درويش في المؤتمر

وأنت تعد فطورك فكر بغيرك
لاتنس قوت الحمام
وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك
لاتنس من يطلبون السلام
نادرا ما يستشهد النواب بأبيات شعرية ويفضلون استخدام قواميسهم الخاصة والتي تخلو من العواطف والأحاسيس وهذا ليس معناه أنهم يلجأون إلى المفكرين أو السياسيين للاستعارة من كلماتهم بل لديهم استقلالية كاملة ويفضلون عباراتهم المكررة في الغالب .
 لكن هذا لا ينطبق على أحد أعضاء البرلمان  والذي يسافر خارج البرلمان وخارج قواميس السياسة ويردد شعرا لمساندة آرائه. وحين أدى كلمته في مؤتمر الحوار اختار القصيدة المعروفة لدرويش (فكر بغيرك) وكانت رسالته إلى الحضور الذين يحمل كل واحد منهم أجندته وجنوده ويريد أن يفر من الغير. وإلى جانب القصيدة طلب النائب القادم من محافظة عدن  من المتحاورين أن يتذكروا تلك الوجوه خارج القاعات والتي تنتظر بارقة أمل وأن علينا أن لانخذلهم وأن نضعهم نصب أعيننا .
إنه ذات الخطاب الذي يحمله في البرلمان ويرجو زملاؤه أن يقدموا المصلحة العامة على مصالحهم أو مآربهم. وفي مؤتمر الحوار وجد حشدا◌ٍ مختلفا◌ٍ لكنه لم يجد هدفا مختلفا◌ٍ¡ فكرر ذات الخطاب كما علق لـ”برلمانيات” عقب إلقاء كلمته. وأوضح أيضا أن كل همه أن يؤمن اليمنيون أن مشاكلهم ليست في عواصم الدول وأن حلها لابد أن يأتي من هناك لكنها في الحقيقة هنا وفي العقول وتحتاج إلى نوايا صادقة وستحل دون أي تعقيد وسيعرف اليمنيون أنه ليس لهم غير أنفسهم.