> أسعار السلع تتجه للاستقرار بعد ارتفاعات الشهر الماضي
الثورة/ خاص
استقرت أسعار السلع الغذائية في الأسواق اليمنية هذا الأسبوع بعد موجة من الارتفاعات شهدتها الشهر الماضي وعزز من نموها الصعوبات الناجمة عن قلة المعروض من العملة الصعبة المتمثلة في الدولار مما حدى بالتجار لرفع أسعار البضائع بنحو 20 – 35 % على الأقل لكن المواد الغذائية الأساسية كالقمح والدقيق لم تشهد أي تغيير يذكر فيما كانت الارتفاعات الأكثر بروزا كانت في الأدوية إذ شهدت جميع الأصناف ارتفاعا لن يكون بالإمكان إعادته إلى مستواه حسب تصريحات عدد من الصيادلة في العاصمة صنعاء.
وتشير نتائج جولات ميدانية في أسواق أمانة العاصمة إن ارتفاعات الأسعار ناجمة عن سببين الأول يتعلق بارتفاع أسعار الدولار في اليمن والتي وصلت لحوالي 30 % في السوق الموازية فيما يعد السبب الثاني متعلقا بالنقل والصعوبات التي تواجهه وحركة السير ذات المخاطر المرتفعة خصوصا في المحافظات التي تشهد حربا واستهدافات مباشرة لطيران العدوان للطرقات والبنى التحتية كالجسور والأنفاق.
وبجولة في أسواق أمانة العاصمة وجدنا أن هناك ارتفاعات شهدتها الزيوت النباتية والسمون والحليب المجفف والأرز والسكر فيما شهدت بعض المنتجات كالأجبان والحلويات والبقوليات والمكرونة ارتفاعا بنسبة 30 %.
ويقول تجار: إن التأثير الأول يرجع لارتفاع سعر الدولار والذي وصل في السوق المحلية لنسبة 30 % مما جعل التجار يلجأون لرفع الأسعار لموازاة سعر شراء الدولار واستعادة ما أنفقوه في الشراء ،ويشير احد التجار إلى أن القطاع الخاص اليمني يتحمل تبعات الارتفاعات السعرية للدولار في السوق المحلية فيما هو من جهة أخرى يتحمل تأمين تدفق البضائع وتزويد السوق بها في ظل وضع استثنائي ومخاطرة تفوق الخيال.
تاجر الجملة محسن الزاهري يؤكد أن الأسعار ارتفعت بنسب متفاوتة لكن المواد الأساسية كالدقيق والقمح لم تشهد أي ارتفاعات ،وهو ما لاحظناه في السوق حيث لايزال القمح المطحون عند مستويات 3100 ريال للكيس فئة 25 كليوجرام وكذلك الدقيق 3200 ريال.
الزيوت
شهدت الزيوت بكل أنواعها وفئاتها ارتفاعات سعرية تصل 20 % عما كانت عليه قبل ثلاثة اشهر ويعتقد المستهلكون أن الارتفاعات كانت متدرجة بنسب 5 % كل شهر وهو امر يدعو للقلق من تصاعد هذه الارتفاعات خصوصا وأن الزيوت ذات أهمية في صنع الطعام للأسر بالمنازل.
المطهرات
قفزت أسعار الصابون والمواد المستعملة في التنظيف بنسبة 25 % وهذا يثقل كاهل الأسر ويزيد من معاناتها حيث قفزت سعر الكيس الواحد 5 كليوا من الصابون المحلي كرستال إلى 2800 من 2500 ريال والمستورد الصيني من 2800 إلى 3200 ريال وعموما شهدت الصوابين كلها قفزة أثرت على ميزانية الأسر دون شك.
الأدوية
شهدت الأدوية اكبر ارتفاع للأسعار في كافة أصنافها خصوصا المستوردة منها فيما استمرت الأصناف المحلية في محاولات المقاومة لارتفاعات الدولار كما يقول الصيادلة رغم أن المصانع تشكوى من قلة توفر المواد الخام اللازمة للصناعة ومن ارتفاع تكلفة الإنتاج نظرا لارتفاع تكلفة الوقود من جهة وصعوبات الاستيراد وتكاليفه من جهة أخرى.
ويشكو الكثير من المرضى من ارتفاعات باهظة طالت جميع الأصناف حتى أن حبة الفوار المقاومة للحمى ونزلات البرد ارتفعت من 30 ريالا الى 50 ريالا حاليا مما يجعل تكلفة الدواء تزيد بنسبة 30 % على المواطن ،ويشير الصيدلاني عبد الرحمن سعد إلى أن أسعار الدواء متفاوتة ما بين انخفاض وارتفاع وذلك بسبب كلفة النقل، إضافة إلى استغلال بعض التجار لحاجة المرضى، حيث يقوم تجار الجملة والتجزئة ببيع الدواء بسعر أعلى وبنسبة قد تصل إلى 30 % عن السعر المعتاد، ويقوم الصيادلة ببيع الدواء بسعر أعلى قد يصل إلى ما نسبته 40 % عن السعر الأصلي.
10 مصانع للدواء محلياً
تعمل في السوق اليمنية 10 مصانع لإنتاج الدواء، منها تسعة في أمانة العاصمة، ومصنع واحد في محافظة حضرموت، وفقاً للاتحاد العام للأدوية، حيث تُعد هذه المصانع بأنها حديثة وتعمل بتقنيات عالية وبما يقدم منتجات دوائية تتمتع بالجودة العالمية.
كما تشير البيانات الصادرة عن الاتحاد العام للأدوية إلى أن أحد هذه المصانع العشرة توقف تماماً وهو مصنع ( بيوفارم ) بسبب القصف الجوي الذي تعرض له من قبل العدوان السعودي، كما أن هناك مصانع أخرى تتوقف من حين لآخر بسبب انعدام المشتقات النفطية وتعثر وصول المواد الخام بالسرعة المطلوبة، خاصة أن هذه المصانع الوطنية تنتج أدوية طازجة (الفترة الزمنية بين إنتاج المواد الخام وتحويلها إلى أدوية جاهزة تكون دائماً سريعة)، وتقوم بإنتاج جميع أنواع الأدوية المنقذة للحياة.