> حتى الأموات طالهم العدوان الآثم
> 646 مسجداً استهدافتها طائرات العدوان
> 190 مسجداً تم تدميرها كلياً
الثورة / أحمد الشاوش
حين كان اليمنيون ينزحون من قراهم ومدنهم عقب غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي بمركباتهم ووسائل النقل الخاصة والعامة للنجاة بأرواحهم من القصف ،كانت خطط العدوان تسبقهم وتأمر بسحق الطرقات والجسور أمامهم فكان تقطع السبل بهم وبممتلكاتهم هو سيد الموقف حينها كان أرباب العدوان ومرتزقته يتغنون ويرقصون فرحا.
تلك كانت ومازالت حكاية طريق وجسر في عدة محافظات يمنية منذ ٢٧ مارس ٢٠١٥ م وحتى اليوم ،حكاية شرايين اليمن وعروق دماء اليمنيين طرق محافظة صعدة وعمران والبيضاء والحديدة وتعز ومارب ،كلها شواهد ماثلة للعيان توثق جرائم العدوان السعودي الأمريكي واستهدافه اليمن: الإنسان والكيان والبنيان .
منذ أن بدأت آلة الدمار الوحشية لمقاتلات العدوان السعودي والأمريكي وأتباعهم من مرتزقة الداخل والخارج في ال 26 من مارس 2015 م ، لم تستثن طفلاً أو امرأة ، شاباً أو شيخاً إلا سفكت دمه أو منزلاً ومصنعاً إلا أحرقته أو مؤسسة عامة وخاصة إلا دمرتها ، وراكعاً أو ساجداً إلا أفزعته، ورغم ذلك الإرهاب والجرائم الوحشية مازالت آلة الدمار تحرق الأخضر واليابسة بعد عام من الفشل الذريع لبنك الأهداف وعاصفة الحزم وماتلاها من مسميات إجرامية وعواصف وزلازل إرهابية خارجة عن إطار العقل والحكمة والاتزان والأخلاق والأديان والقوانين الدولية.
وكشفت تقارير وإحصائيات صادرة عن وزارة الأوقاف والإرشاد أن بلغ عدد المساجد التي دمرها العدوان ومرتزقته في كافة المدن اليمنية بلغت 646 مسجداً من بينها 190 مسجداً متضررة كلياً.
وقال مدير عام الإعلام بوزارة الأوقاف والإرشاد مجاهد راجح أن هناك مساجد أثرية وتاريخية كالها العدوان بالإضافة إلى عشرات الأضرحة والمقابر ، فيما تفاوتت نسبة
الدمار في بقية المساجد ، وكانت محافظة صعدة وصنعاء الأكثر تضرراً.
ورغم هذه النرجسية وحالة التوحش القصوى ، لم تكتف قوى الشر والطغيان بجرائم الابادة البشسعة بل ازدادت حقداً وغياً وهي تدمر بوحشية مفرطة بيون الرحمن ودور العبادة وقباب وأضرحة للصالحين ولعل مسجد الحشوش في منطقة الجراف شاهد حي على همجية العدوان الذي طاله في 3 يوليو بغارة أدت إلى استشهاد امرأتين وطفل وأَضرار بالغة ومن ثم المجزرة الكبرى التي أرتكبها تنظيم القاعدة بالتفجير الثنائي في مسجدي بدر والحشوش أثناء صلاة الجمعة ومسجد البليلي والمؤيد ومساجد أخرى في الكثير من المدن اليمنية راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى ، كما تم استهداف جامع الإمام الهادي التاريخي في مدينة صعدة في شهر مايو 2015 م والذي يضم مقام مؤسس الدولة الزيدية الإمام يحيى بن الحسين ، المسجد التاريخي عمره حوالي ألف ومائتي عام وتسبب في تدمير جزئي للمسجد الأثري واستشهاد عدد من المواطنين وكذلك في صنعاء وإب والحديدة وتعز وعدن ولحج ومأرب وحضرموت وشبوة وغيرها من المدن اليمنية ، التي لم تسلم بيوت الرحمن وأضرحة الصالحين فيها.
من سُعار العدوان وصارت المقابر والأموات وعظامهم المدفونة في باطن الأرض هدفاً لوحشيتهم نتيجة للقصف الهمجي الممنهج لطمس المعالم والهوية والتراث الإسلامي .
