> هدف الحرب .. خط نفطي وتعزيز ” القاعدة”
الثورة / عبدالقدوس طه
وصف موقع إعلامي فرنسي السعودية بالدولة المارقة ، مشيرا الى أن هدفها من العدوان على اليمن تأمين خط أنابيب نفطية وتعزيز وجود تنظيم القاعدة.
وقال موقع “لية كخيز” الفرنسي والمقرب من دوائر صنع القرار الأوروبية ، في تقرير نشر الأربعاء ، أن الولايات المتحدة وبريطانيا تقفان “خلف هذه الحرب فهما تعملان على توفير الاسلحة والمعدات العسكرية للمملكة العربية السعودية التي بدورها تمطرها على المدنيين في اليمن”.
ونقل كاتب التقرير “نفيز أحمد ” عن ممثل الحكومة الهولندية من خلال أحدى الوثائق السرية حول الهدف الحقيقي للحرب التي تقودها السعودية ” يكمن في السراب الذي تجري خلفه الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على خط انابيب النفط”.
وركز التقرير على معلومات ووثائق سرية حول علاقة النظام السعودي بدعم وتسليح تنظيم “القاعدة” وتوسيع نفوذها جنوب اليمن ، مشيرا الى أن الحلم الذي تسعى وراءه ” لإنشاء خط أنابيب للنفط يبدأ من محافظة حضرموت إلى ميناء خليج عدن”.
وتحدث الموقع الفرنسي أن اليمن يعتبر ذو أهمية استراتيجية وحقيقة الحرب ليست كما تروج لها وسائل الإعلام ” فالمسألة ليست مسألة إيران, وعلى ما يبدو فان المملكة السعودية, بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية لا يرغبون في رؤية اليمن تسير على نهج الانتقال الحقيقي الديمقراطي”.
وأكد التقرير “بعبارة أخرى فان الهدف الرئيسي من هذه الحرب المعلنة من قبل الممالك الخليجية –الذراع الأيمن للغرب- ضد اليمن بمثابة اجراء للتحكم بتدفق وضخ المشتقات النفطية”.
وتناول التقرير الذي سلط الضوء على كشف الحقائق والدوافع لتدمير البنية التحتية لليمن وارتكاب مجازر وجرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي في ظل مرآى ومسمع من امريكا وبريطانيا والامم المتحدة.
واورد التقرير عن ممثل وزارة الخارجية الهولندية قوله “أن وجود بلد قوي يتمتع بالديمقراطية لا يستهوي المملكة السعودية فهذا البلد يقع على الجانب الآخر من حدود المملكة بمسافة تقدر بأكثر من 1500 كيلو متر, كما ان هذا الأمر لا يبدو انه يستهوي أيضا الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية, أن الحلم الذي تسعى إليه الرياض ربما يتحقق في نهاية المطاف و ربما لا”.
وقال التقرير” تصب المملكة السعودية وحلفاؤها جل اهتمامها على تسليح العديد من الميليشيات في جنوب اليمن, فعمليات التسليح هذه يمكن أن تصل إلى ما هو ابعد من تنظيم القاعدة فربما يصل إلى حد تسليح ما يعرف بتنظيم داعش”.
وأضاف “ففي الوقت الذي تقرع فيه طبول الحرب ضد داعش في العراق وسوريا، ترى الغرب أن يفتح الباب على مصراعيه لعودة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في اليمن”.
ونقل عن المحلل السياسي البارز في مؤسسة “جيمس تاون”مايكل هورتون, “ان تنظيم القاعدة يمكنه الاستفادة من هذه الاحداث الحاصلة في اليمن وبالأخص الحرب التي تقودها السعودية”.
واوضح التقرير أن اليمن يتعرض لمجازر منظمة ارتكبت في حق الالاف من المدنيين العزل بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليون شخص وجدوا انفسهم في العراء جراء الغارات الجوية التي يقوم بها الطيران السعودي .
وقال ” كل هذه المآسي يعيشها اليمن على مرآى ومسمع من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية العظمى”.
وأشار الى أن الحرب خلفت مجاعة وانعدام أمن غذائي تهدد حياة أكثر من أربعة عشر مليون يمني, “العدد في تزايد مستمر فقد قُدرت نسبة الزيادة الإجمالية منذ يونيو من العام المنصرم بحوالي 12%, حيث يمثل الأطفال السواد الأعظم, فهم يمثلون ما يقرب من ثلاثة ملايين نسمة من أصل أربعة عشر مليون نسمة, وعلى امتداد التراب اليمني يعاني ما يقرب من عشرين مليون نسمة من شحة المياه”.
