مسرحية الحرب العالمية الثالثة!!
يحيى محمد العلفي
ذكرتني مسرحية “باي باي لندن” بعباطة وبشاعة وغرور ملوك وأمراء النفط .. الذين يترنحون ويستبيحون حرمات ومقدرات شعوبهم والشعوب الأخرى منذ أن تربعوا على كراسي الحكم في هذه المنطقة من شبه الجزيرة العربية والخليج حتى أن الثمالة والخروج عن واقع العقل والإدراك صار عندهم من العادات الحسنة التي يتباهون بها وينفقون لأجلها الملايين من الدولارات والعملات الصعبة الأخرى، وفي كثير من الأحيان يبيعون لأجلها شرفهم وكرامتهم .. أما عروبتهم فلا أعتقد أن لهم عروبة ينتمون إليها .. خاصة وأن الترهل والاهتمام بالمظاهر البراقة الزائفة هي الغالبة على أمرهم في كل ما يفعلون.
اليوم وبعد مرور سنوات على بث هذه المسرحية الكوميدية التي هي في الأصل من إنتاج وإخراج خليجي نرى أولئك الأمراء والملوك المترهلين يتبرطعون ويعبثون بثروة النفط، ولكن بطريقة أمريكية وبأسلوب قذر فيصبون مليارات الدولارات لقتل الأطفال والنساء والأبرياء من أثناء الشعوب العربية سواء في سورية أو العراق أو مصر وتونس والسودان وفلسطين أو في يمن الإيمان والحكمة .. فيمثلون بهذه المسرحية الجديدة التي هي من تأليف وإنتاج وإخراج أمريكي – صهيوني حتى النخاع ولا يدركون بأنهم يقتلون بشراً ويسفكون دماء بريئة ويدمرون بنية الشعوب وبنيانها .. إنهم سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد في كل ما يفعلونه بهذه البلدان..
وفي اليمن بالذات ستظل بصمات الخزي والعار تطاردهم مادامت نواياهم تجاه الآخرين وبالذات في اليمن نوايا شريرة خبيثة.
كيف لا وهم من يشنون منذ عام كامل حرباً عالمية قوامها أكثر من عشرين دولة إضافية إلى دول الدعم اللوجستي اللامحدود ضد شعب فقير لا يملك من مقومات الدفاع عن النفس سوى التمسك بحبل الله الوثيق وبقدرته على نصرة المظلوم الضعيف ودحر المعتدي الآثم.. فعام كامل من الصمود والتحدي في مواجهة كل هذه الهجمة العدوانية الشرسة ما هو إلا دليل ساطع على قدرة المولى عز وعلى على نصرة المظلومين لقوله تعالى في محكم كتابه العزيز: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله” صدق الله العظيم.
ولهذا فإننا في اليمن نتحلى بالصبر والحكمة وإيماننا بقدرة شعبنا وجيشنا على دحر الغزاة وهزيمة المعتدين مهما بلغ بهم الكبر والصلف والتبجح بمسرحية حربهم القذرة ضد بلادنا وأرضنا الغالية .. لأننا أصحاب حق وأصحاب قضية.
لذلك وما دمنا نحمل أهدافنا وحقاً ونتوق إلى الحرية والخروج من شرنقة التبعية والامتثال لأوامر الخارج لأن قضيتنا لاشك عادلة وسيبشرنا الله بنصره المبين.
مهما كلفنا الثمن ومهما بلغت التضحيات على اعتبار أن ثمن الحرية لا يساويه إلا الروح، فأرواحنا وأملاكنا فداء لوطننا الحبيب الغالي ولحريته واستقلاله.
أما مسرحيتهم النتنة فستكون وبالاً عليهم ووصمة عار تلاحق أجيالهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها وسيكون لنا الفخر والاعتزاز إن صمدنا في وجه العدوان وتصدينا لأضخم قوة على وجه الدنيا – وستكون مسرحية حرب اليمن آخر مطاف التمثيل السعودي الخليجي الأمريكي الصهيوني القذر وسوف يملها الجمهور المشاهد عبر فضائياتها المأجورة كما سئم مشاهدة مسرحية (باي باي لندن).