صديقي الحديد !!
ن ……….والقلم
عبد الرحمن بجاش
جهاز تليفوني الذي خرجت به من منصب الهنجمة ((gt n7000 )) صديقي الأول , منذ العام 2012م وهو رفيقي , كم نقل إليَّ من أخبار , ورسائل , واتصالات , وربطني بالعالم من حولي , بل وذهب بي إلى أمريكا أراسل صهيري , وزميلي محمد الجرموزي , وصديقة شاعرة أصلها من سوريا وتقيم في كوبنهاجن , وأصدقاء وأحباب في سوريا , والمغرب , قل في جهات الدنيا الأربع ,لقد حوًل العلم العالم إلى قرية في منتهى الصغر , لقد اكتشفت أن لي قراء بفضل الحديد – الذي هو التليفون والموقع الأشهر فيس بوك – في الصحراء المغربية وفي فلسطين وآخرهم محمود الكومي من مصر التي أحب واهوي, وفي سوريا لي وطن , وبفضل الواتس آب فبضغطة زر أحدث صديق العمر مهندس أحمد سيف الحمادي إلى مينسك في بيلا روسيا , وأحيي زوجته بعيد الأم وبناته , هو العلم العلم الذي لا يحد حدوده حدود !!! أين نحن منه ؟ ذلك سؤال لا جواب له , نحن نسفك دماءنا , بل ونحن مطية للآخرين يسفكون دماءنا ولم نفهم العبارة أبدا !! ولن نفهم !! . الحديد صديقي , كثيرون لا يدركون ولا يصدقون أنه بمرور السنين تنمو كالنبات علاقة روحية بينك وبين الحديد , وان لم يستوعب البعض ولا يكادون يصدقون , عليهم أن يسألوا علي عبدالله صاحب الحلاوة في الميدان عدن , فقد نشر إعلان هنا في (الثورة) ذات صباح تطلب فيه شركة المرسيدس ممن لديهم سيارات مرسيدس موديل عام معين , عليه أن يأتي به , وتمنحه الشركة سيارة جديدة , قالوا لعلي عبدالله , وكان يملك مرسيدس ذي السراج الدائري , فهاج في وجوههم : هذا صاحبي بعمر أكبر أولادي , لن أتخلى عنه , تراه صباحا يتعامل معه أفضل مما يتعامل مع أولاده , وكذا في الليل , (يُطربله) , يمسحه , ينظف البلاكات , يسخنه صباحا , ما باقي إلا يبوسه !!!ولأمين مغلس قصته مع الفوكسواجن , وتتذكرون ربما (البدوي) هنا في صنعاء صاحب المرسيدس الأشهر , حتى إدارة المرور لأنه سائق نموذجي وسيارته أنظف سيارة منحته دوما الرقم (1) , حكايته معروفة فقد أجبره أولاده على الذهاب بسيارته إلى ألمانيا وهناك احتفوا به ومنحوه سيارة جديدة , ترك الأولى وهو يبكي !! , الأمثلة والنماذج كثيرة , لعلاقة بين الإنسان والآلة , وأنا ما زلت أتذكر , فقد ذهبت وصديقي اللواء يحيى الكحلاني أطال الله في عمره , إلى معرض الحميضة الأشهر ذات مساء قديم في الدائري الأول , لاستبدل سيارتي (الميتسوبيشي) , بسيارة هوندا , خرجت بها ورحت أجربها إلى فوق الوادي , وعند العودة وبعد أن تركت اللواء يحيى , عدت بها إلى المعرض , قلت للحميضة : أريد سيارتي , لم اقل له أنني حنيت لها !! , كان الحميضة طيبا لا يستحق النهاية التي انتهى إليها رحمه الله , أعادها لي وذهبت . بعض البشر لا يمكنك أن تبني معه علاقة برغم مرور العمر , أما الحديد فيمكن , أصر الأولاد على أن يشتروا لي جهازاً جديداً , فقبلت على مضض لكن رفيقي القديم ما يزال في يدي !!! , والحديد لم يأت من الأرض بل من السماء : (وأنزلنا الحديد , فيه بأس شديد , ومنافع للناس) …لله الأمر من قبل ومن بعد .