اليوم العالمي للملكية الفكرية
ملكة الفضيل
يعتبر السادس والعشرين من أبريل، مناسبة سنوية للاحتفاء باليوم العالمي للملكية الفكرية، والذي يعطي دلالة على الأهمية التي تمثلها الملكية الفكرية على الصعيد العالمي.
إن ما يشهده العالم من نهضة صناعية وثقافية، أفضت إلى انسياب وتدفق المنتجات والخدمات بين البلدان، وازدهرت المجتمعات نتيجة التطور المتسارع في التقنية، وامتلأت الأسواق بأنواع شتى من السلع الرقمية والمنتجات ذات الأبعاد الثلاثية والرباعية، والهواتف الذكية، وأجهزة الحاسوب وغيرها.. كل ذلك كان نتاجاً لإبداعات وتفكير الإنسان الذي يتطلع دوماً إلى حياة أفضل، ولهذا كان حتماً على الدول أن تحمي الإبداعات والابتكارات من خلال القوانين الوطنية، والاتفاقيات الدولية، وتوجت ذلك باختيار يوم في السنة ليكون مناسبة للاحتفال بالملكية الفكرية، والذي أقرته الدول الـ 188 الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، بداية من العام 2000م، وهذا التاريخ 26 أبريل هو يوم تأسيس المنظمة عام1970م.
وتعني الملكية الفكرية بمفهومها الواسع: كل ما هو نتاج العقل البشري من اختراعات وابتكارات في مجالات الحياة المختلفة.
وتنقسم الملكية الفكرية إلى قسمين: الملكية الأدبية، والفنية، وتشمل حقوق المؤلفين، وفناني الأداء، ومنتجي التسجيلات الصوتية، وهيئات الإذاعة والتلفزيون، وبرامج الكمبيوتر، وهذه مسؤولة عنها وزارة الثقافة في بلادنا.
والقسم الثاني يسمى الملكية الصناعية، وتشمل براءات الاختراع، ونماذج المنفعة، والعلامات التجارية، والمؤشرات الجغرافية، والتصاميم الصناعية، وهذه مسؤولة عنها وزارة الصناعة والتجارة.
كما توجد الأصناف النباتية الجديدة الواقعة ضمن اختصاص وزارة الزراعة.
وتختلف الجهات التي تشرف على تنظيم جوانب الملكية الفكرية من دولة إلى أخرى، فبعض الدول تكون هذه الحقوق مجتمعة في جهة واحدة، وبعضها تكون موزعة في أكثر من جهة، والكثير من البلدان خاصة المتقدمة أنشأت هيئات أو مكاتب وطنية معنية بالملكية الفكرية.
وقد عرفت اليمن الملكية الفكرية منذ الأربعينيات في القرن الماضي، لكن الظروف غير المستقرة التي مرت بها البلاد منذ ذلك التاريخ حالت دون وصول الملكية الفكرية إلى المستوى الذي يفترض أن تكون فيه، مقارنة بدول عرفت الملكية الفكرية منذ سنوات قليلة وأصبحت بفضل اهتمامها بالملكية الفكرية في مصاف الدول المتقدمة.
وفي هذه المرحلة الأكثر تعقيداً من تاريخ وطننا العزيز الذي يواجه عدواناً متكالباً وحصاراً جائراً، تعمل كل من الإدارة العامة لحماية الملكية الفكرية بوزارة الصناعة وقطاع الملكية الفكرية بوزارة الثقافة على استمرار وتيرة العمل، وتنظيم أنشطة متنوعة بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، تأكيداً منهما على مواجهة التحديات والظروف الصعبة من ناحية، ومن ناحية أخرى تأكيداً على اعتراف اليمن بحقوق الملكية الفكرية، وإيمانها بضرورة حمايتها وتشجيعها.
لقد سعت بلادنا خلال الآونة الأخيرة إلى تحديث قوانين الملكية الفكرية وتطوير أنظمة التسجيل والانضمام إلى بعض الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
وفي ختام هذه الكلمة الموجزة أتوجه بثلاث رسائل:
الأولى: إلى الحكومة، أدعوها إلى أهمية تبني سياسة وطنية للملكية الفكرية.
والثانية: إلى قطاع المال والأعمال أدعوهم إلى ضرورة الاستثمار في مجالات الابتكارات والاختراعات، وتبني وتسويق الأعمال المتميزة، وتشجيع المخترعين.
والثالثة: إلى وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي لإدراج وتدريس منهج الملكية الفكرية كمادة دراسية وفق أسلوب تعليمي حديث.
وإلى أن نلتقي في احتفالية العام القادم إن شاء الله، أسأله عز وجل أن يحقق لبلادنا الأمن والسلام والعيش السعيد.
* أخصائي علامات تجارية- وزارة الصناعة والتجارة