وما لم يدمر بالصواريخ والقنابل دمرته آلة الدمار التابعة للعدوان ” داعش والقاعدة ” لطمس ما تبقى من الموروث الحضاري والتاريخ الإسلامي والثقافي والديني لليمن.
قصص مأساوية ومشاهد مروعة وصور محزنة تجسد حالة من الطغيان والتجبر والتكبر والغرور والانحطاط الأخلاقي للعدوان السعودي الأمريكي الذي تخصص في التوحش والتلذذ بهدم وتدمير المقدسات الإسلامية الآمنة ومزارات العلماء والفقهاء ودماء الأبرياء وما تزال الذاكرة تزخر بالكثير من المآسي التي تزيغ منها الأبصار ويشيب منها الولدان بعد أن انتزع العدوان بوحشيته السعادة من كل بيت والطمأنينة من كل شارع حتى في الأعياد، ففي يوم عيد الأضحى المبارك بينما المصلين يتأهبون إلى أداء صلاة العيد في مسجد ” بدر ” وأثناء الصلاة هز انفجار شديد المسجد وحول المصلين من أطفال وشباب وشيوخ إلى قطع متناثرة وأجزاء متفحمة وأرجل مبتورة وأجسام محروقة ووجيه مشوهة وصرخات استغاثة بالمولى عز وجل، وتحولت جدران المسجد الذي نقشت عليها آيات الذكر الحكيم بالألوان الجميلة تختلط ألوانها بدماء الأبرياء ولحومهم التي التصقت بجدران المسجد الطاهر، لتكون تلك الجدران والأركان والأبواب والساحات خير شاهد على وحشية النظام السعودي الأمريكي وأدواته الشيطانية الرخيصة التي تدعي الإسلام زوراً وسبقت الأعمال الشيطانية لإبليس بألف عام.
ولازال بعض المصلين الذين كتب الله لهم النجاة والجيران يتذكر قصة الطفلين الذين ارتدوا ملابس العيد وتطيبوا وسلموا على والدتهم وكأنه الوداع الأخير وذهبوا مع جدهم منذ الصباح الباكر لأداء الصلاة وبينما خطيب المسجد يتلو الخطبة إذا بانفجار شديد يهز صوح المسجد وما إن أحد الأطفال سمع صرخ الناس يرتفع والفوضى صاح مفزوعاً يحدث جده بالهروب مع أخيه عبر النافذة من هول الموقف للنجاة واستطاع أن ينجو بنفسه لكن أخاه فضل البقاء مع جده في المسجد ليكونا مع موعد التفجير الإرهابي الثاني الذي انتزع روح الطفل وجده الذين تحولا إلى قطع متناثرة مع عشرات المصلين وتحول المسجد إلى بركة من الدماء وغدت كل أسره لها قصة وحكاية تدمع لها العين وتقطر القلوب دماً من أهوالها.
ولم يقف أولئك المجرمون والعناصر التكفيرية التي رضعت من الفكر الإرهابي المدمر للحضارة والموروث الإسلامي عند هذا الحد بل امتدت فؤوسهم ومعاولهم ومتفجراتهم لهدم وتدمير أضرحة وقباب الأولياء والصالحين في غيل باوزير بمحافظة حضرموت كقبة الحقاص ، وقبة مول الجيش ، وقبة السيد حسين، وقبة الشيخ بن سالم، وقبة شداد ومرقد الشيخ سعيد العطيشي باوزير التاريخية في منطقة ” الصداع“ وهدم قبة ضريح الشيخ الفقية مزاحم بن أحمد باجابر في منطقة بروم وغير هادون احترام لمن يرقد أو دفن تحت هذه الأضرحة من رجال الدين والأولياء الصالحين وممن أسسوا عدداً من المساجد التاريخية الواقعة في مدينة غيل باوزير ودفنوا بقباب قديمة بالقرب منها ، وغيرها من أضرحة الصالحين.
ولم يكتف العدوان بقتل الأحياء وتدمير كل شيء حي بل امتدت يده الآثمة إلى الأموات في المقابر التي استهدف بعضاً منها بغارات وحشية كما هو الحال في مقبرة خزيمة ومقبرة الروضة شمال الكلية الحربية بأمانة العاصمة، وكذلك في صعدة التي استهدفت عدد من مقابرها.