تمشياً مع تطور الحركة في الأسواق ظهرت الحاجة إلى إيجاد وسيلة مناسبة وسهلة لنقل الغذاء وتوزيعه وبيعه بشكل مريح، كما أن الحاجة إلى المحافظة على طبيعة الغذاء وصفاته عند نقله دون أن يفقد من قيمته الغذائية من أهم أسباب تعبئة الغذاء وتغليفه، وخاصة خلال العشر السنوات الأخيرة، ومن هذه الوسائل التي ظهرت على نطاق واسع، وانتشرت سريعاً، هي استخدام البلاستيك وتشكيله على شكل عبوات وأكياس وأغلفة لحفظ الغذاء لانخفاض سعره، وخفة وزنه، وسهولة تشكيله، ومقاومته للتآكل والكلس والرطوبة وكثرة أنواعه.
إن جهل المستهلك وعدم معرفته بمضار استخدام البلاستيك وما يحتويه من مواد ضارة، تكون مسرطنة غالباً ساعدت على انتشار استخدام هذه الطريقة لحفظ الغذاء وبكثرة، ومن هنا تظهر الحاجة الأكبر، وهي تعريف المواطن والمستهلك بهذا الخطر، وأن هذا الاستخدام قد يعكس الضرورة التي أدت إلى استعمال البلاستيك في حفظ الغذاء، فبدل أن نبتعد بالغذاء عن مصادر التلوث نكون قد وصلناه بمصدر جديد للتلوث شديد الخطورة على صحة الإنسان، فقد نكون حقناه بمسببات سرطانية سهلة الانتقال إلى أجسامنا وأجسام أبنائنا، يمكن لكيس البلاستيك أو للعبوات البلاستيكية نقل الملوثات المسرطنة إلى الغذاء بطريقتين:-
– قد تتسرب وتهاجر بعض المركبات الكيماوية من البلاستيك إلى الغذاء، وقد تتفاعل بعض المركبات الكيماوية في البلاستيك مع مكونات الغذاء ينتج عنها مواد قد تكون مسرطنة، في الحالتين يتلوث الغذاء بتراكيز ومستويات مختلفة من المواد الكيميائية، علماً أن البلاستيك في أصله هو مركبات بتروكيماوية تم تصنيعها بفعل المعادلات الكيميائية، وقد تضاف مواد وغازات سامة أصلاً لتسهيل تشكيل البلاستيك، وقد تبدأ بالتحلل والتفاعل بفعل الحرارة والحموضة والضغط والأملاح الناتجة عن الغذاء.
لقد ثبت علمياً أن البلاستيك المستخدم في تعبئة وتغليف الغذاء له أثر خطير على صحة الإنسان، وأن الاستخدام المفرط وغير الصحيح لمواد التعبئة، والتغليف له أثر سلبي على الصحة العامة، وخاصة عندما تبدأ هذه المركبات بالتسرب إلى الغذاء، أو التحلل داخله مما يتيح لهذه المركبات التجمع داخل أجسامنا مسببة الأمراض السرطانية.
وقد اتجهت بعض الدول حديثاً لمنع استخدام العبوات والأكياس البلاستيكية في حفظ وتداول بعض أنواع الأغذية، فمنعت استخدام الأكواب البلاستيكية في المشروبات الساخنة، ومنعت استخدام الأكياس البلاستيكية الملونة في نقل وتداول الخبز، كما أنها حرمت إعادة تصنيع البلاستيك واستخدامه في تصنيع عبوات حفظ الأغذية لما تحتويه من مركبات سامة ومسرطنة تنتقل إلى الغذاء عند ملامسته.
إن استخدام البلاستيك في سلسلة الغذاء ومراحل إنتاجه من أهم مشكلات العصر لما له من مخاطر على صحة الإنسان وعلى البيئة المحيطة به، وما تحدثه من مخاطر وأضرار جسيمة من متغيرات في مجال الحياة لوجود علاقة وثيقة بين استخدام العبوات والأكياس البلاستيكية وأثرها المدمر للصحة، وضرورة إيجاد وسائل للتخلص منها دون تدمير البيئة.
