جاذبية سقطري وعدسة جادة للفنان/ حامد القعود حنين قد وصل الجميع
محفوظ حزام
ذات يوم التقيت بحامد الطفل الإنسان والفنان المتواضع كنت كلما التقي به أشعر أنه يريد أن يصنع شيئاً ليتجاوز آهات تفاصيل الحياة البالية بعطاء يشبه حلمه وأمله ويمضي عقد من الزمن وأقرأ خطواته لحظة بلحظة فأجدها تحرك فيني، الإقتراب من الإيقان أنه محيط من الأوجاع والإصرار والآدمية والرغبة في العطاء، وبالأمس القريب يفاجئني بدعوة خاصة للحضور لمعرضه الشخصي الأمل، واليوم وفقط اليوم نلت المزيد من الوجد والعنفوان، والتحليق وأنا أقف مذهولاً أمام ستين نصاً فوتوغرافياً تعتبر إضافة نوعية، وجهودا جباره أوجده الفنان الحامد ورغبته الحميدة في توثيق وتسجيل لحظات جمالية معطرة رغم الواقع الموجع والمتوجع في تفاصيل الكرة الأرضية تمضي اللحظات وكأني المقصود المباشر من هذا المعرض لإجلالي لما بذل الفنان من اهتمام بالغ تبدأ التقاطه للحظة المدهشة حتى أضحت كائناً يتحدث بطلاقة.
هذه اللحظة وبلطف شديد اقترب زمن افتتاحه من قبل ناسجة النص الشعري بذائقة السلام والمدنية والنداءات الملتهبة بتعابير الأمل الأبدي الأستاذة الأديبة/ هدى أبلان نائبة وزير الثقافة، وبرفقة الأستاذ/ معاذ الشهابي مدير عام صندوق التراث والتنمية الثقافية والأديب/محمد القعود رئيس اتحاد الأدباء فرع صنعاء.
ستون صورة تعابيرها ملأت الأرجاء بمشاعر الحاضرين ولملمت الكثير من الشروخ التي خلفتها قسوة المتناقصات البصريه والسمعية..
حقاً لقد جاءت الستون تثري مشهدنا بهواء أمتع مشاعرنا التواقة للشدو والإبحار، حيث استطاع الفنان أن ينقلنا من حيث نقف إلى جزيرة تتمتع بجاذبية خاصة كانت أسطورة القراصنة كما تصورها أعمال الفنانين وأضحت عشق كل يمني يحب وطنه وهويته ويتماهى فيها كل إنسان يرى الحياة بعين فنان ونبض شاعر وتأمل فيلسوف.
أنا وصوتي وجرحي كنوز تختبئ حيث لا أحد يعلم بمهدها سوى الفنان حامد الذي بأعماله الإبداعية استطاع أن يخرجها اليوم للملأ لقد صنع الحامد بإرادته الجميلة جسراً متيناً لأصعد من خلاله إلى الجهة المقابلة لأغني بطريقة مرتجلة بصحبة الإداري الناجح الشاب هيثم القعود والجمهور الكريم الحاشد الذي جاء لرؤية عدسة الفنان حامد الذي مكث أكثر من سنة لحظاته متجولاً بجنبات تضاريس جزيرة سقطرى المشحونة بكل مساحات جغرافيتها .
ولوحة بصرية تسر الناظرين وتلهم المحتاجين لبوح ما، هذه الجزيرة الآسرة فتوحات من المعاني النادرة والعابرة بالجميع كأنها كتاب فيه عبارات بديعة نحو النور والخلاص والهوية التي لن تضيق أبداً في محرابها.
تجول الزوار بدهشة كأنها جوهرة وقد خرجت للحظتها ليستنير بنورها الجميع, لقد حظي كل بنصيبه من السعادة وهو يقرأ معاني ليس فيها إلا اللحن ومفردات ليس فيها سوى الماء والعشب والطير والحياة.. والكلمة والشجن أوصلتنا النصوص البصرية لنقول معجبين سبحان الله، ما شاء الله.
لن أروي مشاعر جميع القراء، لكن اليوم اجتهد أن أسجل نتائج رائعة يستحقها الفنان/ حامد القعود.
النجاح الإيجابي الذي أوصله لكل زائر.. سجلتها السماء قبل أن تسجلها أنامل المهتمين والمتلقين بسجل الزيارات، وأنا هنا بإمكاني القول: أيها الحامد لقد أعطيتنا بمعرضك هذا الكثير، ومنحتنا جزءاً أكبر من القمر الجميل.
لقد أهديتك بالمقابل يا صديقي مقطوعة صوتية شجية لتكون لك المباركة التي تستحقها ولا أخشى مواجهة الجمهور لكني أخشى أن لا أكون قد أعطيتك حقك ولعل إرادتنا الزكية جداً تُنبئ بذلك ذات يوم.
أخص معرضك الأول المعطر بالاجتهاد بما حسن الصفوة لأني أعلم ما معنى أن تلتقط صورة، وما معنى أن تعرضها، واجتهد في ذلك من باب الواجب أمام ابداعك واجتهادك.
بدوري أشكر كل من دفع بهذا المعرض للخروج للنور بداية برئيس اتحاد الأدباء فرع صنعاء الأستاذ الشاعر محمد القعود والأستاذة الرائدة هدى أبلان ـ نائب وزير الثقافة والأستاذ معاذ الشهابي ـ مدير عام صندوق التراث والتنمية.
وعلى مثل ذلك يجب أن نسير اليوم التقطنا الخيط على الدرب الصائب، ويجب أن نستمر ونحن معاً لنعطر حياتنا وبيئتنا ووطننا الذي لن يحتوي إلا الوفاء والعطاء والسلام والمحبة والبناء، وسيبقى لحديث الروح حكاية.