيتاء الزكاة لاينتظم المرء في عقد المؤمنين الذين كتب الله لهم الفلاح وضمن لهم ميراث الفردوس وجعل لهم الهدى والبشرى قال تعالى(( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون)).
وقال تعالى((هدىً وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة).
وبدون الزكاة لا يدخل المرء في زمرة المحسنين المهتدين بكتاب الله تعالى والذين قال فيهم((هدىً ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون)).
وبدون الزكاة لا يكون المرء من الأبرار الصادقين المتقين قال تعالى((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة إلى قوله تعالى أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)).
وبدون إيتاء الزكاة لايفا رق المرء المشركين الذين وصفهم الله بقوله ((وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون)) 7 وبغير إيتاء الزكاة لا يتميز المرء عن المنافقين الذين وصفهم الله بأنهم ((يقبضون أيديهم)) أي عن الإنفاق وبأنهم (( لا ينفقون إلآ وهم كارهون)).
وبغير إيتاء الزكاة لا يستحق المرء رحمة الله التي كتبها للمؤمنين المتقين فقال سبحانه((ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون)) وقال تعالى(( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله)).
كما أنه بغير إيتاء الزكاة لا يستحق المرء نصر الله الذي وعد به من نصره فقال تعالى (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)) ,((الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )) وبغير إيتاء الزكاة أيضاً لا يستحق المرء ولاية الله ولا رسوله ولا المؤمنين.
قال تعالى(( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)).
الإدارة العامة للواجبات الزكوية
وزارة الإدارة المحلية
Next Post