ابريل …خسارة المطر !!!
عبد الرحمن بجاش
….تدوي القاعة بالتصفيق , وكلمات التهاني تترى , لقد منحت الجائزة هذا العام لفرع كذا وفاز بالبحث الموسوم …..وفرع آخر وثالث ورابع, وحجبت الجائزة في الفروع التالية, ابتسامة تملأ وجه كل فائز بجائزة السعيد الثقافية, وانكسار وتحسر في وجوه أخرى , لكن الفرصة تظل قائمة, العام التالي سيفوز من لم يفز هذا العام. تنافس علمي جميل. هو العلم في محرابه لا مكان للضغائن أبدا. تكون الردهة الأخرى أو في زاوية القاعة التي دوى فيها العلم والثقافة شامخين يستعدان بأكواب القهوة وقطع الكيك لللافواه الجائعة للثقافة أولا, وللعلم قبلها, هنا قاعة فندق ميركيور, هنا يحتفل العلم بالثقافة أو أن كليهما يحتفلان بمقدم ابريل موسم الخصب الثقافي !! . يجتاحني الوجع مثلما هي قاعة الميركيور لم تدو فيها الكلمة مبتهجة بابريل الذي يستقبله الناس بكذبة سمجة , وكنا نستقبله كل عام بموسم السعيد الثقافي, قل أو الاخضرار القادم من جبل صبر إلى ربى صنعاء يُعلن أن موسم الحصاد أزف, فترى في الأسبوع الأول ينحدر حملة الأقلام الخضر , ومحاجن ذرة الكلمة نحو تعز, إلى تلك القاعة التي تصهل في جنباتها الكلمة.. محاضرات, أبحاث ودراسات , قصائد , موسيقى , وكل إشكال الفنون. لا أبحاث ولا دراسات, ولا وجود للكلمة, تلك القاعة التي تستقبل حروفنا في مؤسسة السعيد بتعز , هذا العام يسكنها اليباب, اللون القاتم السواد, الحريق , الرصاصة هناك بدلا عن الكلمة, أنا حزين إلى القاع, لا ادري ما أقول, وكيف أقول لأولئك الذين تعودوا في مثل هذه الأيام أن يذهبوا من كل المحافظات لينهلوا من الخضرة أغصانها, ومن الثقافة أبحاثها, ومن الموسيقى أنغام العصافير تسمعها في معرض الكتاب في عصيفرة, في القاعة لاوجود إلا لرائحة البارود, ويباب , وخفاش, ولون اسود بديلا عن تلك الألوان البهيجة التي تلون عيوننا كل عام , وتمحو كذبة ابريل بخضرة الحرف وبياض الكلمة والقلوب ضحكات تدوي في روحي لأدباء ومثقفين, رحم الله عبدالرحمن الاهدل وزين السقاف لا تزال ضحكتاهما على باص هائل سعيد والقعود واحمد ناجي تدوي في روحي أجمل الكلم لأجمل حاملي قلم هناك حسن عبد الوارث يأتي من عدن البحر ويحيى عوض من البحر الآخر هناك ذالك الصباح تكون اليمن حاضرة. يقينا ما بعده يقين أن الكلمة ستنتصر في النهاية, وسيدوي الفرح مرة أخرى في تلك القاعة التي احرقها عديم نظر, إذ من يحرق الثقافة سوى عديم بصر وبصيرة , لكن النغم سينتصر في الربى ذات صباح وستعود السعيد بنفس بيت هائل اصحاب اليد البيضاء حروفا ننهل منها , رحمك الله يابن الفتيح أو و((وأنا فدى أبوك )) فدى الكلمة المغناة تطري السامعين من القاع حتى رأس العروس أو حتى جبين هاشم علي واحمد الجرموزي , سيعود اخضرار الثقافة يوما مطرا يغمر أنفسنا, يبلل حلوقنا زنينة مطر هي تلك القاعة . لله الأمر من قبل ومن بعد .