مفاوضات الكويت .. مسامير الفشل

حسن الوريث

تستعد الكويت لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات لحل الأزمة اليمنية بحسب البرنامج الذي أعلنته الأمم المتحدة والذي يبدأ بوقف إطلاق النار في العاشر من الشهر وصولاً إلى يوم الثامن عشر موعد بدء المفاوضات التي ستشارك فيها الأطراف اليمنية كجانبين وليس كأطراف ومكونات سياسية، وهذا في اعتقادي أول مسمار سيفشل المفاوضات كما حصل في مفاوضات جنيف .
المسمار الثاني في فشل المفاوضات، أن الأمم المتحدة تريد العودة إلى المربع الأول حين أعلنت على لسان ولد الشيخ أن المفاوضات ستتضمن تسليم السلاح للدولة والجيش وعودة الحكومة الشرعية .
حد قوله وهذا لن يحصل على اعتبار أن الدولة لم تعد موجودة كما لم يحدد أي جيش سيتم تسليمه السلاح إضافة إلى أنه لم يعد هناك حكومة شرعية ولم يتم تحديد أي حكومة هل حكومة بحاح التي تم الانقلاب عليها من قبل هادي واجرى فيها عدة تغييرات اخرها الإطاحة برئيسها في مخالفة صريحة وواضحة لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعت عليه كل الأطراف واعترفت به الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذا لو افترضنا أن تلك الحكومة مازال لها شرعية إلى ما قبل استبعاد بحاح مع أن شرعيتها انتهت في فبراير 2015م حين قدمت استقالتها وانتهت شرعيتها المستندة على اتفاق السلم .
المسمار الثالث، يتمثل في إصرار الأمم المتحدة على استبعاد السعودية من المشهد تماماً مع أنها الطرف الأساسي في الأزمة اليمنية ولن يكون هناك أي نجاح لأي مفاوضات ما لم تكن السعودي طرفاً فيها، أولاً لأنها بتدخلها السافر حولت القضية والأزمة اليمنية من أزمة داخلية بين أطراف ومكونات سياسية إلى أزمة بين البلدين على اعتبار أن الحرب التي شنتها على اليمن تعتبر عدواناً ليس له أي مبرر أو مسوغ قانوني أو أخلاقي وبالتالي فلا بد أن تكون السعودية طرفاً في هذه المفاوضات وإلا فإنه لن يكتب لها النجاح .
المسمار الرابع، ما قاله الفار هادي من أنه يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن قبل أي مفاوضات أو محادثات وهذا الشرط كان أحد أسباب فشل كل الجولات السابقة من المفاوضات، لأن قرار مجلس الأمن كان في وقته ولم يعد له مكان في التنفيذ بأي حال من الأحوال، كما أن المسمار الخامس هو قيام هادي بتعيين علي محسن الأحمر في منصب نائب الرئيس مع علمه ومعرفته التامة بأن هذا الشخص ليس مرغوباً من الأطراف الوطنية الداخلية ولم يعد مقبولاً في أوساط الناس وهادي بهذين المسمارين يضع العربة قبل الحصان ويعلن فشل المفاوضات قبل أن تبدأ، لأنه يعرف أنه لا مكان له ولا لقرار مجلس الأمن ولا لعلي محسن اطلاقاً في أي تسويات قادمة .
المسمار السادس، يتمثل في عدم التزام العدوان السعودي ومرتزقته بقرار وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه رغم المدة الزمنية التي وضعت بين بدء سريانه وانطلاق المفاوضات والتي كانت يمكن أن تشكل ضمانة لمعالجة أي خروقات لكن الأمم المتحدة لم تعد نفسها لمثل هذه الأمور فكان المفترض أن تقوم بتدريب مراقبين دوليين وإرسالهم إلى خطوط التماس مع اللجان المحلية قبل بدء سريان الهدنة وعدم الاعتماد على تلك اللجان فقط ما أدى استمرار المواجهات وفشل الهدنة وهذا المسمار هو الذي سيؤدي إلى انهيار المفاوضات وعدم الذهاب إليها لأن الأطراف الوطنية تشترط عدم الدخول فيها والذهاب إلى الكويت ما لم يتوقف إطلاق النار وتتوقف السعودية عن عدوانها .
ومن وجهة نظري أن هذه المفاوضات لن يكتب لها النجاح إطلاقاً مهما حاولت الأمم المتحدة القيام به وحتى دولة الكويت التي ستستضيفها إلا أن الجميع لم يضع يده على الجرح أو أنهم يحاولون التهرب من الواقع والحقيقة إلى أمور هامشية لا يمكن أن تساهم في وضع اليد على الجرح- كما يقال-والوصول إلى الأسباب الجوهرية للأزمة اليمنية من أجل الخروج بحل مناسب، وبالتالي فهذه بعض المسامير والأشواك التي تقف في طريق المفاوضات والتي ينبغي إزالتها حتى يكتب لها النجاح.

قد يعجبك ايضا