وتابع “تعمل القوات الجوية التابعة للمملكة السعودية على قصف البنية التحتية لليمن بشكل منظم وممنهج فهذه الغارات تعتبر انتهاكاً صارخاً للقواعد الإنسانية الدولية”.
واردف ” أشارت إحدى التقارير الرسمية المسربة التابعة لهيئة الأمم المتحدة التابعة لمجلس الأمن الدولي إلى أن الغارات الجوية السعودية استهدفت المدنيين والمباني العامة ناهيك عن استهدافها لمخيمات اللاجئين والنازحين والتجمعات المدنية مثل حفلات الزفاف والأحياء السكنية والمرافق الصحية والمدارس ودور العبادة والأسواق والمصانع والمستودعات الغذائية”.
وأضاف “اعترفت هيئة الامم المتحدة على لسان الامين العام بان كي مون بنبرة يملأها الخجل كان مفاد هذا الاعتراف أن المملكة العربية السعودية استخدمت القنابل العنقودية أمريكية الموطن في قصفها للأحياء السكنية في اليمن فهذا العمل شبيه بجريمة حرب”.
بريطانيا وامريكا خلف الستار:
في ذات السياق أكد التقرير ضلوع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في الحرب على اليمن ، وتوفير الاسلحة والمعدات العسكرية ” وانهمال تعملان في مركز القيادة والسيطرة والإشراف على الغارات الجوية التي تشنها السعودية في اليمن”
كما اشار الى أن الدولتين “تتظاهران بعدم المشاركة في هذه الحرب وذلك للحيلولة من إلصاق تهمة ارتكاب جرائم حرب بهما وبالإضافة إلى عدم الزج بهما في نفس قفص الاتهام مع الدولة المارقة”.
وأوضح “ليس خفياً على أيً كان أن دافعي الضرائب لا يدفعون المال لشرب الشاي على مدار اليوم, فهم يدفعون من أجل الإشراف على سير العمليات الجوية لهذه الحرب”.
وتطرق التقرير الى الاعترافات التي صرح بها وزير الخارجية السعودي “أن بلاده تمتلك العديد من مراكز القيادة والسيطرة في العديد من البلدان والتي تحتضن العديد من الضباط البريطانيين والضباط الأمريكيين, فهؤلاء الضباط لديهم علم مسبق بالأهداف التي يرجى تحقيقيها كما انهم يعلمون جيداً ما الذي يجب فعله وما لا يجب فعله”.
وأكد التقرير ” المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون على علمٍ مسبق بهذه الحملة بالإضافة إلى أنهم كانوا راضين كل الرضا عن الضمانات التي قدمتها المملكة السعودية ، كما اشار الى أن مساعد وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن تحدث في تصريح من الرياض “أن الولايات المتحدة الأمريكية عززت من تبادل المعلومات مع الجانب السعودي وذلك من خلال ما اسماه خلية التنسيق المشترك التي تضم مجموعة مختارة من الأهداف”.
وتابع “على أية حال فان دعاة السلام في العالم الحر يملكون علماً مسبقاً بالجرائم النظامية التي يرتكبها الجيش السعودي في اليمن, فهذا يعد بمثابة موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على ما يجري في اليمن”.
حلم خط أنابيب النفط اليمني:
من ناحية كشف التقرير عن معلومات سرية تتداولها دوائر صنع القرار الغربية حول الهدف الرئيسي قائلا “تطرق المسؤولون الغربيون إلى أن الهدف الرئيسي الذي يقف وراء هذه الحرب حلم خط أنابيب النفط اليمني إلا انه لم يناقش بصورة علنية”.
وأضاف التقرير الفرنسي “اليمن لا يزال يملك في جعبته إمكانات كبيرة وغير مستغلة حيث أن هذه الامكانيات تعمل على توفير مجموعة بديلة من مسارات وطرق النفط والغاز من أجل إعادة شحن الصادرات النفطية السعودية عن طريقها، وبالتالي فمسار هذه الصادرات لن يمر من خلال إيران ومضيق هرمز”.
ترجمة / أسماء بجاش