العدوان يستهدف شريان الحياة في اليمن

إب/ أحمد السعيدي

تعدى العدوان السعودي على اليمن الشهر الحادي عشر، مستهدفاً البشر والحجر والشجر، ومخلفاً آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، في غارات يومية تستهدف منازل المواطنين والمنشآت الخدمية الحكومية “العسكرية والمدنية” والبنى التحتية، والمحال التجارية والمعسكرات والمزارع وشبكات الاتصالات والمستشفيات الحكومية والخاصة والحصون والمعالم الأثرية والموانئ والمطارات وكل مقومات الحياة بالتزامن مع فرض حصار جوي وبري وبحري على البلاد، ومنع إدخال الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.. ويمعن طيران العدوان السعودي في الآونة الأخيرة من استهداف الجسور الاستراتيجية والطرقات والتي تعتبر حلقة الوصل الوحيدة للمواطنين اليمنيين والتي تربط بين المدن والمحافظات فكان لمحافظة إب نصيب وافر من جرائم العدوان لتظل شاهدة على حقد تحالفهم الهمجي :

أكد القائم بأعمال وزارة الأشغال العامة والطرق المهندس عبدالوهاب الحاكم أن التقديرات الأولية الناتجة عن استهداف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن للطرق والجسور بلغت في المناطق المحصورة 88 مليار ريال.
وأشار في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً بصنعاء بالتنسيق بين الوزارة واللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة والمركز القانوني للحقوق والتنمية إلى أن العدوان الذي استهدف وما يزال منذ ما يزيد عن أحد عشر شهرا كل مقومات الحياة في اليمن وقضى على البنية التحتية التي بناها الإنسان اليمني بعرقه ودمه على مدى عقود طويلة يظهر مدى الحقد الذي تكنه جارة السوء لليمن واليمنيين.. ولفت إلى أن الطرق والجسور التي تمثل شريان الحياة كان لها نصيب وافر من هذا العدوان السافر الذي جعل منها هدفاً له ولغاراته الأمر الذي أضر كثيرا بالمواطن وزاد من معاناته .
وقال ” إن الإحصاءات التي قام بها صندوق صيانة الطرق للأضرار التي تعرضت لها شبكة الطرق والجسور كشفت عن تضرر 29 طريقا بطول 796 كم و34 جسراً بشكل كلي أو جزئي إضافة إلى الأضرار التي تعرضت لها معدات المؤسسة العامة للطرق والجسور ومقراتها ومخازنها في مختلف مناطق الجمهورية، وقد تزيد تكلفة تلك الأضرار عن 88 مليار ريال وبما يعادل 400 مليون دولار كتقدير أولي للأضرار المحصورة في المحافظات التي تمكنت لجنة الحصر من الوصول إليها في ظل استمرار العدوان”.
بدوره أكد القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق المهندس نبيل المؤيد أن تحالف العدوان جعل من أبرز أهدافه تدمير البنى التحتية في اليمن وعلى رأسها شبكة الطرق والجسور التي نالها النصيب الأوفر من التدمير.
وقال “إن العدوان على شبكة الطرق والجسور واستهدافها بصورة مباشرة يسعى وبكل إصرار إلى تدمير ما تم إنجازه في هذا القطاع على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمن وليس لذلك من تفسير سوى الرغبة الشيطانية لقوى العدوان بإنزال العقاب الجماعي بالشعب اليمني ليكون هو صاحب الكلمة في قضايا الوطن ومستقبل الأجيال في الوقت الذي يتوق المواطن إلى التحرر من الهيمنة الخارجية “.
من جانبه أشار المهندس محمد ثابت إلى أن النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة تكتسب أهمية كبيرة لكونها ستقوم بتوثيق الأضرار في جميع المنشآت المتضررة خاصة وعامة وفي جميع المجالات وتتم بالتنسيق مع المحافظات والجهات المختصة في الوزارات والهيئات والقطاع الخاص والأفراد بحساب حجم الأضرار بالتفصيل عن طريق فرق فنية متخصصة وتعبئة الاستمارات الخاصة بكل منشأة مع المؤيدات من صور ورسومات ووثائق وغيرها على أن يتم التنسيق مع المجالس المحلية في المحافظات والمديريات والاستعانة بالمهندسين والمتخصصين في المحافظات والجهات ذات العلاقة للوصول إلى التقييم المتوافق مع المعايير الدولية .
