آخر مهزلة .. السعودية تتباكى على حرية الإعلام في اليمن

حسن الوريث

عرضت قناة الإخبارية التابعة لنظام بني سعود برنامجاً تناولت فيه حرية الإعلام في اليمن، وهذه والله آخر المهازل أن تتحدث عن حرية في بلد وأنت لا تؤمن بها أصلاً في بلدك، فكيف تطلب من الآخرين أن يمنحوا الحرية لوسائل الإعلام وأنت نفسك لا تمنحها لهذه الوسائل وكيف تطلب من بلد أن تمارس الديمقراطية وأنت تمنعها عن شعبك وكيف تحارب شعباً من أجل إعادة الشرعية التي ليست في قاموسك نهائياً وتحاربها أنت بل وتكفر كل من يؤمن بالديمقراطية والشرعية وليس لديك دستور أو قانون فدستورك هو ما يريده الملك وقانونك هو ما يقوله الأمير.
عندما تابعت جزءاً من هذا البرنامج ضحكت كثيراً من هذا التناقض الكبير والعجيب، فهذه الوسيلة نفسها التي تتباكى على حرية الإعلام في اليمن أتحداها أن تسمح لأي إنسان يظهر فيها ينتقد أداء أي وزير سعودي أو حتى موظف عادي فما بالك بانتقاد الملك أو حتى أصغر أمير لديهم، كما أتحدى هذه الوسيلة أو أي وسيلة إعلامية تابعة لنظام بني سعود أن تظهر شخصاً ينتقد العدوان على اليمن. اعتقد أن ذلك لن يحدث ولا حتى في الأحلام وبالتالي فعلى هؤلاء أن يحترموا أنفسهم أولاً قبل أن يحترموا عقول المشاهدين والمستمعين ويتركوا مناقشة هذه المواضيع التي لا تخصهم وليس لهم دخل بها ولا يطبقونها عندهم، كما أنه يجب عى هذه القناة الاعتذار لليمن على إجرام نظامهم ضد الشعب اليمني العظيم وانتهاكه لكل المواثيق والأخلاقيات الدينية والإنسانية في عدوانهم على شعب جار مسلم.
وسائل إعلام العدوان تتباكى على حرية الإعلام في اليمن ونظامها قام بقصف القنوات اليمنية ودمرها وحجبها عن الظهور عبر الأقمار الصناعية عربسات ونايلسات وقام بتزوير قنوات ومواقع يمنية، كما قام بحجب قنوات عربية بحجة وقوفها مع الشعب اليمني ودفع الملايين من الدولارات لهذا الغرض والسبب أن هذه القنوات تتحدث بحرية وبكل صدق عن جرائم هذا النظام في اليمن وحصاره الجائر وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان ولكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية، فماذا نسمي هذا الذي يقوم به نظام بني سعود من حجب للقنوات والمواقع الإعلامية ؟ وماذا نقول عن التضييق الكبير وغير المسبوق لحريات المواطنين في السعودية وعدم السماح لهم حتى بالتنفس إلا بعد أخذ الإذن من الأمير الذي بدوره يأخذه من الملك الذي يحق له التصرف في كل شيء ولا يحق لأي إنسان معارضته ومن يعارضه يحكم عليه بالإعدام لأنه عارض الحق الإلهي للملك كما يقال .
وأنا هنا سأوجه سؤالاً بريئاً لهذا النظام ولوسائل إعلامه الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حول الحريات الإعلامية في اليمن وسأقول لهم: ماذا ستعملون لو أن دولة شنت عدواناً على بلدكم وقام أحد الإعلاميين والصحفيين أو مجموعة من القنوات والمواقع بتأييد هذا العدوان وأخذوا يسوقون المبررات لهذه الدولة وأن لديها الحق في العدوان على شعبكم كما أنهم يقومون بتزويد الدولة المعادية بالإحداثيات للأماكن التي يتم قصفها ؟ اعتقد أن هذا الشخص وهذه الوسائل لن يبقوا على قيد الحياة ولن يتم إغلاق القنوات فقط بل أنكم ستتصرفون معهم بتصرفات لن يخطر على بال أحد بحجة أن هذه القنوات وهذه الوسائل وهؤلاء الأشخاص خونة وعملاء ومرتزقة وبالتأكيد فإنكم حتى لو كان لديكم هامش لحرية الإعلام ستضربون بكل هذه القوانين والهوامش عرض الحائط ولن تسمحوا لأي منهم ليس أن يظهر فقط لكن لكنكم ستمحونهم من الوجود .

وأخيراً..
لماذا هذا التباكي على حرية ليست في قاموسكم ولا تؤمنون بها ؟ ولماذا تسمحون لأنفسكم بالعدوان على شعب مسلم جار بحجج الشرعية والديمقراطية غير الموجودة لديكم ؟ ولماذا تدمرون شعباً لأنه أراد أن يخرج من وصايتكم ؟
ونصيحتي لكم كما يقال ” لا ترموا بيوت الناس بالحجارة وبيوتكم من زجاج”.

قد يعجبك ايضا