صالات الأفراح حولها العدوان إلى أتراح

> جرائم وحشية خلفت مئات الشهداء وأسر تحولت إلى أشلاء

> 45شهيداً وجريحاً استهدفهم العدوان في حفل زفاف
> ٦٩ شخصاً سقطوا، وغارات وحشية استهدفت صالة بيت معياد

تقرير/ محمد علي

بعد مرور سنة كاملة من العدوان السعودي الصهيوأمريكي على بلادنا واستهدافه الممنهج للبنية التحتية مسجلاً أفظع جرائمه الإنسانية والبشرية على مختلف محافظات الجمهورية.
إلا أن هناك الكثير من الجرائم التي لم يكن أحد يتوقع حدوثها حيث أن الكثير من الناس يرى أنها لا تنم إلا عن انحطاط أخلاقي فظيع لمرتكبها ، لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب والصراعات، فاستهداف المدنيين في صالات الأعراس وقاعات الأفراح والمناسبات كان له أثر كبير في قلوب أسر الضحايا والمواطنين وحتى على مستوى المنظمات الإنسانية والاجتماعية المحلية منها والدولية والتي صرخت بالتنديد والاستنكار لتلك الانتهاكات والهجمات الوحشية التي يعجز اللسان عن وصفها، واعتبرتها جرائم حرب وانتهاكاً فاضحاً للقانون الإنساني الدولي وطالبت بمحاكمة مرتكبيها .
وسجلت إحصائية تلك الانتهاكات الجسيمة من قبل عدوان التحالف على صالات الأعراس الأعلى من بين عدد ضحايا غارات طائرات الظلام والظلم، فقاعات الأفراح والمناسبات عادة ما تكون مليئة بالأشخاص المدنيين بمختلف أعمارهم فلم يستثن العدوان أحداً وحصد بغاراته الوحشية أرواح العشرات والمئات، فكان أولها استهداف موكب عرس في منطقة دمت في الثالث والعشرين من ابريل 2015 م، فيما استهدف العدوان أيضاً صالة الخيول في يوليو من العام الماضي مخلفا وراءه الدمار الشامل للصالة مع سقوط العديد من الضحايا، وقام العدوان يوم الجمعة العاشر من يوليو من نفس الشهر بتدمير صالة زهرة المدائن والتي سقط فيها ما يقارب عشرة مدنيين.
ولم تتوقف تلك الاستهدافات على صالات الأفراح هناك، ففي الثامن والعشرين من سبتمبر 2015 م استهدف الطيران البربري مخيم عرس بمنطقة واحجة في مديرية ذباب والمندب في محافظة تعز بعدة غارات أدت إلى وقوع مجزرة كبيرة راح ضحيتها 150 شخصاً من المدنيين بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال والتي عرفت بجريمة المخا كما أنه في نفس اليوم استهدف العدوان أحد مراسم الزفاف بقرية بني زيلغ مديرية ميدي بحجة أدى إلى إصابة وجرح 45 شخصاً على الأقل.
وفي السابع من أكتوبر استهدف طيران العدوان عرساً في سنبان بمديرية ميفعة عنس بذمار بغارتين أسفر عنهما استشهاد وجرح 120 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال وحينها قالت قيادة العدوان أن الغارتين كانتا تستهدفان منزل أحد قيادات أنصار الله هناك، وقد ترك حادث سنبان طابعاً مخيفاً لدى العامة من الناس بأن صالات الأفراح أصبحت من الأماكن المستهدفة والتي يجب تجنبها فلجأ الكثير من الشباب مع أهاليهم إلى الاحتفال بالزفاف على المستوى العائلي والأسري الصغير ومفضلين اقامته في بيوتهم دون الذهاب لقاعات وصالات مهددة بالاستهداف المفاجئ.
ومطلع العام الجاري استهدف الطيران الإجرامي في الخامس من يناير صالة بيت معياد بأمانة العاصمة ما أدى إلى سقوط أكثر من 69 شخصاً بين شهيد وجريح.
وهكذا تُحكى قصص المآسي داخل تلك الصالات التي كان من المفروض أن يملأها الفرح والسرور لكنها تحولت إلى أتراح وأحزان وأفجاع مؤلمة حين يأخذ الموت أسراً وعائلات بأكملها، ولن ننسى استهداف العدوان الغاشم صالة في منطقة الصياح التي كانت مليئة بالنساء اللاتي حضرن مراسيم عزاء فصرن في غمضة عين جثثاً هامدة أمام مرأى ومسمع العالم، وظلت قصص استهداف صالات الأعراس وقاعات المناسبات والأفراح في كتاب الإجرام الممنهج اللا أخلاقي عاراً على صانعها وستظل مستمرة مادام العدو وضعها صوب هدفه الذي لا يعرف مبادئ للحياة ولا للإنسانية ولا يحمل ذرة من أخلاق الحروب.

قد يعجبك ايضا