نصيب إب من جرائم العدوان
من بين الطرق والجسور التي استهدفها العدوان الحاقد بقيادة المملكة السعودية وطالها التدمير بشكل كلي أو جزئي في عموم محافظات الجمهورية حسب إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية الذي يوثق كل جرائم العدوان أولا بأول, كان لمحافظة إب نصيباً كبيراً من هذه الجرائم باستهداف اكثر من 23 طريقاً وستة جسور أبرزها جسر الدليل في منطقة نقيل سمارة الذي استهدفه العدوان ثلاث مرات في كل مرة أكثر من خمس غارات, وهذا الرقم التقريبي وثقته قيادة السلطة المحلية بالمحافظة.
ويقول الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأخ أمين الورافي: “ستظل المحافظة شاهدة على همجية العدوان في استهداف الوطن والمواطن وتدمير البنية التحتية لهذا الوطن فحتى الطرق والجسور لم تسلم من جرائمهم النكراء التي تهدف إلى حصار المواطن والتضييق عليه فتقوم بتدمير الطرق والجسور لتتوقف الحياة ويركع الشعب اليمني لكن المواطنين في المحافظة واقفين يداً واحدة لقهر العدوان فكلما دمروا طريقاً بنينا بأيدينا طريقاً آخر وكلما استهدفوا جسراً وصلناه بأرواحنا رافعين شعار الصمود الأسطوري في وجه عدوانهم وحصارهم وجرائمهم”.
شهداء النقيل
قامت طائرات سعودية حاقــدة باستهــداف جســر الدليــل الذي يقع أسفــل نقيـــل سمــارة بمحافظـــة
إب، قبل التاريخ مهم لابد من ذكره في مثل هذه الاحداث.
وأكد مدير مستشفى الثورة بمدينة إب الدكتور محمد المجاهد أن عدد القتلى قد بلغ 24 شخصاً والجرحى الذين توافدوا إلى المستشفى بالعشرات حالة بعضهم حرجة للغاية فهناك أجساد محترقة وأخرى متهشمة لم يتمكنوا من معرفة هوياتهم.
وقال الأخ / مهدي السباع – أحد شهود عيان، من جانبه: شاهدنا تطاير أشلاء القتلى في كل اتجاه بسبب الضربة المباشرة للجسر الذي يمر عليه عدد كبير من المواطنين وفي ذلك اليوم تجمع عدد من السكان في هذا الجسر السياحي الذي يقصده المواطنون للنزهة لروعة المكان، فوقعت الجريمة، وحصلت تلك الفاجعة التي رأيناها بأعيننا ولن تسقط بالتقادم مهما مر الزمن.
معانــاة المواطنيــن
المهندس / أحمد علي مهدي – استشاري وزارة الأشغال في المحافظة تحدث من جهته قائلاً: ليس باعتباري مسؤولاً بوزارة الأشغال ولكن بصفتي الشخصية كمواطن من أبناء المحافظة أعاني مما يعانيه بقية المواطنين من استهداف العدوان الهمجي الطرق والجسور في المحافظة وأستطيع أن ألخص هذه المعاناة في ثلاثة جوانب رئيسية ومهمة، الجانب الأول خوف المواطنين على أرواحهم وذويهم أثناء تواجدهم على مقربة من الجسور والطرق الواقعة على مرتفعات جبلية كون تلك المناطق تعتبر مزارات سياحية لعدد من المواطنين ولعل مجزرة جسر الدليل أسفل نقيل سمارة شاهدة على وحشية العدوان التي لا تبالي بتواجد المدنيين في المناطق التي يستهدفونها، أما الجانب الثاني فيتمثل في صعوبة تنفل المواطنين بسبب تدمير بعض الطرق والجسور وخصوصاً الطرق الرابطة بين المحافظة وبقية المحافظات وتكمن أبرز المعاناة في عدم قدرة سيارات المواطنين الصغيرة من المرور عبر الطرق البديلة التي تم إنشاؤها لتفي بالغرض وذلك بسبب وعورتها وكثرة الحفر مما يزيد من معاناة المواطنين بشكل عام والمسافرين بشكل خاص.
والجانب الثالث والأخير الذي يحكي صورة من صور المعاناة للمواطنين في المحافظة نتيجة تلك الجرائم هو انعدام بعض المواد والسلع الاستهلاكية القادمة إلى المحافظة من بقية المدن اليمنية وقد تتواجد بأسعار خيالية جداً وذلك لعدم قدرة التجار على ايصال بضائعهم إلى المحافظة فقاطرات النقل لم تعد تستطيع المرور عن طريق تلك الطرق البديلة ولا المدمرة ومن جانب آخر يخافون استهداف بضائعهم على الطرق السريعة من قبل طيران العدوان كما حدث لناقلات الغذاء والدواء في وقت سابق، فهذا العدو لا يعترف بالإنسانية وأعمى بصيرته الحقد الأرعن الذي يجعله لا يفرق بين المسلحين والمدنيين”.

قد يعجبك ايضا