الشروط الصحية للأواني الملامسة للغذاء:
1 – عدم وجود مواد ضارة من أي نوع تدخل في تركيب المادة المصنع منها البلاستيك.
2 – أن تكون السطوح الداخلية للأوعية ملساء وناعمة وبدون مسامات.
3 – عدم وجود تأثير حسي على صفات الغذاء عند استخدامها فلا تغير من لون وطعم ورائحة الغذاء.
لماذا يعتبر البلاستيك من الملوثات الخطيرة للغذاء؟
1 – إن تنوع المركبات المستعملة في صناعة البلاستيك وغالبيتها بوليمرات المركبات البتروكيماوية السامة لتحسين صفات (Additives)، واستعمال مركبات مضافة للبلاستيك كالمرونة واللون والشفافية، ومقاومة الكسر ذات أثر شديد على صحة الإنسان لتلويثها غذائياً، وهي المتهم الأول في تلويث الغذاء بمسببات السرطان بأنواعه المختلفة.
2 – إن سرعة تأثر البلاستيك بالضوء والحرارة والحموضة، وطبيعة المادة الغذائية الذي يحتويها، وخاصة السوائل بسبب هجرة المركبات السامة إلى الغذاء، أو تكوين مركبات سامة جديدة داخل الغذاء نتيجة التفاعل بين البلاستيك والغذاء.
3 – تعتبر الأحبار المستعملة في طباعة الأكياس والعبوات من المسببات الهامة في تلوث الغذاء، وكونها أيضاً مركبات كيماوية سامة ذات فعالية مسرطنة للإنسان.
4 – إن درجة نفاذية البلاستيك للغازات والرطوبة، ووجود بقايا في العبوات (Monomer) المادة الأحادية الحرة البلاستيكية المستخدمة لحفظ الغذاء والدواء تلعب دوراً هاماً في نقل السمية إلى جسم الإنسان.
ما هي التأثيرات المسرطنة للبلاستيك؟
تلعب اللدائن البلاستيكية دوراً هاماً في صناعة وتداول ونقل الأغذية والأدوية والسوائل التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية، علماً أن التأثيرات المسرطنة لبعض أنواع اللدائن مكتشفة من قبل العلماء منذ فترة طويلة، حيث أثبتت التجارب العلمية على فئران المختبر إصابتها بسرطان الكبد وأنواع كثيرة من السرطانات الخبيثة عند حقنها بالمركبات المستخدمة في صناعة البلاستيك وتحسينه، أو تعريضها للأبخرة الناتجة عن التصنيع، أو تحلل المادة المستخدمة في صناعة البلاستيك، وفي بعض الحالات تبين وجود السرطانات نفسها عند الإنسان، ولم يثبت أن السبب المباشر هو اللدائن البلاستيكية، ولكن ثبوت استخدام المواد المضافة للبلاستيك واحتوائها على الرصاص والكاديوم بنسب بسيطة لا شك بأن تأثيرها مباشر على الإنسان، وخاصة الأطفال لتأثرهم بالمواد السامة والمسرطنة بنسب بسيطة منها في الغذاء المقدم لهم في عبوات بلاستيكية.
ما هي مسؤوليتنا تجاه الاستخدام المفرط للبلاستيك في سلسلة الغذاء؟
يجب أن تحتوي تقارير سلامة وجودة الغذاء الصادرة عن المؤسسات المختصة الاهتمام الشديد بهذا الموضوع، وتتخذ الخطوات اللازمة لحماية الإنسان من هوسه وإفراطه في استخدام البلاستيك، وإصدار تشريعات ملزمة لإنتاج مواد آمنة، وبدائل مناسبة تستعمل في حفظ وتعبئة وتغليف وإنتاج ونقل الغذاء والدواء تحتوي على نسب قليلة من الملوثات الغذائية الضارة بالإنسان وصحة المستهلك.
Next Post
قد يعجبك ايضا