امرأة وحرب

عبدالحميد الكمالي
يُعد الثامن من مارس من كل عام يوماً خالصاً للمرأة ويحتفل بهِ العالم لما تحملهُ المرأة من مكانة عالية للحياة على كل المستويات , فبعض القنوات الفضائية احتفلت وجعلت هذا اليوم يوماً خالصاً للمرأة وتركت إدارة القناة على المرأة لمدة يوم كعرفان لها للدور الذي تقدمه وأهميته، ويختلف دور المرأة في كل مكان وزمان , فبعض الروايات التاريخية تتحدث أن المرأة في بلاد القوقاز كانت تستطيع إيقاف الحرب بمجرد رميها شال رأسها أمام المتحاربين فيتفرق الرجال على إثرها
ويغضون أبصارهم احترامًا لمكانة المرأة في ذلك الزمان , وبالأخذ بالمقولة الشهيرة وراء كل رجل عظيم امرأة قرأت عنواناً مثيراً حول المرأة بعنوان ( وراء كل حرب عظيمة امرأة ) كانت أولى التهم للمرأة , أنها سبب أول جريمة حدثت في الأرض وهو يحكي تفاصيل قصة هابيل وقابيل وشقيقاتهم , ثم كان يقدم أبياتاً شعرية للبسوس كتبتها في العصر الجاهلي لأبن شقيقتها جساس الذي دخل بعدها في حرب استمرت نحو عشرين عاماً وسميت الحرب باسم المرأة ( حرب البسوس ) , ثم حرب طروادة تلك المدينة الجميلة والمحصنة دمرت تماماً بسبب امرأة , وكتب هذه الملحمة التاريخية الشاعر هوميروس حيث كانت هيلين الجميلة زوجة ملك اسبرطة تسببت بتحرك جيوش ملك اسبرطة لاستعادتها بعدما هربت مع ابن ملك طروادة باريس , و استمرت الحرب قرابة عشرة أعوام وانتهت بدخول جيش الإغريق عبر حصان خشبي لطروادة كما تتحدث الأسطورة , وقد تكون نظرة كاتب المقال ضيقة لكنها منصفة فإذا ما استطاعت المرأة إيقاف حرب اذن بمقدورها إشعال حرب أعظم وهذا ما حدث قديماً …
لكن تظل المرأة هي الفاكهة والربيع الدائم في حياة الرجل والغيمة والوردة التي تعطي للحياة نكهة ومذاقاً آخر والجنة التي نلوذ لها بعد التفكير بأية هروب واقعي وهي ضرورية كالماء , فكلانا ولدنا من امرأة عظيمة هي الأم وتربينا على يدها , وتعلمنا على يد امرأة أخرى , وحتى أجمل الكتابات تلك التي تكتب لامرأة…
المرأة التي تقف الآن بجانب الرجل وأثبتت كفاءتها وغيرت تلك الصورة التي قدمها الكاتب عن المرأة قديماً وخاصة بعد رؤيتي لشعب الأرجنتين وهم يذرفون الدموع وبحالات اكتئاب بعد انتهاء ولاية رئيستهم كريستينا فرنانديز , كل عام والمرأة بخير , كل عام والمرأة اليمنية بخير

قد يعجبك ايضا