((المال لك …الموارد للجميع)) ؟!
عبدالرحمن بجاش
في تلك البلدان التي حسمت أمرها, وانخرطت في مسار التطور, وصار العلم ديدنها وهاديها, صارت الدولة هي المربي الأكبر للإنسان هدف التنمية وأساسها .
لا يُترك الحبل على الغارب, ولا تسمع إنسانا في الشأن العام يقول لك: أنا حر ويذهب ليخرب المرافق العامة, هناك القانون يقول لمن يخرج عن مبادئ التربية العامة (( قف هنا )), وتحاسب به وتعاقب, وتثاب به أيضا عندما تجيد عملك وتظل جزءاً من الفعل العام .
هذه الرسالة أرسلها إلي قريب عزيز, على بساطتها محتواها مهم جدا جدا, رأيت أن أشرككم في قراءتها, لنخرج معا بدرس أو دروس مستفادة يا ريت تنعكس على سلوكنا, فمحتواها موجود في ديننا, للأسف نحن في واد وآداب الإسلام في واد .
تعالوا نبحر معا: حين تنظر من البعيد إلى ألمانيا, فبالتأكيد تحدث نفسك قائلا : هي بلد غني, وبالتأكيد فالناس يعيشون عيشة ترف, وتبذير وخلافه, تعال إلى ما قاله أحد الطلبة الدارسون فيها: عندما ذهبت إلى هامبورج ..رتب لي زميل عزومة في مطعم, لاحظنا أن كثيراً من الطاولات, فارغة, باستثناء طاولة صغيرة تواجد عليها زوجان شابان, أمامهما طبقين وعلبتي مشروب غازي, حدثت نفسي: هذا الزوج بخيل وأكيد تلك الشابة تقول نفس ما أقول, بالقرب عدد قليل من السيدات كبار السن, طلب زميلي الأكل وعلى طريقتنا (( أكثر من حاجتنا )), أكلنا أيضا بطريقتنا (( السرعة الهائلة )), قمنا وبقايا الأكل بادية, لم نكد نصل إلى الباب بعد أن دفعنا, لاحظنا السيدات كبار السن يتحدثن إلى المحاسب ويشيرين إلينا, عدنا لنستجلي الأمر, فهمنا أنهن محتجات على بقية الطعام الذي لم نأكله, قال زميلي مخاطبا المحاسب ومحتجا: مش دفعنا لكم, لماذا يتدخلن فيما لا يعنيهن !!! .
إحداهن كانت غاضبة, اتجهت نحو الهاتف, لتستدعي أحداً ما, بعد فترة وجيزة حضر أحدهم, بزيه الرسمي, فهمنا أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية, فهم ما حدث, وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 ماركاً.
التزمنا الصمت, أخرج زميلي المبلغ, قدمه للموظف مع الاعتذار, قال الضابط بلهجة حازمة: ((أطلبوا كمية الطعام التي تكفيكم, ((المال لك, الموارد للجميع)), هناك الكثيرون في العالم يواجهون نقص الموارد, ليس لديكم سببا لهدر الموارد )) .
احمرت وجوهنا خجلا, لكن زميلي قام بتصوير تذكرة المخالفة, وأحتفظ كل منا بنسخه للذكرى .
لله الأمر من قبل ومن بعد .