عبد الوهاب ….. الميت – الحي!!
الأسيف/ يحيى محمد العلفي
– منذ اللحظة الأولى لسماعي لنبأ وفاته عند وصولي الصحيفة ليلة الخميس الفائت صعقت وضرب رأسي وجعاً وألماً لهول الفاجعة ووقعها المؤسف في قلبي ونفسي …. لأن الشيخ الفقيد/ عبدالوهاب المخلافي كان بالنسبة لي أكثر من أخ وزميل ومسئول. كان الصديق وقت الشدة والضيق والزميل المسئول الوفي الذي لا يضيق صدره يتضايق أو ينزعج من ترددي عليه من حين لآخر لأمر, أو حتى لزيارته – سواء في مكتبه وهو مدير للشؤون المالية والإدارية أو في منزله المستاجرله بجوار المؤسسة….
عرفته قبل أن يتولى أي منصب في تسعينات القرن الماضي عن طريق زميلي العزيز الغالي طيب الله ثراه الأستاذ المرحوم/ محمد عبدالإله العصار ومن وقتها عرفت.
إن الشيخ/ المخلافي معدن أصيل لا يستهان به وأنه القيادي المالي والإداري الذي يمكن أن يعني المؤسسة على تجاوز أزماتها وأنه المسئول القادر على مساعدة قيادة المؤسسة وإدارة صحفها للنهوض والوصول بها إلى أرقى مستويات الطموح الذي كنت ومعي سائر زملاء مهنة البحث والمتاعب منذ سنوات طويلة فكنت أعلم علم اليقين – من خلال لقاءاتي معه وسماعي لكلامه العلمي المسئول- بأنه الرجل الوحيد القادر على حللحة الإشكالات المالية والإدارية داخل مؤسستنا الرائدة وتوفير إمكانيات ومستلزمات العمل الصحفي قدر الإمكان حيث استطاع المدير الشيخ أن يكسب ود ومحبة وتقدير واحترام جميع موظفي مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر دون استثناء – صحفيين وفنيين وإدرايين وعمال – فكان ببشاشته وطباعه السلسة ورحابة صدره يستوعب أفكار وأحاديث ورؤى كافة الشرائح داخل العمل وخارجه – حتى وقت العطل والإجازات التي تعد متنفساً للاستراحة والخلود- فإنه لم ينقطع عن هموم العمل والسؤال عن أحوال العاملين في هذه الأيام الاستثنائية.
رحمك الله أيها الشيخ العظيم, ما كان أروعك وأنت تداعب أي صحفي أو عامل أو موظف يصل إليك غاضباً أو مهموماً بأمر ما, وسرعان ما تبرد فورانه ويذهب من لديك مبتسماً مرتاح البال… ولكم كنت أكثر من رائع حينما كنت تقضي للمحتاج حاجته وتسارع دون مراعاة لأحد في تلبية استغاثة المضطر – سواء المرض أو ولادة وفاة أو عرس أو حتى لظروف استثنائية عارضة.
لك مني التحية والحب والتقدير في حياتك وبعد رحيلك عنا وعن هذه الدنيا الفانية وستظل يا عزيزي عبدالوهاب حياً في قلبي وقلوب محبيك ودعائي لك بالرحمة والمغفرة, فأنت الميت الحي الذي لا يمكن أن أنساك حتى ألحق بك عندما يشاء الله..
وعزائي فيك أنك تركت بصمات جميلة ستبقى في الذاكرة وتركت لنا أنجالك الرائعين ولم تكسب في حياتك – وكان بإمكانك أن تفعل كما يفعل النهابون – حتى سكنا يأوي أولادك وأسرتك وبقيت مستأجراً في الطابق السفلي لبيت الأستاذ عبدالعزيز نجاد الذي حدثني عنك كثيراً مشيداً بمناقبك الحميدة.
رحمك الله وخلدك في الجنة إنه سميع مجيب.