وجهة نظر
عمر كويران
لا زالت ذكريات مشاركتي في مهرجانات الشباب العربي مخزونة بعمق المكان واستنكار تلك الملتقيات بين الحين والآخر في سياق الجلسات الخاصة ..وبالأخص منها تلك التي فتحت لي مجال المعرفة أكثر لبعض دول الأشقاء العرب في معقل التقاليد والعادات ومنحدر التقارب الكبير لتقاليد وعادات بلادي اليمن ..كانت فرصة وثقت فيها صلة حياتنا كعرب ومكانة موقعنا في الخارطة ومعتمد موقع شباب الأمة العربية من مفصل كل متمني لمستقبل هذه الأمة ..وكان أول ملتقى بالجزائر الشقيق عام 1972م هو الأهم لقائمة عامة المشاركات التي تلت ذلك الملتقى في العديد من عواصم العالم العربي منها ليبيا والعراق والمغرب ودمشق والرياض والإسكندرية وبيروت والسودان .
هذه الملتقيات توقفت تماما ولم تتمكن الجامعة العربية المشرفة على تجمعاتها تعطي نفس الاهتمام كما كان لوزراء الشباب اعتمادهم لها في معرض مؤتمراتهم ليرسم ذلك صورة غير متوافقة لحقيقة أية أمنية تعكس علو مستوى علاقة شباب العرب كما يجب التفاعل مع هذه اللقاءات الذي خسر شبابنا قيمة مكانتهم في رحم التماسك العربي وعدم ضمان جمع قدراتهم بمسند مهم يرتفع من خلاله مقامهم الثقافي على اعتبار أن مثل هذا التجمع هو الوسيلة الأفضل لفهم كل المحاور كتعبير صادق عن الإرادة الحية لمسيرة حياة أمة العرب ورغبة صادقة لمسيرة جماعية تهدف إلى حوار ومحبة وعزة نفس وتقييم يبرز علاقة العرب في كل معلم ينبغي أن يكونوا هم رواده ..
شباب العرب هم اليوم أحوج للالتقاء ببعضهم البعض في ظل ما تعانيه بلدانهم من خلافات لم تجد عقولاً زاكية تلملم هذا الشتات لضمان جمع الشمل والتعاون والتفاعل لتوحيد الرؤية من أجل مستقبل يحمل عامة المواصفات بوجهة نظر موحدة .
إزاء مختلف القضايا .. فشباب هذه الأمة قادر على صنع المستحيل في معطيات ما سيقدمه لأمته .. وكنا نتمنى أن تستمر فعاليات مثل هذه المهرجانات ليستقي كل وطن منها جرعات الفائدة من فحوى مخرجاتها بكيفية الأسلوب الأمثل الذي يصفي عالمنا العربي من ويلات الأذى وتجسيد منطق الإخاء بين الأشقاء بعيدا عن أية صراعات مستمد منها الفرقة والتباعد بينهم وإغلاق مصادر التآمر والمخططات المحبطة لأن مسعى تتمناه أوطانهم ولننهي عبر هذه الملتقيات التي يقودها شباب العرب صبغة التآمر التي ألمت بالوطن العربي الكبير. فهل لدى جامعة الدول العربية ما نأمل من وزراء الشباب إعادة هذه التجمعات لمحصل المستفيد من مختزل عقول الشباب العربي في زحمة النتائج المخيبة لكل أمل نسعى إليه لإعادة الثقة بين شعوب بلداننا ..أليس من حق العرب ذلك .