أوكسفام : الحرب على اليمن خلفت كارثة تفوق قدرات منظمات الاغاثة
الثورة / عبدالقدوس طه
اوضحت مستشارة السياسة الانسانية في منظمة اوكسفام سلطانة بيجوم أن الحرب على اليمن تسببت في كارثة حرجة تفوق قدرة منظمات الاغاثة في تلبية احتياجات السكان مع استمرار تجاهل المجتمع الدولي للعمل على انقاذ المدنيين.
وقالت سلطانة بيجوم في حوار مع قناة “TV.” N الالمانية ، الاربعاء ، في برنامج خصص لمناقشة الحرب والكارثة التي يتعرض لها الشعب اليمني جراء العدوان : إن الحرب التي تقودها السعودية خلفت عددا مماثلاً من المحتاجين الذين خلفتهم حرب سورية, فمنذ عام والمملكة السعودية تدمر اليمن وبالكاد تستوعب منظمات الإغاثة مثل أوكسفام دفع المعاناة الناجمة عن ذلك.
وأضافت بيجوم أن السكان بحاجة الى 90 % من المواد الغذائية لكن الحصار على الموانئ والمنافذ تسبب في انعدام الاحتياجات الأساسية والمواد الغذائية والدواء.
ولفتت الى أن الدمار لحق بالمصانع والجسور والطرقات والأسواق وبالتالي لم يعد يصل للبلد أي شيء على الإطلاق “وإن حدث ووصل شيء عن طريق الصدفة فيصعب إيصاله إلى المحتاجين بسبب الطرق والجسور التي دُمرت. وقد أدى ذلك إلى نقص في المواد الغذائية والأدوية والوقود”.
وقالت مستشارة اوكسفام البريطانية: “مر عام من الحرب الوحشية، كان عشرة ملايين شخص في اليمن لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء ، اليوم لم يعد بمقدور الكثير من اليمنيين شراء الغذاء الجيد لأنهم فقدوا وظائفهم. والمحلات التجارية لم تعد توفر الإمدادات بالمواد الغذائية لأن الناس لم يعودوا قادرين على الدفع على أية حال “.
وذكرت أن التحالف السعودي يواصل قصف اليمن بصورة منتظمة حيث يشن غارات جوية يوميا .
ولفتت الى أن المناطق الحدودية خاصة صعدة وحجة تعاني نقصا شديدا في المواد الغذائية كما أن المناطق الساحلية تعرضت لدمار كبير ولا يحصل المواطنون على الخدمات الأساسية.
وأكدت أن خطط المنظمة باتت محدودة للغاية وخاصة في العاصمة صنعاء، “التي يتواجد المقر الرئيسي للمنظمة فيها ولكن مايزال لدينا عدة مكاتب في مناطق عديدة في البلد نسافر إليها من صنعاء.
وأشارت سلطانة بيجوم الى جملة من التحديات الخطيرة التي تواجه عمل المنظمة في المناطق الجنوبية حيث تنتشر الجماعات الارهابية.
وقالت :”هناك العديد من المجموعات المختلفة التي تنشط في اليمن والتي تشكل جزءا من التحديات التي تواجه البلد ، يوجد في بعض الأجزاء من البلد فراغ أمني، وخاصة في الجنوب. وهذا لا يجعل عمل منظمة الإغاثة سهلاً هناك. وقد يكون من المجازفة الذهاب إلى هناك لتوزيع مواد الإغاثة أو تقديم المساعدة. وكلما طال أمد هذه الحرب، زاد ظهور هذه الجماعات وزاد استغلالهم للثغرات”.
ورأت سلطانة بيجوم أن هناك بعض التفاؤل في أن يتوقف إطلاق النار ويتم عقد محادثات السلام “كما أن من الواضح أيضا أن هذه المرة يجب أن تعقب الأقوال الأفعال فحتى الآن لا يشعر أحد بالأمان من مجرد إعلان عن عقد محادثات السلام”.
وتابعت “شهدنا للأسف خرق عمليات وقف إطلاق النار قبل أن تبدأ فعلا ، لكن هذه المرة نأمل أن تكون موثوقة حقا حتى يتمكن الناس من التحرك بحرية وتتحرك عجلة المياه.
واختتمت بالقول: حتى إذا انتهت الحرب غدا، سيستغرق أمر إعادة البنية التحتية للمياه والخدمات الصحية والمدارس والأسواق والمحلات التجارية عقوداً من الزمن. خصوصا مع الأزمة المالية وانهيار الاقتصاد في البلاد”.