ن ……والقلم…سايكس وبيكو !

عبدالرحمن بجاش

● لن أقول أنه كلما مر الوقت صرنا مثل القبيلة , لا فالقبيلة هي الكيان الاجتماعي الأكثر ذكاء من الأحزاب , بدليل أنها استمرت والأحزاب اندثرت , استمرت لأنها تنطلق من الواقع , والأحزاب غادرت لأنها انطلقت من كتب ألفت لواقع آخر لا علاقة لنا به !!! , وكما قال صديقي كنا ((……)) لفلان من الناس لأنه (( إقطاعي )) وبالعودة إلى تعريف الإقطاعي كما عرفه ماركس أو انجلز أو لينين فلا علاقة لفلان بالإقطاع , فمساحة الأرض التي يملكها في منطقته التي تعتمد على المطر لا تكاد تعيد له ما يخسره سنويا , وهو كان يصر على زراعتها حبا بالأرض ليس إلا !!! . لا يزال الأمر ساريا على تقديرنا الأعوج للأمور من حولنا , وبما يدور في العالم الذي يدري أين مصالحه ولا ندري نحن !!! , هو يحقق مصلحة كل يوم ونحن يُرمى لنا كل فترة بتقرير مسرب من أي جهاز للمخابرات فنظل نلت ونعجن فيه سنينا وننسى الأهم !! , أتحدث عن العرب كلهم ونحن جزء صغير منه !!! , وخذ على سبيل المثال فصحفنا وقنواتنا عادت لتتحدث عن سايكس بيكو , وسايكس وبيكو هما وزيران لفرنسا وبريطانيا اللتين اتفقتا على تقاسم العالم وأطلق على المخطط اسماهما , قيل بعد ذلك أن روسيا ستالين أو الاتحاد السوفيتي فضح ما اتفق عليه فلم ينفذ !! , نحن نعيد ونعجن ونلت طوال الوقت انه سيجري تقسيم معظم دول الوطن العربي إلى دويلات !! , لا أحد وقف مع نفسه وسأل : لماذا ؟ والسؤال ضروري لنتبين هل الوضع القائم – وضعنا – أكثر فائدة لهم أم في وضع التقسيم المفترض , ما إحنا مقسمين وجاهزين , فلم تقسيم المقسم !! , يقول الأذكياء حقنا : سيقسمون العلويين والشيعة والسنة والزيود والشوافع , طيب ما إحنا قد قسمنا أنفسنا ولا داعي لكل هذا ومصالحهم مضمونة في ظل هكذا وضع , هم أيها السادة سيعيدون توزيعكم عليهم , هكذا : الملف السوري وما إليه ستتولاه روسيا العائدة وليس القادمة كما يصنف حالتها البعض خطأ , وملفنا ستتولاه أمريكا , والضفاف التي تتبع كل ملف ستؤول إلى المشرف , وفي الأخير الكبار متفقون ولن يصطدموا بسببكم !!! , هم أذكى من أن يدمروا كل شيء , وانظر فالصراع بعيد عن مناطق الثروات التي هم يستفيدون منها , مثلا هم لن يسمحوا باندلاع صراع في الخليج , لكنهم يثيرونه هنا وفي سوريا , أي أن علينا أن نموت دهسا في بلدان اختاروها ميادين لصراعهم بالنيابة , هل فهمنا ؟ فانسوا سايكس بيكو , وتذكرون روسيا وأمريكا اللتين لهما مصالحهما , وتدريان أين تكون , بقي عليكم أن تدروا أين مصالحكم وتجنبوا بلدانكم الدهس !!! . تذكروا فقط أن الدولتين هما من يتحكمان بقواعد اللعبة وانتم جميعا بدون استثناء مجرد أدوات !!! , هما من يقرران متى تندلع ومتى تخمد , وغير هذا يكون مجرد هراء وادعاء فارغ ومجالس قات بساعتها السليمانية !! , سيظلان هما من يتحكمان بكل شيء إلى أن …. , متى أرادا إشعلاها , ومتى ما أرادا أطفآها وسوريا اللحظة خير دليل !! . لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا