عيسى الليث.. مع الشكر
عبدالمجيد التركي
سألني صديق عن رأيي في صوت عيسى الليث، فقلت له إن في صوته بشائرَ نصرٍ مؤكدة، وفيه إرهاب للمعتدين، وفيه حماسة لمجاهدي الجبهات تجعلهم يحلِّقون كالنسور في سماء الربوعة،الثورات، والنكبات، والمآسي تُنتج فناً عظيماً.. هذا الفن يبقى شاهداً وتاريخاً مُوثَّقاً للأجيال القادمة، الفن الذي ينتجه الذين ظُلموا، وإن الله على نصرهم لقدير، أما المعتدون فلا ينتجون شيئاً.
ماذا أنتجت السعودية خلال أكثر من عام على عدوانها؟ وماذا بإمكانها أن تقول وهي تعرف أنها لا تقدر أن تقول شيئاً لأنها معتدية..ماذا لو قررت السعودية عمل زوامل وتوزيعها على الجبهات لإشعال الحماس في جنودها؟ والجميع يعرف أن جنودها يهربون ولا يعرفون معنى القتال.. ولو فكرت السعودية بعمل زوامل ستضطر لكتابتها بلغات عديدة لأن مرتزقتها من كل دولة أجنبية، وستكون أشبه بـ مخضَّرية.
المعتدي لا يفكر بالفن، ولا يحسب للتاريخ حساباً، فحين يعتقد أنه هو المنتصر فبإمكانه كتابة التاريخ وتفصيله كما يشاء، وكما يشاء فقهاؤه وماسحو أجواخه.. وحين يكون المعتدي بدوياً لا حضارة له فإن حكاية التاريخ ليست في باله، لأنه مسكون بعدم الاستقرار الذي ورثه من الخيام وما زال يجبره على ملاحقة الضبّ في الصحارى.
حين نبحث في صفحات التاريخ سنجد الفنون التي خرجت من رحم المآسي ما زالت تشرق وتغرب مع كل شمس.. وسنجد أن كربلاء أنتجت فناً وشعراً وأدباً وثورات ما زالت تتنفَّس وتُروى وتُدَرَّس.
عيسى الليث صوتٌ حادٌّ يشبه عود ثقاب في اشتعالته الأولى، وضميرٌ حيٌّ لأحقية الدفاع عن الأرض اليمنية المقدسة التي تكالب عليها الأعداء برعاية حثالة آل سعود.