محمد غبسي
اللوحة التي لم يسعفن الحبر لرسمها….
أغرسها في أحشاء الفيسبوك لتنجب كل هذا الجدل الدائر حول أصابعي المتواضعة .
لقد غيرت المعنى تماما…
لم تعد اللوحة بألف كلمة
لقد نفخت في الكلمة آلاف اللوحات من روحي المحبة .
لا أبحث عن براءة اختراع أو أي ثناء قد يخطر في بال أي كائن افتراضي ” خفيف عقل “…!
فقط كان يجب علي أن أقف أمام المرآة في هذه اللحظة
لأتحدث عن نفسي بالنيابة عن الجميع…
نعم.. هذا ما أنا عليه : شعب من الأنامل الطاهرة والألوان المقدسة .
ينقض التافهون على أنقاضك
ويشمروا عن مساوئهم المتراكمة كجبال من النفايات السامة
فبينما تصلي من أجلهم يقوم أحدهم ببناء نفسه من جيبك
وآخر يحدث نفسه بلسانك
وآخرون يتقاسمون جهدك وجهاتك
تطيل السجود كي لا يشعرون بأنك تعرف….فتتعاظم رغبتهم في إيذائك
ولأنهم لن ينتهوا ما دمت خاشعا…فليس عليك سوى أن تقطع الصلاة وتنجو بحذائك على الأقل .
قد ينجح أحدهم في زعزعة لحظة تتكأ عليها روحك الطاهرة…
لكنه أصغر من أن يتعمر أكثر من لحظة مهملة في تقويمك الموسيقي الكبير
حسنا….لتأخذ الصغائر ما خلقت لأجله طالما أن عنقك تنمو أيها الثائر الساحر
فقط امنحهم الفرصة للعبور من بين أناملك….إلى حقيقتهم .
ثمة فراغ كبير في هذه الرؤوس المحشوة بالغرور…
رأسي أيضا محشو بال لا شئ…
ولو تفقدتم رؤوسكم الآن لأدركتم بأن ال ” لا ” بحوزتي .
يأبى الضجيج إلا أن يقطع هدوئك
يأبى الفراغ إلا أن ينازعك اللاشئ
تأبى المشاكل إلا أن تصافحك بقفازات متعددة
عنادا وغرورا تحيط بك خيبات أمل وعمل كثيرة
أيتها السماء…امنحي عدوي ما يشاء وخذي نفسا عميقا…
أعدك أنني سأكون بخير .