صخر عبدالله الكبسي
نعم هي الحرب اللغوية، التي يتعرض لها شعبنا اليمني اليوم في إطار العدوان السافر عليه، وكذلك ما شهدته شعوب المنطقة خلال الفترات الماضية وبالأخص في منطقتنا العربية. فما يشهده اليمن اليوم من حرب ضروس وتدمير كامل للبنية التحتية وسفك الدماء ولكل الحياة لهذا الشعب الذي يمتلك تاريخاً يمتد منذ آلاف السنين، وتعتبر حضارته من أقدم الحضارات البشرية وأشهرها عبر التاريخ، والذي هو منبع للعروبة وأصالة العرب يدمر بل وتعمل على إبادته الأجندة الأمريكية والصهيونية بغطاء خليجي سعودي تحت مسمى عروبة، وتحت مسى شرعية.
فما يُعرف من خلال القوانين والأنظمة والدساتير في انحاء العالم وعلى مدى الأزمة الماضية أن الشرعية تأتي من قبل الشعب ويهبها الشعب، وهي بالأصح قرار الشعب فهو برفضه أو قبوله لأي شخص قد يتربع على الحكم، فهو وحده من يشرعن أو يُسقط، وليست الشرعية دول الاستكبار العالمي وما تريد فرضه في المنطقة العربية وكذا باليمن فهذه الدول المتمثلة بأمريكا وإسرائيل وأدواتها من دول الخليج تتجاهل الآلاف والملايين من أبناء الشعب اليمني التي تخرج في معظم المدن والمحافظات اليمنية فلا تعتبرها شرعية، وانما الشرعية هم أولئك الذين يقبعون ويأوون في فنادق الرياض وينفذون مخططات العمالة والإرتهان، وهذا من السعي لتغيير المفاهيم وقلب المصطلحات، وهو جزء من الحرب الشعواء التي أخذت كل المسارات واستخدمت فيها كل الأوراق في شتى المجالات السياسية والعسكرية، وكذا اللغوية التي تعتمد عليها قوى العدوان للخداع والتزييف على الرأي العام. فهذا الجانب مثل لقوى العدوان العباءة الإعلامية لقلب المفاهيم بحسب الظرف وما تتطلبه المرحلة من غطاء إعلامي لشرعنة جرائم القاعدة وداعش التي تطلق عليهم وسائل إعلام العدو مقاومة. فنحن لم نسمع على مر التاريخ أن هناك مقاومة تساندها عشرات الجيوش الأجنبية الغازية والآتية لاحتلال الأرض، وإنما تعرف المقاومة أنها قوة شعبية تنشأ لمقاومة ومواجهة أي جيوش تغزو أي بلد أو دولة فتعمل على تحرير الأرض وإخراج المحتل منها، تلك هي المقاومة فهذا من الخبث والخداع الذي تستخدمه قوى الصهوينة العالمية وعلى رأسها مملكة آل سعود وتشرعنه مخططاتها الإجرامية الملبية للمصالح الأمريكية الصهيونية.