بين الكويت والكويت ؟؟
ن ……..والقلم
عبد الرحمن بجاش
في العام 79وفي الشهر الثالث منه تحديدا, ذهب اليمنيون إلى الكويت, بعد حرب لا مقارنة بينها وبين ما شاهدناه طوال عام من سفك للدم اليمني, لم نر له مثيلا على الأقل في سنوات أدركنا !!!, تُرى هل وصل المتحاربون تحديدا إلى قناعة الآن بضرورة أن يُصان الدم بعد أن نظف الغيث أرضنا من آثار دمائنا ؟؟, لا أظن !!, لأنهم ببساطة لم يسألوا الناس رأيهم, ماذا يريدون !!, مشكلتنا أن لا أحد يعير رأينا كشعب أي اهتمام برغم كل الخطاب باسم (( الشعب اليمني )), فماذا يريد الشعب الآن؟ سأقول لكم: خلال الأيام المنصرمة وابتداء من العاشر من ابريل انتعش الناس روحا, أنا أتحدث عن حرب عبثية قضت على أخضرهم ولم تترك لهم يابسا !!, هم يريدون العودة إلى حياتهم, ذلكم الانطباع الأهم .
بعد أن عاد وفد الشمال يومها إلى صنعاء كلفنا كمحررين أن نتوزع على أعضاء الوفد لنقتنص منهم ما تيسر من أحاديث حيال ما حدث في الكويت – يومها خرج اليمنيون بأول طوبة في بناء الوحدة الذي لم يؤسس له فجاء هشا, فهدم في المهد !!! هل نؤسس للفعل مبنى الآن أكثر سماكة, أم سنترك الأمر يهيئ لجولة قادمة وان بعد زمن لسفك الدماء من جديد ؟؟؟ .
كان الشيخ سنان أبو لحوم من نصيبي وإلى بيته الكائن بجانب القصر الجمهوري ذهبت, قال لي يومها: أتمنى أن أصدر جريدة مثل حقكم من نهم !!, يومها لم أدرك أي مغزى لقوله, لكنني أدركت الآن ماذا تعني نهم !!! . هل وصل الجرح إلى العمق الآن؟ وصار علينا أن نكبر ونتفق؟خاصة بعد أن خرج منها الآخرون وصرنا أطرافاً يمنية معنية ؟؟!!, أم أننا ما نزال نصر على أن نظل جزءاً من أجندة إقليمية أو خدامي خدامي بيت الجرافي !! وبالتالي عالمية لا تنتهي مشكلتنا إلا حين يتفق الكبار حول القضايا الخلافية بينهم ونحن ورقة في ملفات ؟؟ .
أعتقد أنه بانعقاد مجلس الأمن لصالح المصالح الكبرى فتتهيأ فرصة هنا وأخرى في سوريا, إذا أدركت الأطراف ذلك وتعاملت بذكاء من يهتم لأمر الجرح اليمني, فسنخرج إلى طريق, برغم أننا كقوى وخارطة محلية نتوزع عليها سنعود إلى المربع الأول برغم جهد الألمان ومن وراءهم الأوربيون الذين بحثوا طويلا عن قوة ثالثة فلم يجدوا فعادوا إلى السوق الأول والى نفس الرؤوس!! . هذا اليوم لا مكان فيه للعاطفة حيث تتجه أنظارنا إلى الكويت, شخصيا سأرى العنوان, أو كما قالت الباحثة الفرنسية المهتمة بالشأن اليمني سيلين الهام جريزي : ((فإن مباحثات بالكويت لن تنجح ما لم تكن شكلية فقط, وتستدرك (( أن يكون كل شيء اتفق بشأنه مسبقا )), وان كان التلفزيون الألماني dw يتوقع خبراء كما قال أن تأتي المفاوضات بنتائج ملموسة )) .
سيكون على الوفدين أن يعبرا عن رغبة الشعب إذا هم بالفعل انعكاسا لما يريد مش انعكاسا لأجندات خاصة. هل تتكرر كويت 79أم نعود إلى حرض 70 ؟؟
. لله الأمر من قبل ومن بعد .