الخارطــــة التمزيقيــــة

الحسن بن علي

تقوم، بقيادة المملكة السعودية الوهابية، الخريطة التمزيقية الاستعمارية الرجعية للوطن العربي واليمن في مقدمته، على خرافة الزعم باستحالة تعايش أصحاب المذاهب الدينية مع بعضها البعض في وئام، ولذلك يرى أعداؤنا ضرورة تمزيق اليمن إرباً على هذا الأساس، مثلما فعلوا قبله بـ (السودان) وتآمرهم مع (تركيا) و(قطر) لتفتيت (العراق) بعد تدميره، ثم سعيهم المحموم الآن لتذويب الدولة السورية في مسمى استعماري رجعي هو (الدولة السُّنِّية)، وبالتالي، حسم مشاكل الدول العربية المجاورة لإسرائيل لصالحها على حساب بلاد ومصالح العرب والعروبة الحقة وليس الزائفة.
وتفترض الخريطة الاستعمارية الأمريكية / الإسرائيلية والرجعية السعودية الوهابية أن القوميات أكثر قابلية للتعايش معاً من الجماعات المذهبية والطوائف، ويستدلون على ذلك بأن (دولة الشيعة) فيها فُرس وعرب وآدريون، ودولة السُّنَّة فيها فرس وعرب وباشتون، وهو افتراض غير صحيح، لكنه يتسق مع ترويج المفكر الاستعماري (هانتنغتون) لصراع هو بين الأديان والمذاهب أكثر منه بين الحضارات [د. نيفين مسعد].
قبل شن السعودية وأعوانها وأذنابها من الطغاة والمرتزقة البغاة العدوان العسكري الشامل على اليمن في 26 مارس 2015م كانت كل المؤشرات في السياسة تجاه المنطقة تؤكد الاقتناع الإمبريالي بزعامة أمريكا، بالحاجة إلى إعادة النظر في الخرائط السياسية لها وتوازن القوى فيها، وهو اقتناع من شأن انتصاره اجتثاث السيادة الوطنية لكافة الدول العربية المستضعَفة (بفتح العين) والقضاء على (رابطة العروبة) الحقيقية وليس الرابطة البدائية الأعرابية( )، وفتح الباب لصراعات طائفية وحروب أهلية دموية لا نهاية منظورة لها وبالتالي تمكين مطايا الاستعمار الأمريكي والغربي من الملوك والأمراء والشيوخ ومن يدور في فلكهم الرجعي الاستعماري من الاستمرار في احتكار الثروة والسلطة والعبث بمقدرات الأوطان والشعوب وتبديدها لصالحهم ضداً على العدل والحرية واستقلال الأوطان وتقدمها.