القاهرة / وكالات
اعتبر شيخ الأزهر، خلال كلمته أمام مؤتمر حوار الشرق والغرب في العاصمة الفرنسية باريس، أن حل القضية الفلسطينية “هو مفتاح المشكلات الكبرى التي تعوق التقاء الشرق بالغرب، وتؤجّج صراع الحضارات”.
ووصف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، “الإرهاب” بأنه “جرائم تتنافى مع تعاليم الأديان” قائلاً: “العمليات الإرهابية جرائم تتنافى مع كل تعاليم الأديان والأعراف والقوانين”.
وأضاف في كلمة أمس الثلاثاء: “نشاهد الحوادث الإرهابية الدموية في أوروبا، والأكثر وحشية التي تحدث في الشرق الأوسط، الذي غرق في مستنقعات الدم واليتم والتهجير والهروب، إلى غير وجه، وبلا مأوى أو مصير”.
وقال الطيب :إنه اطلق تحذيرات سابقة من الإرهاب ، مضيفاً : حذرنا من خطر الإرهاب مرارًا وتكرارًا، وأن البشرية ستدفع كلها الثمن إذا لم تتصدَّ له، وبعد أشهر شهدت باريس ليلة سوداء، فقدت فيها من أبنائها قرابة 140 ضحية، سُفكت دماؤهم في غمضة عين”.
ودعا العالم إلى صد الإرهاب: “هذه الحوادث تفرض على أصحاب القرار النافذ أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة أمام الضمير العالمي والإنساني والتاريخ، بل أمام الله، في أن يتدخلوا لصدّ هذا الإرهاب العالمي، ووقف حمّامات الدماء وأكوام الأشلاء المتناثرة من أجساد الفقراء والمساكين التي قدمها الإرهابيون قرابين إلى أصحاب المصالح، غافلين عن عدالة السماء التي لم ولن تنسى ما ارتكبوه”.
كما طالب شيخ الأزهر العالم بضرورة التصدي لمحاولات تغيير هوية المسجد الأقصى وحل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا شاملًا، قائلًا: “حلها في نظرنا هو مفتاح المشكلات الكبرى التي تعوق إلتقاء الشرق بالغرب، وتؤجّج صراع الحضارات”.
وأضاف: لم يعد أي من الشرق والغرب اليوم بمعزل عن الآخر، ولم يعد الشرق هذا المجهول المخيف للغرب، الذي تترامى أطرافه في ما وراء البحار، ولم يعد الغرب النموذج الغريب الذي يتجنبه المسلمون والمسيحيون”. واستطرد: “ولكن انطوت مسافة البعد، وتلاشت الحواجز، وتداخل الشرق والغرب”.
ووفقًا لشيخ الأزهر، فإن “أوروبا بكل ما تزخر به من علم ومعرفة وحقوق إنسان وحرية وديمقراطية مدينة للثورة الفرنسية والفرنسيين، مضيفًا: “تحية لهذا البلد ولأهله ولكل محبي السلام والعدل والمساواة بين الناس”.
ويزور شيخ الأزهر فرنسا، التي من المقرر أن يلتقي فيها الرئيس فرانسوا هولاند، ويتناقش معه حول سبل مكافحة “الإرهاب”، ودور المؤسسات الدينية في نبذ العنف.
كما زار شيخ الأزهر مقر الفاتيكان، أمس الأول، والتقى البابا فرنسيس للمرة الأولى في التاريخ. واتفق الطرفان على استئناف حوار الأديان، وطرح رؤى جديدة تترجم رؤية الأديان في إقرار الرحمة والمحبة، وتوظيف دور القادة الدينيين في المرحلة الراهنة، ووضع معالم لتفعيل دور الأزهر والفاتيكان على المستوى العالمي.
وأهدى البابا شيخ الأزهر قلادة “سُنة الرحمة”، وعليها غصن الزيتون، رمز السلام، ونسخة من رسالته العامة “كن مسبحًا”. ورحّب بابا الفاتيكان بزيارة شيخ الأزهر، وقال: لدينا رسالة مشتركة، وهي رسالة السلام والتسامح والحوار الهادف، لأن العالم يعلق آماله على رموز الدين وعلمائه ورجاله، ويقع على المؤسسات الدينية العالمية، مثل الأزهر والفاتيكان، عبء كبير في إسعاد البشرية ومحاربة الفقر والجهل والمرض”.
وأشار الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عضو الوفد المرافق لشيخ الأزهر، في زيارته للفاتيكان، في تصريحات صحافية عقب لقاء الطيب والبابا، إن الزيارة جاءت في مرحلة تاريخية مهمة، حيث يتعطش العالم إلى السلام، والتعايش بين الشعوب لأجل مواجهة الإرهاب، وبعد فترة تجميد للحوار بين الأزهر والفاتيكان.
وأكد رئيس المكتب الصحافي للكنيسة الكاثوليكية، الأب رفيق جريش، في بيان صحافي الاثنين على أن البابا وشيخ الأزهر اتفقا على فتح صفحة جديدة للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وجامعة الأزهر، أكبر جامعة سنية في العالم. مضيفاً أن اللقاء شهد مناقشة موضوعات مقاومة الإرهاب والعمل من أجل السلام العالمي، ووضع المسيحيين في الشرق وحمايتهم.
Prev Post