ن .. والقلم .. تشابه علينا البقر !!
عبد الرحمن بجاش
اتصل بي من احترمه كشخص واختلف معه كرأي يطلب مني أن احضر فعالية ((محافظتك ومدينتك )), قلت فورا وقد تعمدت التغابي: فعالية أمانة العاصمة؟؟, رد سريعا: لا محافظتك ومدينتك, رددت بسؤال: كم لي في صنعاء ؟ , قال :أنت أدرى, قلت: أنا في العاصمة صنعاء من العام 1969م, يعني لمن يعرف الجمع من الطرح من الضرب والقسمة: لي هنا 47 عاما , بمعنى وكما قال الأستاذ القدير عبدالصمد القليسي: أن من يسكنها فهو من أهلها, وهذا يسري على كل محافظة ومدينة, إذاً أنا يفترض أن ادعى إلى أي فعاليه لساكني وسكان, من يعيش ويتعايش في ومع صنعاء العاصمة , وهذا لا يعني تحت أي ادعاء أو مبرر أنني أتنكر للمحافظة التي أتيت منها أو المدينة التي ما زلت اعشقها حتى الثمالة أو نسيانا أو تناسيا لمسقط الرأس قريتي التي هي على الرأس والعين لا اطلب من احد أن يبارك هذا, وأنا بالمفرد والمجزأ, بالطرح والضرب والقسمة مواطن يمني, أينما أعيش وفي أي مكان أحب فلا ينتقص الولاء لانتمائي, ولا اطلبه من احد, ولا يمنحني انتمائي لهذا البلد احد, فطالما أحمل بطاقة الجمهورية اليمنية فلا لأحد فضل علي إلا الوطن . أن يظل من في رأسه هاجس اليعاقبة ينظر إلى الناس في هذه المحافظة أو تلك المدينة على أنهم مواطنون مؤقتون, فهو المفتن وهو من يصنف الناس, ومن إذا تأزمت الأمور يواجه جاره أو زميله أو صديقه ويفاجئه بطلب أن يترك المدينة أو المحافظة التي هو فيها, و((عليه العودة إلى مدينته أو محافظته)) فهو المريض ويفترض أن يذهب به أي مواطن يمني صالح إلى اقرب مصحة عقليه, وانظر فنفس من يعطون أنفسهم حق صرف صكوك المواطنة هم أنفسهم من يتهمون الآخرين بالمناطقية والقروية, وهم من تسمعهم يرددون (( أنت منتش ابن المدين هاو المحافظة )) مثلا, وهو نفسه لا ينطبق عليه شرطه, إذ هو أتى من محافظة أخرى ولا ينتمي لحكاية فلان ابن ….., يذهبون إلى تصنيف الناس حسب لهجاتهم !!! . وانظر أيضا فقد عمل النظام على ترسيخ هذه الحالة المقيتة, فعندما تحدث مشكلة ما في محافظة من المحافظات يعمد إلى توجيه أعيان من المحافظة هم من سكان العاصمة للذهاب إليها لحل المشكلة , ويركن المحافظ ومدير الأمن جانبا , وهنا تحل المناطقية فعلا محل أجهزة الدولة المناط بها قانونا حل أي مشكلة في المحافظة التي في نطاقها !! , اليعاقبة رسخوا هذا ليبقى الأمر سيفاً مصلتاً في يد أطفال يصرخون في وجهك في وسائل التواصل الاجتماعي أنت مش من هنا , وفي نفس الوقت يوجهون إلى الآخرين تهمة المناطقية والقروية وهم المناطقيون والقرويون ومن في نفوسهم مرض !!! , لهؤلاء ولصاحبي أقول: أنا يمني وغيري مثلي, نحن يمنيون في أي محافظه وفي أي مدينة, لسنا بحاجة إلى من يهبنا أو يأخذ منا مواطنتنا التي هي حقوق وواجبات , وكل مواطن له مالنا وعليه ما علينا, لا تدعو البقر يتشابه علينا . لله الأمر من قبل ومن بعد .
