اليمن تحترق .. اليمن تنزف
محمد خالد عنتر
قبل أن تبدأ حرباً جهز ترسانةً إعلامية لا تقل قوةً عن الترسانة العسكرية لأن الإعلام هو ما سيكسبك القوة أو يزيدك ضعفاً.
الإعلام منذ العصور السابقة وإلى اليوم هو المحارب الرئيسي في المعارك المصيرية.. سأختصر كل المسافات وأدخل في الموضوع .. بدايةً من الترويج لقضية حصار تعز وتدميرها وحرقها وقتل أهلها وإلى قضية حلب السورية وإبادتها .. وكلنا يعرف كيف أجج الاعلام موضوع تعز الذي رغم مأساويته إلا أن الجانب الإعلامي وظف القضية لتخدمه شخصياً .. فنرى أن كل المتباكين على تعز لم يتعرضوا لموضوع قصف الطيران على المدينة وتدميره لقلعة القاهرة التاريخية بشكلٍ كامل ..
وارتكابه مجزرةً بشعةً في حفل زفاف بالمخا .. ولم يلتفتوا إلا للمعارك الدائرة بين الطرفين حيث ((محد داري من غريمه)) .. وحوروها ليلقوا اللوم على طرفٍ دون الآخر ..ولن أذكر سوق مستبأ وسوق نهم وبقية الأسواق الشعبية وبقية الأماكن التي أرتكب العدوان السعودي بحقها أبشع الجرائم لم يكلف الإعلام ولا الناشطين ولا الحقوقيين أنفسهم بالنظر إليها مجرد نظرةٍ واحدة..
وهاهو الأمر يتكرر ولكن بشكلٍ أوسع على مستوى العالم ..
فالعالم اليوم يلتفت إلى حلب متباكياً ولاطماً الصدر عليها .. ليس لأن حلب فعلاً تموت أو تباد أو أن دماء أبنائها تسفك ..
الأمر هو أن الصراع في حلب هو بين الجماعات المسلحة وبين النظام الحاكم .. والحرب في سوريا دائرةٌ منذ خمسة أعوام بين معسكرين عالميين .. ولكن .. كما هو حال تعز .. يتم تحميل طرفٌ دون آخر مسؤولية ما يحدث لأن خصومه يريدون هزيمته ومن سيتحمل ذلك الوزر سوى الأبرياء الذين يسقطون بلا ذنب .. أنا لا أبريء طرفاً دون الآخر فأين أنا وأين سوريا .. وعلى قولة “أبو بكر” كل واحد معه همه على قده .. في ليلةٍ وضحاها بكى العالم كله على حلب ولكنه لم يحرك رمشاً على اليمن التي تنفذ فيها السعودية أبشع حملة إبادة ..هذا فقط لأن المخرج يريد للسيناريو أن يدور بهذه الطريقة .. حلب تحترق .. لا شك في ذلك ..
وتعز تنزف .. ذلك أيضا لا شك فيه .. ولكن اليمن .. وكل مدينةٍ في اليمن تموت يومياً .. والعالم نايم في العسل .. والإعلام متجاهل لكل قطرة دم ..
لماذا ؟؟
لأن هذا ما يريده المخرج .