حسن عبدالله الشرفي
رمضانُ جئت ونحن تَحْتَ النَّارِ
ما بين قصفٍ غادِرٍ وحصارِ
والموتُ في طولِ البلاد وَعَرْضِهَا
كالعارضِ العاتي وكالإِعْصَارِ
ماذا جرى؟ جَارُ السفاهةِ وَالشَّجَا
كشف القناعَ بِمْخْزَيَاتِ الْجَارِ
قلنا له ما ذنبنا؟ ما جْرْمُنَا؟
حتى تطلَّ بوجهك الغَدَّارِ؟
وَلأَنَّهُ هَشُّ الوجودِ مَضَى لها
بوقاحةٍ عبثيةِ الإِصْرَارِ
قَصَفَ المزارِعَ والمصانعَ واعتدى
معها على الآبارِ والأَشْجَارِ
وعلى حضانات الطفولةِ أَينما
وجدت وَدَكَّ مقابرَ الأَحْرَارِ
وَكَأنَّ هذا الشعب صَفَّى أُمَّهُ
وَأَبَاهُ فهو يقودها للثارِ
* * * *
رمضان إنَّ دم الطفولةِ فَاجِعٌ
ودم النساءِ يسيل كالأَنْهَارِ
وبغير ذنبٍ تُسْتَبَاحُ بيوتهم
وتباح للغازي وللسمسارِ
وَلأنَّ قسطاس العدالةِ مَائِلٌ
ظَهَرَ الزمان مُشَوَّشَ المعيارِ
أنا يا حبيب الروح أَعرفُ أنَّهُ
زمن اللصوصِ ودولة الدُّولارِ
فإذا بكيت فإنَّمَا أَبْكي عَلى
هذا البناءِ الشامخِ المنهارِ
أَعنيْ به وطني ومهد عروبتي
ومنارة التاريخ والآثَارِ
أَعْني به وطن الحضاراتِ التي
سارت مسيرَ الشمسِ في الأَخْبَارِ
وَيحزُّ في نفسيْ بأنَّ عَدْوَّهُ
ما مثله إلاَّ ابْنُهُ في العارِ
أَلْمُتْرَفُ الطفلُ المدللُ من مَضَى
في الأُسْرَةِ العمياءِ كالمنشارِ
أَعطته مِقْوَدَهَا الذلول فقادها
لفضائحٍ لَمَّاعة المشوارِ
ويحزُّ في نفسيْ تهافتَ أُمَّةٍ
مخدوعةٍ بنذَالةِ الدينارِ
* * * *
كان الخليج لنفسه ولغيره
في النَّفْعِ لا للصبيةِ الأَغْمارِ
والآنَ ها هو في أَحَطِّ طباعه
للقتل والتدمير والأضرارِ
كانت قَرَابَاتُ الخليجِ لِكُلِّ ما
يرضيك في الإِيسارِ والإِعسارِ
وَالآنَ أَصْبَحَ ناقَةً مشؤومةً
وسفينةً نَازِيَّةِ الإبحارِ
* * * *
رَمَضَانُ جئتَ وهم أَشَدُّ عداوةً
كالمشركينَ الغلفِ والكفَّارِ
أَمْوَالُهَمْ للدسِّ والشحناءِ فيْ
كل البقاع الخضرِ والأَمْصَارِ
وَلأِنَّهُمْ من غير تأريخ وَلاَ
دينٍ ولا أَدَبٍ وَلاَ أَفْكارِ
شَعُرُوا بنقصٍ فاضحٍ فَأتَوْا بها
مفضوحة الأَحْلاَفِ والأَنْصَارِ
* * * *
قلنا لهم مَنْ تَمَّ تَمَّ بنفسه
وَبأصْلِهِ في الْقِلِّ والإكْثَارِ
جِئْتم بها حمقاء لا غاياتها
تجدي وَلاَ تُرْضِي سوى الفجارِ
* * * *
وَيْلاَه من فقرِ الرجالِ فَإِنَّهُ
خَطَرٌ على الأوْطَانِ والأوْطارِ
صنعاء -2015م